عطر السنين

رجال شجعان

ميرڤت شعيب
ميرڤت شعيب

فى ظل كل هذا الجنون وحجم الدمار الهائل الذى لم يسبق له مثيل على مدار تاريخ البشرية فى حرب دخلت شهرها الرابع، واسقطت 23 الف قتيل تقريبا نصفهم من الاطفال والنساء والشيوخ، وجرح حوالى 19 الف مصاب، ومازالت تحت الانقاض حوالى 5 آلاف جثة، وارتكبت خلالها اسرائيل 1903 مجزرة وحشية، فى حرب الابادة الجماعية التى قضت على الاخضر واليابس فى قطاع غزة.

وقتل فيها 109 صحفيين حتى يتم التعمية على المذابح التى ترتكب فى حق الشعب الفلسطيني، حتى لا يرى العالم الاهوال التى يشيب لها الولدان فى حرب الابادة الجماعية العنصرية، التى ابتكر فيها الاحتلال وسائل التعذيب والقتل التى لا تخطر على عقل بشر، مما يجعلهم اساتذة ابليس، وليسوا تلامذته فقط، فلم يكتفوا بقصف المنازل والمدارس والمستشفيات.

بل قصفوا النازحين العزل سيرا على اقدامهم، قصفوا ونبشوا القبور وسرقوا رفات الموتى ليسرقوا اعضاءهم، لان الديانة اليهودية تحرم نقل الاعضاء من اليهود، واختصوا الاطفال بالقتل والاعتقال، وفى فيديو حديث ظهر جنود الاحتلال الصهيونى وهم يقودون مجموعة من الاطفال المذعورين وقد جردوهم من ثيابهم، واقتادوهم الى مكان مجهول، ووسعت اسرائيل من نطاق الحرب فى المنطقة، فاغتالت نائب رئيس حماس فى طهران، وقصفت جنوب لبنان وبيروت ومناطق سورية، لتشعل نيران الحرب..

وردت قوات حزب الله بصواريخ استهدفت تل ابيب، ومازالت قوات حماس تقاوم وتضرب اسرائيل فى عقر دارها، لتكون الحرب متبادلة، رغم انها غير متكافئة..

وضربت المقاومة الجنود الاسرائيليين من المسافة صفر، وفجروا الالغام فى مواقعهم العسكرية، وقتلت واسرت العديد منهم، وما زالوا صامدين للضربات الوحشية..

وتكبدت قوات الاحتلال خسائر فى الارواح والمعدات لم تكن فى الحسبان، واعترف بنيامين نتنياهو رئيس عصابة اسرائيل بأن فاتورة الحرب باهظة، مع انه يتمتع بالدعم الامريكى المادى والمعنوي، وتستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو لوقف تنفيذ اى قرار لمجلس الامن يدين اسرائيل ويجبرها على وقف اطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الانسانية، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، ووسط اصرار اوربا وامريكا على دعم اسرائيل نجد انطونيو جوتيريتش الامين العام للامم المتحدة ينتقد مجلس الامن، وينتقد اسرائيل دون ان يهتم بهجومها عليه، ويبدو الموقف العربى الموحد من رفض التهجير والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية الذى يتبناه الرئيس السيسى كموقف شجاع لا يقبل المساومة.