كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: بين غزة والسودان

أحمد الجمال
أحمد الجمال

■ بقلم: أحمد الجمال

أن تعرف عدوك جيدًا فأنت على بُعد خطوة من النصر. هذا يلخص تفاصيل ما يجرى على الأرض فى غزة، التى يدرك المقاومون فيها مدى ضعف عدوهم ولذا يكبدونه خسائر ضخمة كلما طال أمد الحرب.

بعد نحو 70 يومًا على شن إسرائيل حربها الهمجية على غزة، أعلنت تل أبيب سحب لواء «جولاني» من القطاع، وباعتراف وسائل الإعلام الصهيونية فإن الهدف من وراء هذه الخطوة إعادة تنظيم صفوف جنود الاحتلال بعد أن تكبّد اللواء خسائر فادحة.

الحال فى غزة مؤلم، لكنها حرب خطفت أنظار العالم وسحبت البساط من تحت مناطق أخرى ملتهبة، مثل أوكرانيا التى باتت تغار من فرط التعاطف الشعبى عالميًا مع القضية الفلسطينية.
بلد آخر يبدو بعيدًا أيضًا عن مرمى عيون العالم، وخطر تنامى الصراع الداخلى فيه لا يقل عمّا يدور على حدودنا الشرقية. إنه السودان الشقيق الذى لا يصل صوت نحيبه خارج حدوده، إلا بالكاد.

شتان بين غزة والسودان.. فى غزة أنت تعلم عدوك جيدًا، تخرج لتناضل ضد محتلٍ وفى يدك سلاح تصوّبه نحوه، أو كاميرا ترصد بها فظائع الأمور، لكن فى السودان صعبٌ أن تلتقط صورة أو مقطع فيديو ولو بهاتفك المحمول، لأن مصيرك سيكون التصفية على الفور!

السبب ببساطة أن ميليشيات الدعم السريع المتصارعة مع الجيش النظامى اجتاحت مناطق عِدة فى السودان وتحصنوا فى بيوت المواطنين وارتكبوا بحقهم جرائم شنعاء من قتل واغتصاب للفتيات.. الكل فى نطاق واحد.. الكل يتحدث لغة واحدة.. الكل بلون بشرة واحد، فمن سيجرؤ على توثيق أى شيء وهو يعلم جيدًا أن الخطوة التالية ستكون ضغطة على الزناد تنهى حياته!