خبير استراتيجيات الصناعة: السيارات أحد أهم ركائز إستراتيجية التنمية الصناعية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: رانيا غنيم

أكد المهندس شادي الصفتي، خبير استراتيجيات الصناعة، أن القطاع الصناعي وخاصة صناعة السيارات من أهم القطاعات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بل ويعد قاطرة التنمية فى الدول المتقدمة ولكن هناك بعض المعوقات فى جذب الاستثمارات لهذا القطاع الحيوى، وأكثرها صعوبة التنافس في ظل تحرير التجارة واحتياج هذا القطاع لاستثمارات كبيرة، وأشار إلى أن هذا القطاع لا يحقق الربح السريع كباقي القطاعات الأخرى مما يقتضى التركيز على تطوير نظم إدارة الجودة واستخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة كضمان لزيادة التنافسية والإنتاجية وتقليل تكلفة التصنيع.

■ شادي الصفتي

◄ «بريكس» فرصة لدعم صناعة السيارات وتعزيز الصادرات

◄ حزمة الحوافز الاستثنائية للسيارات الكهربائية  تجذب الاستثمارات الأجنبية

◄ بناء ثقافة الجودة أولى خطوات نجاح المؤسسات الصناعية

وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"أخبار السيارات"، أن العالم يحتفل بثقافة الجودة فى شهر نوفمبر من كل عام، و يكمن الهدف الأساسى من الاحتفال للتوعية بأهمية الجودة فى بناء اقتصاديات الدول، وقال إنه نظراً لدخول المؤسسات مرحلة الانتاج الصناعي الكمي من أجل التصدير، فقد باتت الحاجة ماسة إلى وجود مواصفات للمنتجات المصنعة، وهذه المواصفات لا يمكن أن تتحقق من قبل هذه المؤسسات الصناعية، إلا باستخدام العمليات الانتاجية المناسبة التي أصبحت أكثر تقدماً وصعوبة من السابق، واختيار التجهيزات المناسبة لها وتأمين المهارات العالية لتشغيلها، ولذلك فقد أصبح تطبيق المواصفات أداة فعالة لنقل التكنولوجيا وتطوير جودة المنتج وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجين المحليين لدخول الأسواق الخارجية وللحفاظ على مواقعهم فى السوق الداخلية.

◄ التجارب الصناعية وثقافة الجودة
وأشار شادي الصفتي إلى أن التجارب الصناعية الناجحة وخاصة فى مجال صناعة السيارات أكدت على أهمية بناء ثقافة الجودة، كخطوة أولى كى تنجح المؤسسات الصناعية فى مساعيها لتحسين الجودة، لتعد ملائمة للمؤسسة الصناعية وأمرًا حيوياً لتطورها.

وتابع الصفتى قائلا:  ثقافة الجودة هى مجموعة من القيم التى يتم تعلمها بشكل مشترك من أجل تطوير قدرة المؤسسة على مجابهة الظروف الخارجية التى تحيط بها وعلى ادارة شئونها الداخلية وهناك تمييز بين الثقافة العامة فى المجتمع والثقافة داخل المؤسسة ومع أن الأخيرة يمكن أن تتأثر بالثقافة العامة إلا إنه يمكن بناؤها داخل المؤسسة الصناعية من خلال عدة محاور أهمها: الإيمان بالتحسين المستمر للجودة، واعتبار الجودة عاملاً استراتيجياً لأعمال الإدارة، واعطاء الجودة الاهتمام الأكبر فى التنظيم الادارى، بالآضافة إلى توزيع المسئولية عن الجودة بين أقسام التصنيع المختلفة، وأخيرا الاهتمام بسعادة العاملين فى المؤسسة وتحفيزهم لأن إرضاء العميل هو نتيجة لارضاء العاملين فيها.

◄ مجموعة بريكس
ومن ناحية أخرى، يرى الصفتى أن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس يدعم الصناعة ويعزز تصدير المنتجات المصرية إلى هذه الأسواق كما يساهم فى زيادة الميزة التنافسية للمنتجات المصرية من حيث الجودة والتكلفة، ومن هنا تأتى فرص عديدة لصناعة السيارات من انضمام مصر لمجموعة بريكس أهمها تطوير الصناعات المغذية لصناعة السيارات من خلال استيراد المواد الخام اللازمة لتعميق المكون المحلى، وتحول الصناعات المغذية للانتاج الكمى من خلال تصدير المكونات إلى أكبر الأسواق العالمية. 

◄ اقرأ أيضًا | الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام: مفاوضات مع شركات عالمية لإنتاج سيارة كهربائية

◄ توطين التكنولوجيا
وأشار الصفتى إلى أنه يجب عمل دراسات دقيقة لاحتياجات أسواق تلك الدول لتلبية متطلباتها ما يوسع فرص الاستثمار الصناعى فى مصر، كما يجب استغلال هذه الفرصة لتوطين التكنولوجيا فى مجالات صناعة السيارات الكهربية، والتحول الرقمى فى صناعة السيارات من خلال الاستفادة من تجربة الدول الرائدة فى صناعة السيارات كالصين والهند، والبرازيل والتركيز على تدريب الكوادر البشرية المصرية فى دول مجموعة البريكس وخاصة التدريب الهندسى والفنى لرفع كفاءة العنصر البشرى وتأهيله للمنافسة فى الأسواق العالمية.

وأضاف الصفتى بأن إطلاق إستراتيجية تطوير صناعة السيارات يؤكد على اهتمام القيادة السياسية والحكومة المصرية بدعم صناعة السيارات واعتمادها كأحد أهم ركائز استراتيجية التنمية الصناعية المصرية، وأن حزمة الحوافز الاستثنائية للسيارات الكهربائية سوف تجذب الاستثمارات الأجنبية وتشجع على توطين هذه الصناعة فى مصر، وتعميق المكون المحلى، وتوطين التكنولوجيا الحديثة.