«البطيخ» الفلسطينى فى مظاهرات التضامن مع غزة

النشطاء فى باريس يرفعون لافتات «البطيخ» الفلسطينى تضامناً مع غزة بعد منع رفع العلم
النشطاء فى باريس يرفعون لافتات «البطيخ» الفلسطينى تضامناً مع غزة بعد منع رفع العلم

كلنا نعرف أن من يحاول التضامن مع فلسطين على مواقع التواصل باستخدام العلم الفلسطينى يتم حذف تضامنه وتجميد حسابه كعقابٍ له وخدمة للاحتلال لأن هذه المواقع تمتلكها الصهيونية العالمية، ووصل الأمر بمنع رفع العلم الفلسطينى فى المظاهرات التى تعلن تضامنها مع غزة بالعواصم الأوروبية، مما اضطر المتعاطفين إلى العودة لرمزية «البطيخ» بدلاً من العلم على اعتبار أنها تحوى نفس ألوانه، وتعود حكاية رمزية « البطيخ » إلى عام 1984 عندما نشرت صحيفة «حداشوت» الإسرائيلية قرار محكمة «نتانيا» بالحكم على الفلسطينى محمد تايه الشهير بلقب محمد بطيخ بالسجن 5 سنوات وغرامة 50 ألف شيكل بتهمة بيع بطيخ يحمل ألوان منظمة التحرير» الأخضر والأحمر والأبيض والأسود» فى الكشك الذى أقامه فى مفرق بيت ليد، وحدة مكافحة الإرهاب ألقت القبض عليه وأحالته مع اللافتة التى علقها على الكشك التى تحمل عبارة «ع السكين يا بطيخ» إلى المدعى العام الذى طلب من المحكمة معاقبته بتهمة دعم الإرهاب والتخطيط لطعن اليهود بالظهر، وصدر الحكم المشار إليه، والخبر ليس نكتة لكنه يكشف عن غباء الاحتلال وتفاهة تفكيره !
وعقب أحداث الشيخ جراح فى مايو2021 أزال حرس جامعة «روتردام» للفنون لافتة رفعها الطلاب للعلم الفلسطينى وشعاراتٍ لوقف التطهير العرقى والحرية لفلسطين، وتحايل بعدها الطلاب برفع لافتة بديلة مزيّنة ببطيخة مكتوباً تحتها «هذه ليست بطيخة» فى إشارةٍ إلى ألوانها التى تتشابه مع ألوان العلم الفلسطينى، وفى يونيو 2023، أطلقت منظمة «زَزيم» حملة احتجاج على الاعتقالات ومصادرة الأعلام الفلسطينية التى تلت التصويت على مشروع قانون يحظر إظهار العلم الفلسطينى بالمؤسسات التى تمولها الحكومة، وتم لصق صور «البطيخ» على أكثر من 15 سيارة أجرة فى تل أبيب كُتب عليها «هذا ليس علم فلسطين»، وتعود رمزية «البطيخ» إلى ما قبل الانتفاضة الأولى بسبب الحظر الذى فرضه الاحتلال بمنع رفع العلم بعد هزيمة 1967 واعتبر رفعه جريمة، وللفنان الفلسطينى خالد حورانى أعمالٌ فنية كثيرة يتخللها رسمٌ للبطيخ فى سياق السخرية من الاحتلال، وقال لصحيفة «واشنطن بوست»: إن الفن يمكن أن يكون سياسياً أكثر من السياسة نفسها، وقال: إنه غامر بعمل ساخر فى 2007 فى إطار مشروع أطلس فلسطين الذاتى ورسم «العلم عليه البطيخ» ونُشره فى كتاب كجزءٍ من فكرة تدور حول علم فلسطين الجديد، وفى عام 2009 رسم بطيخة على حائط صالة عرض فى مدينة «تولوز» الفرنسية بحجم ضخم، وكررها فى معارض كثيرة، وقد انعكست رمزية التضامن بالبطيخ على كل حملات التضامن مع فلسطين فى الاحتجاجات والمظاهرات وعلى مواقع التواصل، وظهر ذلك فى حملة «أنقِذوا الشيخ جراح» 2021، والمجازر الحالية التى يرتكبها الاحتلال بعد «طوفان الأقصى» التى أعاد البطيخ الفلسطينى - علماً وخريطةً - فى الجداريات ولافتات التظاهرات.
نقلاً عن «عربى بوست»