حكايات من دفتر أحوال الناخبين| كرنفال عالمي في حب مصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: أحمد الجمَّال

حين قرّر المصريون المقيمون بالخارج أن يمارسوا حقهم الدستوري فى التصويت في الانتخابات الرئاسية الحالية، تجلى وعيهم الوطنى والسياسي فى أبهى صوره. فقد توافدوا بحماسة وحب متجدّد إلى مراكز الاقتراع على مدار ثلاثة أيام متتالية، وهم يرفعون بأياديهم راية مصر ويرسمون علامة النصر ويحملون فى قلوبهم انعكاسًا واضحًا لإدراكهم المتزايد بضرورة المشاركة فى صناعة مستقبل وطننا العزيز.

هذه المشاركة الفعّالة كانت أشبه بكرنفال احتفالى كبير فى حب مصر، مصحوبة بإصرار كبير من جانب المصريين المقيمين بالخارج على المساهمة فى صناعة مستقبل وآمال جيل الغد. ولا شك أن هذا التحلى بالمسئولية المجتمعية يعكس تصميم المصريين المقيمين بالخارج على دعم العملية الديمقراطية جنبًا لجنب مع أبناء الوطن فى الداخل.. وبالنظر إلى المرشحين لهذه الانتخابات، فقد ظهر اهتمام أبناء مصر المقيمين بدول العالم المختلفة بممارسة حقهم الدستورى من خلال المشاركة الإيجابية فى بسط الديمقراطية من خلال اختيار الزعيم الأمثل. فقد أبدوا تفاعلًا مع مقترحات المرشحين ومشروعاتهم، ما يؤكد توجههم نحو اختيار الشخصية الأكثر تمثيلاً لطموحاتهم وتطلعات الوطن.

◄ نداء الوطن

تشابهت المشاهد فى كل اللجان تقريبًا، فقد هرول الناخبون إليها فى حشود كبيرة بمجرد فتح أبوابها، وأكدوا أن مشاركتهم فى التصويت كمصريين من الخارج، هى تلبية لنداء الوطن، وتوجيه رسالة إلى الرأى العام العالمى بأن كل المصريين سواء فى الخارج أو داخل الوطن، حريصون على دعم مسيرة الاستقرار واستكمال عملية التنمية الواعدة التى تشهدها مصر، منذ تولى الرئيس السيسى حكم البلاد قبل نحو 9 سنوات، وهى الطفرة الحقيقية التى يشعر بها جميع المصريين بمنْ فيهم أبناء الجاليات المصرية فى مختلف دول العالم حين يعودون إليها بعد سنوات من الغربة، أو خلال زياراتهم لمصر من حين لآخر، فيلمسوا حجم التطور والاستقرار ويروا بعيون مفتخِرة ملامح التغيير للأفضل فى كل شبر على أرض المحروسة.

◄ درس في الوطنية للأطفال

لم يكتفِ الناخبون بمجرد الذهاب إلى اللجان والإدلاء بأصواتهم، بل حولوا الأمر إلى فرصة لتعليم أبنائهم الصغار درسًا مهمًا فى الديمقراطية، فقد حرص الكثيرون منهم على اصطحاب أبنائهم معهم، حاملين أعلام مصر ولافتات دعم وتأييد الرئيس السيسى. ولم يكن غريبًا أن تجد طفلًا برفقة والده، بينما يشرح الأخير له أهمية المشاركة فى العملية الانتخابية، بهدف دعم الدولة وترسيخ الديمقراطية.

عبارة «تحيا مصر» تدفقت كثيرًا على ألسنة الناخبين، وبدت كأنها كلمة السر التى تشحن وجدانهم بالأمل، ورغبة جامحة فى الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات للوطن فى السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السيسى، لذا ترافقت صوره مع لافتاتٍ دُوّنت عليها تلك العبارة الأيقونية بالبنط العريض، كما ظهرت بجانب اللافتة الرئيسية على أبواب كل مقار اللجان الفرعية فى هيئة «بانر» كبير مطبوعة عليه صورٌ لأبرز المشروعات القومية التى أنجزها المصريون فى السنوات الأخيرة.

◄ اقرأ أيضًا | رسائل المصريين من المشاركة بالانتخابات الرئاسية

◄ علم مصر.. ورايات النصر

أشادت الجاليات المصرية بحُسن سير العملية الانتخابية فى المقار الدبلوماسية وبالتسهيلات المقدّمة لجميع أبناء مصر بالخارج لتيسير التصويت، فيما أكد علاء سليم، الأمين العام للاتحاد العام للمصريين فى الخارج، أن الانتخابات بكل دول العالم تسير دون معوقات عدا بعض الدول التى يختلف فيها التوقيت عن غيرها ومن مكان لآخر، لافتًا إلى التنسيق بين الدولة والجهات الرقابية والمعنية لتوفير وسائل النقل للمصريين من وإلى اللجان، لضمان حصولهم على الحق فى الإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم بكل حرية وديمقراطية ونزاهة، مشيرًا إلى إقبال المصريين بالخارج على السفارات رافعين أياديهم بعلامة النصر وعلم مصر.

◄ انتخابات على إيقاع الورد

وفى ألمانيا جرى التصويت على إيقاع الزهور فى أجواء أشبه بأعياد الربيع، فمع توافد أعداد كبيرة من المصريين المقيمين هناك على السفارة المصرية فى برلين والقنصلية فى مدينتى فرانكفورت وهامبورج، حرص الناخبون على التقاط صور تذكارية فى مجموعات وهم رافعون علم مصر ويشيرون بعلامات النصر، بينما قام آخرون بتوزيع الورود على باقى الناخبين.

◄ تصويت تحت الصفر!

المشهد فى روسيا التى تضم جالية مكوّنة من 40 ألف مصرى، خير دليل على حرص المصريين على المشاركة فى هذا العُرس الانتخابى، فمع انطلاق موعد فتح أبواب اللجان فى التاسعة صباحًا توافدت أعداد كبيرة من أبناء الجالية على اللجان، رغم انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. والأمر ذاته تكرّر فى بلجيكا التى شهدت إقبالًا واسعًا على صناديق الاقتراع من أبناء الجالية المصرية فى بروكسل، رغم الانخفاض الشديد فى درجات حرارة الطقس الذى وصل إلى حد الصقيع.

وتكرّر المشهد ذاته فى النمسا التى شهدت أمطارًا غزيرة خلال الأيام الماضية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، لكنها لم تمنع أبناء الجالية المصرية من التوافد بكثرة على اللجنة الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، وتنظيم وقفة أمام مقر السفارة المصرية تأييدًا للمرشح عبدالفتاح السيسى، ودعمًا للعملية الديمقراطية عمومًا.

◄ «تسلم الأيادي».. كلمة السر على أبواب اللجان

منذ ظهور أغنية «تسلم الأيادى» تحولت إلى الأغنية الأكثر شعبية فى كافة المناسبات الوطنية، وقد عادت بقوة إلى المشهد الانتخابى مع تغنى الكثير من الناخبين بكلماتها فى احتفالات جماهيرية تلقائية على مقربة من المقار الانتخابية، وباتت كلمة السر وراء فرحة المصريين بممارسة حقهم فى التصويت لمن سيواصل معهم مسيرة الجمهورية الجديدة.

وهذا المشهد الاحتفالى تكرر كثيرًا وسجلته كاميرات هواتف الناخبين فى عدة دول منها ألمانيا والكويت وتونس والسنغال ونشروها على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، لتبقى ذكرى جميلة وتوثيقًا لوعى المصريين فى مرحلة مهمة من عمر الوطن.

◄ ناخبة على كرسي متحرك

المرأة المصرية تلعب دائمًا دورًا محوريًا فى كل الأحداث المهمة التى تعيشها مصر، ومنذ بداية العقد الماضى برز دورها فى التوعية، وهى الحاضنة الأولى للأجيال الصاعدة من الشباب والأطفال، لذا تدرك أهمية هذا الاستحقاق الانتخابى، وضرورة المشاركة فيه حفاظًا على ما حققته مصر من منجزات. وقد تجسد هذا المعنى الوطنى فى سيدة مصرية مقيمة بالكويت حرصت على الإدلاء بصوتها فى الانتخابات الرئاسية فى أول ساعة من فتح باب التصويت، رغم ظروفها الصحية، حيث حضرت إلى مقر اللجنة على كرسى متحرك، رافعة صورة الرئيس السيسى وعلم مصر.

◄ 400 كيلومتر للوصول إلى اللجنة!

اتجهت الأنظار المتابعة للعملية الانتخابية إلى الدول العربية، خصوصًا السعودية التى يوجد بها نحو ثلاثة ملايين مصرى، أى ما يعادل ربع المصريين المقيمين بالخارج. وتخللت الأيام الثلاثة المخصصة للتصويت روايات عديدة عكست حرص المصريين المقيمين هناك على المشاركة فى الانتخابات وممارسة حقهم الدستورى، من بينهم مواطن مصرى مقيم بمدينة القصيم، وثّق رحلة سفره بالسيارة إلى العاصمة الرياض، قطع خلالها نحو 400 كيلومتر من أجل الإدلاء بصوته فى الانتخابات.

◄ مشاركة بطعم الشوكولاتة

خلال أيام التصويت الثلاثة، شهدت اللجان فى دولة الإمارات إقبالًا كبيرًا من جانب المصريين المقيمين هناك، وفى مدينة أبوظبى تحديدًا، خرجت مجموعة من الأمهات المصريات فى الصباح الباكر واصطحبن معهن أطفالهن وذهبن للتصويت. واللافت أنهن أحضرن كميات كبيرة من الشوكولاتة لتوزيعها على الناخبين، وعهدن بهذه المهمة لأبنائهن، ليتعلموا معانى الوطنية والانتماء وتدريبهم منذ الصغر على ممارسة الحقوق الدستورية. وانطلق الأطفال يوزعون حبات الشوكولاتة تغمرهم السعادة وهم يرددون عبارة «تحيا مصر أم الدنيا».

◄ الموضوع مهم.. في أمريكا

للشباب دورهم المؤثر فى حث أبناء الجاليات المصرية على المشاركة فى الانتخابات، وهذا ما فعلته فتاة مصرية مقيمة فى الولايات المتحدة، من خلال نشرها مقطع فيديو، دعت فيه الشباب المصرى المقيم فى الخارج، للمشاركة فى انتخابات الرئاسة المصرية 2024، والإدلاء بأصواتهم.

وقالت الفتاة، وهى من أبناء الجيل الثانى للمصريين المقيمين فى أمريكا: «أنا جيت علشان أنتخب السيسي، وبأقول للشباب ينزل ينتخب، والموضوع كبير ومهم جدًا لشعب مصر».