«مكاشفة» قصيدة للشاعر سمير عبد المنعم

الشاعر سمير عبد المنعم
الشاعر سمير عبد المنعم

من المستقبلِ الماضي

أنا آتٍ

و في صدري كتابٌ جئتُ أقرؤهُ

على صفحتِهِ الأولى

تَرَوْنَ الشمسَ مُطْفَأَةً

              بلا نورٍ

              ولا نارٍ

              مُعَطَّلةً

وتحت الشمس مكتوبٌ :

"بلا تعليقْ "!!

بثاني صفحةٍ يُنبــــِي

عن المخبوءِ في قلبي

من الحُبِّ

لنهرِ النيلِ و الأهرامِ، لا أَكْثَرْ

ولكنّي أُواريهِ

كما وارَى ( أبونا آدمُ ) السَّوءَهْ

فَوَا خَجَلي من الهيئه

إذا يومًا ، تهبُّ الريحُ ، تَكشفُني

و تكشفُ حبِّي الأكبرْ

ككلِّ النّاسِ في بلدي

وَرِثْتُ التّاجَ عن جَدِّي

وتاريخًا تعتّقَ في زجاجاتٍ ..

شربناها مُشَعْشَعَةً بماءِ النّيلِ كي نَسْكَرْ

فمعذِرَةً أحبّائي

إذا أفْصَحْتُ عن دائي

( و غنّيتُ الهوى جهرًا ) :              

                  (( أُحبّكِ مِصرْ ))

أحــــــــــــــــــــــــبكِ ،

دونما شئٌ يؤيّدُني

 أحبـــــــــــــــــــكِ ،

                و المنى كانت تقيّدُني

أحــــــــــــــــــــبك ِ،

                آهِ لو تَدرينَ كم كانت تُعاندني

                و تمنعُني عن النُّطقِ

و تقتل غُنوتي الحُبلَى بشلّالٍ من العشقِ

و تشنقُني بحبلِ اليأسِ ..

أحرقُهُ , ببركانٍ من الشّوقِ

لأغنيتي,

و أمنيتي التي ماتت على بوّابةِ الشّرقِ .

 

أحبّائي :

         تَعِبْتُ .. تعبتُ من ترديدِ أشعاري

         ومن تبديدِ أوتاري

         أنا لن أَقْلِبَ الصّفحه

         إذا شئتم , تعالَوا ..

         تَكتُبُ الصَّفْحاتِ أيدينا

         و إنْ - لا قدّرَ اللهُ - تمسَّكتم بعادتِكم

         فحسبي أنّ لي قلمًا ,

                 و أنهارًا من الصّبرِ .