فى الصميم

أمريكا تكافح.. لتوسيع الحرب !!

جلال عارف
جلال عارف

منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلىة على الشعب الفلسطينى، والولايات المتحدة تؤكد أن أحد أهدافها الأساسية هو عدم توسيع الحرب.. ومع بداية الشهر الثانى من «حرب الإبادة» نجد أن طرفاً واحداً فقط هو الذى يسير عكس الاتجاه ويصر على توسيع الحرب ويرفض أى تهدئة ..  وهو - للأسف الشديد - الولايات المتحدة الأمريكية نفسها  !!

على مدى شهر كامل من الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل كانت إمدادات السلاح الأمريكى تنهمر يومياً إلى الجيش الإسرائيلى ، وكانت البوارج وحاملات الطائرات ترابط على سواحل إسرائيل . ولم تكتف أمريكا بقواعدها العسكرية المنتشرة فى المنطقة فأرسلت آلاف الجنود من مشاة البحرية وقوات النخبة ، واعترفت بأن جنرالاتها يشاركون فى إدارة العمليات العسكرية الإسرائيلية التى اسقطت حتى الآن أكثر من عشرة آلاف شهيد بالإضافة إلى نحو ثلاثة آلاف على الأقل مازالوا تحت أنقاض المبانى المهدمة  !

 فى الحقيقة.. الدعوة الأمريكية لعدم توسيع نطاق الحرب تحولت إلى دعوة للجميع بأن يتركوا إسرائيل والولايات المتحدة يعملان بدون إزعاج  !!   لإنهاء مهمة إبادة الشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه ، وهو أمر مستحيل..

خاصة حين تقود أمريكا حملة الحشد لرفض وقف إطلاق النار ، وتشل مجلس الأمن وهى تحمى بـ «الڤيتو» جرائم إسرائيل ، وحين يرى العالم جرائم النازية الجديدة التى تقوم بها إسرائيل بدعم أمريكا الكامل ، وحين تنتفض شعوب العالم وتخرج المظاهرات بالملايين فى كل العواصم حتى فى واشنطن التى خرج فيها اليهود والمعتدلون يصرخون : ليس باسمنا !! ..

أى لا ترتكبوا هذه المذابح بدعوى الدفاع عن اليهود ، بينما أنتم تدافعون عن دولة مارقة يحكمها مجرمو حرب وإرهابيون  !!

   للأسف .. إذا توسعت الحرب فبسبب الولايات المتحدة ومشاركتها فى جرائم إسرائيل . ستشتعل الضفة الغربية وقد استعدت أمريكا لذلك ورأينا السفاح «بن غفير» يوزع بنفسه أحدث البنادق الأمريكية على أنصاره من المستوطنين ، مع حديث عن تسليح ٤٠٠ ألف مستوطن بهذه البنادق الأمريكية الحديثة . وبالأمس كان خبر اعتماد ٣٤٠ مليون دولار لإرسال قنابل أكثر دقة لإسرائيل لأن مالديها من قنابل لم يقتل إلا عشرة آلاف شهيد نصفهم من الأطفال  !!

خطر توسع الحرب يزداد ، وستخرج عن حدود فلسطين ما دامت الولايات المتحدة تغامر بما تبقى لها من سمعة ومكانة ، لتشارك فى حرب لإبادة شعب فلسطين ، ولترسل البنادق الحديثة إلى بن غفير، والقنابل الدقيقة جداً لجيش الاحتلال وهو يمارس جرائمه النازية ، وتستخدم «الڤيتو» لمنع وقف حرب الإبادة .. ثم تعظنا عن حقوق الانسان وحرية الشعوب !!