«دفن أهلها جثة أخرى»| «تالا».. طفلة فلسطينية تخرج من تحت الأنقاض بعد 4 أيام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مازالت الحرب على غزة مستمرة ومازال القصف والخراب هو المشهد السائد في القطاع المحاصر، ولا تزال القصص تتجدد، بعضها يأتي محملاً بالحزن والألم، في حين يظهر بعضها الآخر بمعجزات غير متوقعة.

وتأتي قصة الفتاة تالا لتبرز كمثالٍ على تلك المعجزات المُذهلة، حيث نجت بأعجوبة من بين ركام المأساة، في وقت كانت عائلتها تعتقد أنها فقدوها إلى الأبد.

ولكن جاءت اللحظة الغير متوقعة أبدًا، عندما تم العثور على تالا بالفعل ناجية، في لحظات كانت مليئة بالدهشة والأمل.

فالفتاة تالا القريناوي، التي تجاوزت الصعاب، بعد القصف الإسرائيلي الذي طال منزل عائلتها ومنازل الجيران وأسفر عن وفاة العديد من الأبرياء العُزل، بقيت محتجزة تحت أنقاض منزلها لمدة أربعة أيام، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية.

وفي هذا السياق الصعب، وعلى الجِهة الأخرى، قام والد تالا بدفن طفلته الصغيرة، ظنًا منه أنها ابنته الراحلة، في لحظة مؤلمة لا يمكن وصفها، أما والدتها فلم يكن عقلها يرى فكرة فقدان ابنتها.

لحظة إخراج «تالا» من تحت الأنقاض كانت بمثابة صُدفة

وفي يوم كان بعض أفراد العائلة في مكان منزلهم الذي دُمر إثر القصف، سمع خال تالا صوت أنينها الضعيف ينبعث من تحت الأنقاض بالصدفة!!، وعلى الفور، عمل الجميع على رفع الأنقاض بحثًا عنها، وبمفاجأة لا تصدق، وجدوها على قيد الحياة بعد أن أمضت أكثر من 4 أيام صامدة تحت الركام. 

كانت تالا تعيش وتتنفس كل هذه الأيام، فلحظة إخراجها  كانت بمثابة معجزة أملت البهجة والسرور على قلوب كل من شاهدوها خاصةً عائلتها.

رد فعل عائلة «تالا» بعد نجاة ابنتهم

يقول والد تالا: "دفنّا بنت عمها التي توفيت جراء القصف التي كانت عبارة عن أشلاء، وظننا أنها تالا، وبعد أربعة أيام، اتصلوا بنا ليخبرونا بأنهم اكتشفوا تالا على قيد الحياة بعد رفع الأنقاض، وعندما رأيتها بنفسي، صدقت أنها ابنتي".

عندما رأت والدة الطفلة تالا ابنتها أمامها، وهي في صحة جيدة بعد مرور أيام من الصمود تحت الأنقاض، كانت مشاعرها مختلطة بين الدهشة والفرح والحنين.

وقالت بدموع في عينيها: "والله عارفة إنك عايشة من اليوم الأول، ولم أصدق لحظة واحدة أنك قد رحلت يا حبيبتي".

كانت عبارة والدة تالا مليئة بالحب والفرح، فهي تحتضن ابنتها بقلب دامي وذراعين مفتوحتين.

وفيما يتعلق بصحة الفتاة تالا، فإنها الآن بخير وتتلقى العلاج والرعاية الصحية في المستشفى، التي تقدمها فرق الإنقاذ والعناية الطبية في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.


الطفلة «تالا» كتُبت لها حياة جديدة

وأخيرًا، فبالنسبة لتالا، كانت لحظة خروجها من تحت الأنقاض بمثابة تاريخ ميلادها الجديد، وقالت الفتاة، بينما كانت محتجزة تحت الأنقاض، إنها كانت تنادي على أفراد أسرتها وتناشدهم بإخراجها، وتقول لهم "طلعوني طلعوني"، ولكن لم يكن هناك أحد يستطيع سماعها أو الرد عليها، فكانت تلك اللحظات مليئة بالوحدة واليأس، ولكن تحققت المعجزة وعادت إلى أحضان عائلتها.