تعرف على قصائد الأبنودي وقباني في حب فلسطين

الأبنودي وقباني وعبد الحليم وبليغ
الأبنودي وقباني وعبد الحليم وبليغ

مصر منذ مهد التاريخ تدعم القومية العربية والقضية الفلسطينية، وما أشبه اليوم بالبارحة، ليأتي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليحيا القومية العربية والقضية الفلسطينية، فتعرف على عمل المبدعون واهل الفن لدعم القضية الفلسطينية. 

شاعران عربيان كبيران استجابا شعراً وإبداعاً للانتفاضة العام 1987، فالأول نزار قباني وقد أبدع قصيدة رائعة بعنوان "يا تلاميذ غزة"، والثاني الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي أهدى الانتفاضة قصيدة ملحمية بعنوان "الموت على الاسفلت"، حيث ردد الفلسطينيون هاتين القصيدتين في احتفالاتهم ومهرجاناتهم، لتعيش القصيدتان المذكورتان معنا حتى أيامنا هذه، في دلالة على أن الإبداع الحقيقي لا ينتهي تأثيره معنى وجمالاً مجرد انتهاء الفعل الشعبي الذي أوحى للشاعر بقصيدته.

الأبنودي والقباني 

قصيدتا قباني والأبنودي ليستا الوحيدتين اللتين ولدتا تعاطفاً ودعماً لقضية العرب المركزية، لكن أذكرهما هنا من باب الاستشهاد، لأنهما كانتا الأكثر انتشاراً وتأثيراً.

ولم يقتصر الإسناد الإبداعي للفلسطينين على القصيدة، بل كانت الأغنية حاضرة باستمرار في الإبداع العربي، فقد غنت فيروز للقدس بعد العام 1967، بغية مواساة المقدسيين وشد أزرهم.

وجاءت كلمات قصيدة الأبنودي ..

"أمّاية وانت بترحى بالرحى
على مفارق ضحى
وحدك وبتعددى . . .
على كل حاجة حلوة مفقودة
ما تنسيش يا امه فى عدودة
عدودة من أقدم خيوط سودا فى توب الحزن
لا تولولى فيها ولا تهللي
وحطى فيها اسم واحد مات
كان صاحبى يا امه . .
واسمه . . ناجى العلي.
كما يقول عبد الرحمن الأبنودى فى الديوان:
ومنين أجيب ناس لمعناه الكلام يتلوه؟
إذا كنت باجى أقوله .. نص عقلى يتوه؟
 
الكلام مش مستجيب
والصمت عار
والمسافة بعيدة بين الفعل والقول البليد
لكن نحاول
لا قصيدة هاتجرى ع الأسفلت
ولا ترمى حجر
ولا فوق كتافها راح تحمل شهيد
ولا هاتبعد خطر
ولا ها تقرب بعيد
الكلام آخر المطاف هو كلام
و الدم.. دم
القصيدة توصف الدم الزكى ماتشيلش نقطة
توصف الأم اللى ماتت بنتها قدام عنيها
بس وصف!
وصف جيد .. وصف خايب ..
وصف صادق .. وصف كاذب ..
فى النهاية كله وصف !
كل شعر الوصف ..
ما يساويش فى سوق الحق صرخة
الكلام عن كل ده شىء م التطاول
إنما .. لازم نحاول

وما زال صوت فيروز يعيش في كل بيت مقدس، وبل في كل البيوت الفلسطينية، نظراً للقيمة الفنية والقومية والإنسانية لما غنت وأبدعت، وغنى عبد الحليم حافظ أغنية "المسيح" من شعر الأبنودي، وأصر على أن يطلقها من بريطانيا بعد نكسة 1967 مباشرة، بالرغم من الحملة التي شنت ضده لمنعه من غناء هذه الأغنية، وقد أظهر عبد الحليم شجاعة منقطعة النظير متجاهلاً الحملة المناوئة وتهديده شخصياً، لتحقق الأغنية على المستوى الشعبي نجاحاً كبيراً، أما سيدة الغناء العربي أم كلثوم فلم تنس القدس وفلسطين، فقد غنت وأجادت وأبدعت، وكان الفلسطينيون يتابعون ذلك من خلال الإذاعات المصرية، وهكذا فعل عبد الوهاب ووديع الصافي ولاحقاً مارسيل خليفة وجوليا بطرس ولطيفة وأصالة وهاني شاكر وعمرو دياب وعمر العبداللات ولطفي بشناق وعاصي الحلاني ووليد توفيق وغيرهم، في تأكيد أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في ضمائر المبدعين العرب.

وقد كان هذا الإبداع العربي متكاملاً ومتناغماً مع ما قدمه المبدعون الفلسطينيون في المجالات كافة، في القصيدة والمسرح والرواية والرقصة واللوحة التشكيلية والأغنية، حيث أبدع الكتاب الفلسطينيون نصوصاً قوبلت باحترام وتقديراعلى مستوى العالم.