«محمود».. مقاتل السينما المصرية

محمود ياسين
محمود ياسين

لعبت مدينة بور سعيد دوراً كبيراً فى حياة النجم محمود ياسين فكان يقول: إن أبناءها يتشابهون فى ملامحهم وتكوينهم، وتترك أثراً كبيراً عليهم، وكان يشبّه مشواره بصفحات كتاب ملون به كل الألوان الزاهية، لأنه قضاه مع نجوم وصناع مجد سينمائى ومسرحى وتليفزيونى، وقد صدر مؤخراً كتاب «محمود ياسين، حياتى كما عشتها» للكاتب الصحفى سيد محمود سلام « عن بيت الحكمة للصناعات الثقافية»، الكتاب يتناول فى 6 فصول مشوار محمود ياسين من بورسعيد حتى النجومية، ويروى فيه بشغف عن كل مرحلة من مراحل حياته، بالإضافة إلى مجموعة صور متميزة عن أيام فى حياة النجم الكبير، ويحتوى على شهاداتٍ لنخبة من نجوم الفن الذين تعاملوا معه فى مراحل تألقه، ومنهم: نور الشريف، عزت العلايلى، نبيلة عبيد، سهير رمزي، إلهام شاهين، يسرا.

البداية كانت من «بورسعيد»، ويروى النجم محمود ياسين أنه كان طفلاً محظوظاً لنشأته فى أسرة تعد الثقافة جزءاً مهماً فى تكوين أبنائها، وتأثره بشقيقه الأكبر «فاروق» الذى ساعده على اكتشاف عالم الإبداع العالمى، فقد كان يمتلك مكتبة كبيرة فى المنزل، قرأ من خلالها لكبار الأدباء من مصر والعالم ، مما ساهم فى تكوينه الثقافى، ورغم ذلك كان هدفه المهم دراسة القانون لتحقيق حلم أسرته، ثم يسعى لتحقيق هدفه الأهم، وهو التمثيل، وفى رحلة البحث عن الفرص مع مسرح التليفزيون التقى بعادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدنى، وبعد فوزه فى مسابقة الوجه الجديد التى نظمها المسرح القومى أسُندت إليه أعمال كثيرة، وبدأ المخرجون السينمائيون يتابعونه على المسرح حتى شاهده صلاح أبو سيف وكان سبباً فى دخوله عالم السينما، ثم تلقى صدمة كبيرة من المخرج يوسف شاهين كادت أن تقضى عليه بعدما رشحه لفيلم «الاختيار» ثم تراجع وأسند البطولة للفنان عزت العلايلى، لكن القدر أنقذه وقام حسين كمال بترشيحه لبطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك» أمام شادية.

«شهيرة» .. قصة حبى

جاء لقاؤه الأول مع حبيبة عمره «شهيرة» أثناء حضورها لموقع تصوير فيلم «صور ممنوعة»، ومع تعدد اللقاءات بدأ يشعر بتقارب تجاهها وهى أيضاً، ويقول محمود ياسين: «حياتى تحولت نهائيا بعد لقائى بشهيرة، وأصبحت السند فى البدايات، وحتى آخر العمر»، بعدها فتحت السينما ذراعيها واحتضنته بقوة.

نجم سينما الحرب

يقول الكاتب الصحفى سيد محمود سلام، مؤلف الكتاب، فى تصريح خاص لـ «الأخبار»: ارتبط اسم محمود ياسين ليس فقط بحرب أكتوبر، بل بنضال وكفاح الجندى المصري، فمن بين أكثر من عشرة أعمال قدمها النجم الكبير محمود ياسين عن دور الجندى المصرى فى الدفاع عن أرضه فيلمان كُتبا قبل انتصار أكتوبر، ونُفذ أحدهما فى فترة ما قبل وبعد حرب 73، وهو «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، والأول أيقونة المخرج الكبير على عبدالخالق و «أغنية على الممر» الذى عُرض قبل الحرب بعام حيث أنُتج فى 1972، وأضاف: كان محمود ياسين كلما تحدثنا عن الحرب يتذكر طفولته التى عاشها فى المدينة الباسلة «بورسعيد»، فيقول: إن كل حبة رمل مصرية غالية جدا عليه، وأنه فى أسرة تعشق هذا الوطن، وفى مدينة عاشت النضال بكل أشكاله، ومن ثم يجد نفسه فى تجسيد تلك البطولات السينمائية والتى اختتمها بفيلم «حائط البطولات» مع المخرج محمد راضى فى عام 1998، ويعتبر «محمود» النجم رقم واحد فى الأعمال الوطنية التى قُدمت عن حرب أكتوبر أو قبلها.

 

سيد محمود

وعن فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، يروى محمود ياسين ذكرياته: «اتصل بى رمسيس نجيب وقال: تعال سنسافر إلى الجبهة كى نصور فيلماً حربياً، فقلت له: الحرب لم تنتهِ بعد، فقال «رمسيس»: تخلص زى ما تخلص، ذهبت ووجدت حسام الدين مصطفى يرتدى بدلة جيش، وقال لى: أنت يا محمود سترتدى بدلة جيش، وصورنا الفيلم على مرحلتين، ما قبل الحرب مع نجوى إبراهيم، ومرحلة الحرب عندما توقف القتال ذهبنا إلى الإسماعيلية، وعشنا الحالة بعد أن توافرت لنا كل الإمكانيات من قنابل، ومعدات، و«نابالم»، وعبّارات مائية جرى توفيرها فى الفيلم بعد اتصالاتٍ مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وحقق الفيلم نقلة كبيرة فى مشوارى الفنى».

التكريم الأخير

كان تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائى لعام 2015، هو اللقاء الجماهيرى الأخير، وتحدث النجم الكبير لجمهوره وللحضور من الفنانين والمخرجين والنقاد: «أنتم من علمتمونى كل شىء عن السينما والدراما والمسرح، شكراً لكم جميعاً».