6 كتب جديدة تسجل الصدمة.. الموساد يعجز عن إثبات عمالة أشرف مروان

عملية «الملاك» مع مشغله الدب فى لندن
عملية «الملاك» مع مشغله الدب فى لندن

ستة كتب صدرت حديثًا أو أعيد طبعها بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، لعل أميزها الكتاب الذى أصدره الموساد بنفسه  تحت عنوان: “ يوما ما سنحكي” وهى المرة الأولى التى يصدر فيها الموساد كتابًا رسميًا يتضمن بحثًا تاريخيًا معمّقًا عن دور الموساد فى الأيام التى سبقت اندلاع الحرب.

الأجواء الاحتفالية التى صاحبت إطلاق الكتاب، والتكريم الذى حرص رئيس الموساد الحالى إهداءه لسلفه تسفى زامير رئيس الموساد إبان حرب أكتوبر، بدا وكأنه محاولة رد اعتبار للجهاز أكثر منه لشخص زامير الذى تلقى انتقادات عنيفة عن تأخر وصول المعلومات التى قدمها عن الاستعدادات المصرية والسورية للحرب المستقاة من مصدره المصرى الذهبى  أشرف مروان الذى كان أهم المصادر التى حذرت من الموعد المقرر لبدء الحرب.

مروان، الملقب بـ “الملاك”، هو الذى وجه لرئيس الموساد زامير فى اجتماع فى لندن، التحذير من أن مصر ستشن حربًا، لكنه فعل ذلك قبل يوم واحد فقط من اندلاع الحرب.

الكتاب فى الواقع “رسالة دفاع” عن الادعاءات التى وجهت ضد الموساد فى السنوات الأخيرة فيما يتعلق بحرب يوم الغفران. رغم أن مؤلفى الكتاب - وأيضا رئيس الموساد الحالى ديفيد برنياع- مقتنعون بأن مروان لم يكن عميلا مزدوجًا، ولذلك يحاول الكتاب الرد على الادعاءات  القائلة بأن “الملاك” أدخل إلى إسرائيل من قبل المصريين كمصدر مزدوج، كجزء من خطة مصرية لخداع إسرائيل ونصب فخًا لها فى اللحظة الحاسمة لبدء الحرب. مع ذلك يعجز الكتاب عن الرد بإجابة قاطعة على السؤال عن سبب وصول التحذير متأخرا إلى هذا الحد.

«يوم القيادة»

هى الوثيقة الأولى من نوعها التى ترى النور فى إسرائيل حول حرب يوم الغفران، كما كانت، من دون أعذار ومن دون تهويل للبطولات. الكتاب كتبه أفضل الباحثين والكتاب فى إسرائيل، 

يصف ويحلل الطريق إلى الحرب ويعرض الحرب نفسها من جميع جوانبها: السياسية والعسكرية والإنسانية - فى ساحات القتال، فى الخندق، على الأرض، فى الجو وفى البحر  مقتنعون - بما فى ذلك من وجهة نظر “العدو”. ويتطرق الكتاب أيضًا إلى الثمن الذى حصدته الحرب، ولا تزال، من الإسرائيليين، جسدًا وروحًا، وعواقبها طويلة المدى على الدولة والمجتمع والثقافة هناك. 

يكشف الكتاب عن خمسة إخفاقات خطيرة تبدو منفصلة: الإخفاقات السياسية - “شرم الشيخ بدون سلام أفضل من السلام بدون شرم الشيخ”؛ إخفاقات القوات الجوية - “ما استغرق ثلاث ساعات (فى عام 67) سيتم إنجازه هذه المرة فى 40 دقيقة”؛ الإخفاقات الاستخباراتية - العمى المهنى وغياب التحذير؛ إخفاقات الأجهزة فى تحديد الأولويات وفى التخطيط التشغيلى (مع التركيز على الدفاع)؛ وإخفاقات القيادة - فى تعيين كبار القادة وتدريبهم. 

«الحرب»

فى الذكرى الخمسين للحرب التى هزت إسرائيل، وأودت بحياة أكثر من 2500 قتيل، وأكثر من 7000 جريح، ونحو 300 أسير، و16 لا يزالون فى عداد المفقودين، وعشرات الآلاف من العائلات التى تغيرت حياتها إلى الأبد. اختار المؤلف نسيم مشعل التركيز على توثيقها الزمنى من مسافة بعيدة.

بمساعدة الوثائق والبروتوكولات والتقارير الاستخباراتية وتحقيقات جيش الدفاع الإسرائيلى وشهادات من ساحات القتال وتسجيلات من غرف القيادة والمذكرات والأرشيف واجتماعات الحكومة. يقول المؤلف: “لم تعد دولة إسرائيل أبدًا إلى نفس الدولة التى كانت عليها عشية حرب يوم الغفران.

ورغم أنها انتهت بانتصار إسرائيلي، إلا أنها خلفت وراءها صدمة وطنية وندبة مؤلمة. ندبة عمرها 50 عاما”.

«من التحرير إلى41 أكابولكو»

للمؤلف إيلان كافير، هو وصف للثمانية عشر يومًا الدرامية التى هزت إسرائيل على الجبهة الجنوبية فى أكتوبر 1973.

“التحرير 41”، هو تمرين الخداع الكبير الذى قاده الرئيس المصرى أنور السادات، والذى ذهب فيه الجيش المصرى فى غضون دقائق من مناورة عسكرية روتينية إلى هجوم شامل على طول جبهة القناة بأكملها، إلى عملية أفيرى ليف - الاختراق نحو قناة السويس والكلمة الرمزية “أكابولكو” - 36 مظليًا أولًا على الضفة المصرية. 

وأمام هؤلاء يتعرض القارئ لسلسلة من الأحداث الرائعة على ضفتى القناة: بناء الخطة الحربية المصرية بكل تفاصيلها فى مواجهة خدر استخباراتى وتصور يقوده رئيس الأمن الوطنى اللواء إيلى زعيرا: “احتمال الحرب ضعيف”، متجاهلا كل المؤشرات التى تشير إلى المصير.

يصف الجزء الأول من الكتاب بتفصيل كبير تحركات الجانب المصرى منذ قرار خوض الحرب: كيف تم بناء الخداع، وكيف أعد الجيش المصري، الذى كان قد هُزِم قبل ست سنوات، نفسه لحملة جديدة، وكيف تجاهل صناع القرار الإسرائيلى على المستوى السياسى والعسكرى كل ما حدث فى مصر.. ويعرض الجزء الثانى من الكتاب تفاصيل القتال الإسرائيلى الذى أدى إلى الاضطراب الكبير فى الحرب ومحادثات حول وقف إطلاق النار.

يوميات الحرب

للمؤلف -جاد أولمان  الذى تم تجنيده، فى الاحتياط وهو فنان معروف متعدد التخصصات، خلال حرب يوم الغفران كرسام عسكرى ورافق سرب النقل. 
كان لقبه “القلم المتجول”، لأنه وصل إلى مطارات القوات الجوية والعيادات الميدانية والمقرات والمعسكرات والمطابخ وحتى حفرة القيادة بعقل، حيث كان يسجل ما كان يحدث أمام عينيه. يوميات الحرب تجلب سجلات أولمان من تلك الحرب، وهى توفر وثيقة مرئية رائعة وفريدة من نوعها لتلك الأيام الصعبة.
حرب يوم القيامة 

فى الذكرى الخمسين للحرب، صدرت طبعة جديدة من الكتاب للمؤلف حاييم هرتسوج، تمت إضافة مقدمات لاثنين من أبناء المؤلف - الرئيس يتسحاق هرتسوج وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة العميد مايكل هرتسوج إلى هذه الطبعة، حيث تدرس هذه المقدمات الحرب وتأثيرها على المجتمع الإسرائيلى من منظور تاريخي.

ومنذ نشره لأول مرة، كان الكتاب نسخة موثقة لأحداث حرب يوم الغفران وأصبحت كتابًا كلاسيكيًا على رف كتب حروب إسرائيل. وقد تُرجم إلى العديد من اللغات، ويُدرس ككتاب إلزامى فى المدارس العسكرية حول العالم .. ويقدم حاييم هرتسوج فى الكتاب، المستند إلى بحث شامل ومقابلات مع جميع عناصر القيادة الإسرائيلية، العسكرية والسياسية، لمحة متعمقة عن التطورات التى أدت إلى الحرب، ووصفًا تفصيليًا لمسارها وتحليلاً شاملاً. لعواقبها العسكرية والسياسية. ويكشف كيف فاجأت الجيوش العربية المؤسسة الإسرائيلية، على الرغم من العلامات التحذيرية الواضحة.