في عزبة المهاجرين .. الخيانة قادت الأم الشيطانة للإعدام

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

‭  ‬حبيبة‭ ‬جمال

 داخل شقة صغيرة بمنطقة عزبة محسن، تعالت صرخات الملاك الصغير؛ هاجر التي تبلغ من العمر ٦ سنوات بعد وصلة من التعذيب والجوع، استغاثتها وصراخها لم يكن كافيًا ليرق قلب والدتها، فكلما زاد صراخها كلما انهالت عليها ضربًا، حتى تطور الأمر وبدون شفقة أو رحمة خنقتها بكلتا يديها لتصبح بعدها الطفلة جثة هامدة.. تفاصيل مثيرة ومأساوية عن تلك الطفلة التيوقعت فريسة وضحية بين يد أم وعشيقها، وحرمتها والدتها من والدها وفي النهاية قتلتها، تسردها السطور التالية

أشرقت الشمس لتعلن عن بدء يوم جديد، فمع انتشار الخطوط الأولى لأشعتها المتلألئة، فتح أصحاب المحال متاجرهم، بسط الباعة المتجولون سلعهم على الأرصفة، نبضت الحياة من جديد، بدأت تدب الحركة في الشوارع، الموظفون يذهبون لعملهم، عمال النظافة يؤدون دورهم؛ فجأة حالة من الهرج والفزع انتابت سكان المنطقة، بعدما وجد أحد عمال النظافة جثة طفلة أعلى كوبري المشاة بعزبة المهاجرين بمحور المحمودية، ليطلق صراخه استغاثة بالأهالي، ليجتمع الأهالي وهم في حالة من الصدمة والذهول، وعقولهم مليئة بالأسئلة والسيناريوهات المختلفة، ولم يكن أمامهم حلا سوى إبلاغ الشرطة. 

على الفور انتقل رجال المباحث لمحل البلاغ، رفقة سيارة إسعاف، وتبين من الفحص العثور على جثة طفلة،في العقد الأول من العمر حوالي ٧ سنوات، ترتدي كامل ملابسها؛ عبارة عن «بنطال جينز وتيشرت أبيض، وملفوفة في بطانية وبها آثار تعذيب عبارة عن كدمات بالوجه والرقبة، بالإضافة لوجود آثار قيد باليدين، تم نقل الجثة للمشرحة، وتشكل فريق بحث لكشف اللغز، انقسم لثلاثة فرق، الفريق الأول بدأ يسأل شهود العيان وأهالي المنطقة، والفريق الثاني بدأ يبحث في بلاغات التغيب، بينما الفريق الثالث لجأ لتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، بالإضافة لنشر صورة الطفلة في محاولة لمن يتعرف عليها يسرع للقسم ويدلي بمعلوماته، جهد كبير بذله رجال المباحث لكشف لغز تلك الجريمة، ووسط التساؤلات المحيرة والحزينة عن هوية تلك الطفلة، وأي ذنب ارتكبته لتقتل بهذه البشاعة؛ كان المقدم محمد راضي رئيس مباحث قسم ثان الرمل وقتها، عنده الرد واستطاع كشف اللغز، وأن القاتل هو الأم.. ولكن أي أم هذه وأي قلب تحمله بين ضلوعها لتقتل فلذة كبدها بهذه البشاعة؟!.. تفاصيل مأساوية كانت وراء الجريمة، وقبل أن نعرفها لابد وأن نعود بالزمن للخلف لأكثر من ١٠ سنوات. 

القليوبية كانت البداية

هالة، فتاة في بداية الثلاثينيات من العمر، موظفة بإحدى شركات الألبان، تزوجت من شاب، أحبها وأحبته، وعاش الاثنان سويا في بيت صغير بمحافظة القليوبية،عاشا أيامًا من السعادة والحب، حتى رزقهما الله بثلاثة أطفال، إيهاب، حبيبة، هاجر، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي جدا، حتى بدأت الخلافات والمشكلات تعرف طريقها للزوجين، وسئمت هالة من تلك الحياة، حتى وقعت في الحب الحرام، فالبداية كانت كلمات غزل من أحمد، ذلك الشاب الذي يعمل مندوبًا بالشركة، سرعان مايتطور الأمر لعلاقة محرمة، وتناست هالة زوجها وأطفالها، لم تعمل حسابًا بأنها امرأة متزوجة، وراحت تلهث وراء شهواتها، تركت الحلال وانجرفت نحو الحرام، لم تعلم أن نهايتها لن تكون سعيدة كما حلمت؛ انفصلت عن زوجها دون طلاق رسمي قررت أن ترحل، تاركة أطفالها وراحت تعيش في منزل أسرتها، حتى اتفق عشيقها معهاعلى الهروب سويا، لم يبذل العشيق جهدًا كبيرًا في إقناعها بذلك، وكانت أمامها عقبة واحدة وهي الأطفال؛ فقررت أخذ أطفالها الثلاثة معها وهربت بصحبة أحمد لمحافظة الإسكندرية. 

مسرح الجريمة

استقرت هالة داخل شقة صغيرة بعزبة محسن، فصولمن الخيانة، ليال من العلاقات المحرمة ارتكبتها دون تأنيب للضمير، تأنس بالعشيق، اعتقدت أنها ستعيش أيامًا سعيدة مع من اختارته في الحرام، ولكن سرعان ما انكشفت حقيقته، وتحطمت جميع أحلامها عندما وجدته شخصًا عصبيًا، يعتدي عليها وعلى أطفالها بالضرب، ورفض الإنفاق عليهم، ورفض ايضًا نزولها للعمل حتى تنفق على نفسها وعلى أطفالها، أيام من العذاب عاشتها هالة؛لدرجة أنها فكرت في إرجاع أطفالها الثلاثة لوالدهم، لكن رفض العشيق خوفا على أسرته الذين يقيمون بالقليوبية، حتى يوم الجريمة البشعة التي ارتكبتها هالة إرضاءً لذلك الرجل. 

هاجر الطفلة الصغرى، تلك الملاك البريء، التي حرمتها والدتها من والدها وحنانه وعطفه عليها، وأخذتها من عالمها الهادئ لعالم مليئ بالغدر والحقد والقسوة، ظلت تلك المسكينة تبكي من شدة الجوع، مما أثار عصبية أحمد وتشاجر مع الأم، لإسكات الطفلة خشية افتضاح أمرهما، نظرا لوجود صور الأطفال الثلاثة على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة بحث والدهم المستمر عنهم؛ فنزعت قلبها من بين ضلوعها وأوقفت عقلها عن التفكير، ولكي ترضيه قيدت صغيرتها في السرير وكممت فمها بطرحة لمنعها من البكاء، ولكن الصغيرة تمكنت من فك الطرحة واستمرت في البكاء، فهي طفلة لا تفقه شيئا ولا تدرك ما يدور حولها، فتعصب أحمد أكثر فأكثر وهدد الأم بقتلها هي وطفلتها، هنا ماتت الرحمة من قلب الأم وقست على طفلتها بشكل لا يصدقه عقل أو منطق، وبكل قسوة خنقت طفلتها بإيشارب ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة، دون أن يردعه قلبها أو توسلات صغيرتها، وجلست بصحبة عشيقها تفكر كيف تتخلص من جريمتها؛ اتفق الاثنان على وضع الطفلة داخل بطانية وحملها وإلقائها أعلى كوبري المشاة بعزبة المهاجرين، وعاد الاثنان للشقة وكأنهما لم يرتكبا أي جرم، ونسج الاثنان أحلامهما الوردية أنهما سيعيشان في هدوء وسعادة ولن تنكشف جريمتهما، ولكن فاقا من أحلامهما ورجال المباحث يدقون بابهما للقبض عليهما، بعدمارصدت كاميرات المراقبة لحظة التخلص من جثة الصغيرة، واعترف الاثنان بتفاصيل جريمتهما البشعة وتحولت القضية لمحكمة الجنايات. 

القصاص

ظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة، حتى قضت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، وعضوية المستشارين مدحت عبد الكريم عبد العزيز، وهيثم وجيه محمد حماد، بالإعدام شنقا للأم وعشيقها؛ ليصبح بذلك الحكم عنوانا للحقيقة ونهاية تستحقها تلك السيدة التي بلا قلب وذلك العشيق الذي راح يلهث وراء شهواته. 

اقرأ أيضًا : قتل المسنة لسرقتها وفوجئ بوجود 200 جنيه فقط فى شقتها

 

 

;