«كابوس» قصة قصيرة للكاتب الدكتور حارص عمار النقيب

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

 

قام مفزوعًا من نومه على صوت رنين الهاتف الجوال، فوجد زوجته قد ردت على الاتصال، فعاد إلى سريره، ولكن صوت شجارها مع المتصل ونفيها أشياء وموافقتها على أخرى كان يصل إليه، وفي النهاية قالت بعنف:

-           "نائم... نااااائم". ولكنها استمرت في الكلام.

فقال لنفسه والنعاس يداعب عينيه:

-           "سوف أسألها عن المتصل عندما تنتهي من المكالمة".

ولكنه نام قبل أن تغلق هي المكالمة، حتى نهض مرة أخرى على صوت رنين الهاتف الجوال، وقبل أن يأمر بعدم الرد، كان ابنه الوحيد ذو السبعة أعوام أسرع من أمه في تناول الهاتف الجوال.

صوت تحطم كالزجاج... اختلط لغط الزوجة مع سماع صوت متقطع ومتحشرج قادم من جهة الأرض يقول: "آلو.. آلووو... آلووووو".

أسرع ناحية الصوت فوجد الهاتف الجوال محطم، وشاشته أصبحت مثل الدنيا أمام عينيه.

رفع يده ليلطم صغيره، إلا أنه توقف في اللحظة الأخيرة، فقد تذكر أنه في كابوس ما من كوابيسه الكثيرة لطم هذا الصغير بقوة، فارتطمت رأس الصغير بالأرض ومات، وانفصلت عنه زوجته واقتيد إلى السجن.

حمد الله على أن ذلك كان كابوسًا، فابتسم لنفسه وعاد إلى سريره وأكمل نومه.

قبل أن تغمض عينيه، أفاق على ضربة قوية على وجهه فقام مفزوعًا، متوعدًا الزوجة بالطلاق وأبنه بالقتل على ما اقترفه أحدهما وسوء أدبه.

هم بالإسراع في اتجاه صالة شقته فاصطدم باب الزنزانة وسط سخرية المساجين والعسكري الذي لطمه.