فرحة الصغار ورضا الكبار.. موسم حصاد البلح ينشر السعادة بالإسماعيلية| فيديو

موسم جمع البلح بالإسماعيلية
موسم جمع البلح بالإسماعيلية

كتب | فتحي البيومي 

"يالي  يالي يالي، يا أحمد على يا أحمد على يا أبو كم راسي بيع البلح يا أحمد على وهات لي دهان راسي، يالي يالي يالي، يا أحمد على يا أحمد على بيع نخلنا العالي، بيع النخل يا أحمد على ولبسني خلخالي" .. بهذه الكلمات تغنى الشاعر العظيم "الخال" عبدالرحمن الأبنودي في حب النخل والبلح في الرائعة السينمائية عرق البلح، وهو عمل قد تستشعر أحداثه هذه الأيام في كل ربوع المحروسة ، إذ يتزامن مع موسم جمع البلح .


بعيدا عن الأرض، وعلى ارتفاع قد يبلغ ال١٥ متر أو يزيد نراه متسلقا "النخل" بساقيه العاريتين، وملامح وجهه التى  ترسم لوحة العناء والكد وتلونها بلون حبات العرق السائل على وجنتيه وجبينه، إنه "طالع النخل" صاحب أقدم مهنة في التاريخ .


في مثل هذه الأيام من كل عام، تنشغل محافظة الإسماعيلية بموسم حصاد البلح، فتضج المزارع بأصوات العاملين، تعلوها ضحكات الأطفال والكبار فرحين بثمرة التعب والجهد خلال شهور مختلفة، ما بين "تقليم" النخل وهى عملية يتم فيها إزالة الزوائد من الأغصان "الجريد" والأوراق، إلى مرحلة "التلقيح" إلى مراحل المتابعة والحصاد .


"بوابة أخبار اليوم" داخل إحدى مزارع البلح بمحافظة الإسماعيلية لرصد عملية الجمع والحصاد .

مراحل نمو البلح حتى الحصاد

 

يقول "نبيل محمد" طالع النخل، أعمل بهذه المهمة منذ أن كنت صغيرا في عمر ال١١ عاما وأعرف عنها كل تفاصيلها التى أعيشها كل عام حتى صارت جزء لا يتجزأ من ذاكرتي، فالبلح يمر بمراحل متعددة بداية من تقليم الأغصان الزائدة "الجريد"، ثم مرحلة التلقيح والمتابعة بعد ذلك وتقليب البلح ليرى الشمس بكل ثمراته حتى مرحلة الجمع.

وعن الأدوات المستخدمة في عملية الجمع يقول "نبيل"  كما ترى استخدم حزاما مصنوع من الأحبال المتينة يطوق منطقة الظهر، وأحمل وعاء الجمع "المشنة"، ويكون الجمع على مرات متعددة حيث لا تكون حالة البلح كله في النخلة بمستوى واحد في النضج ، ففي كل مرحلة اقوم بانتقاء الناضج منها "الرطب" وانتظار أيام حتى يصل الباقية لنفس الدرجة .


أنواع البلح في الإسماعيلية


وعن أنواع البلح في الإسماعيلية يقول "رضا محمد حسن" صاحب إحدى مزارع البلح في الإسماعيلية، هناك أنواع متعددة من البلح في محافظة الإسماعيلية  ولعل أهمها وأكثرهل انتشارا الحيانى.


البلح الحياني 


وعن وصف البلح الحياني يقول "رضا" البلح الحياني هو أكثر الأنواع انتشارا في مصر وخاصة هنا في محافظة الإسماعيلية، وتكون النخلة فيه ضخمة والسعف فيها متوسط الانحناء والجريد رفيع والأشواك طويلة ومنفردة، أما الثمرة "البلحة" فيكون حجمها ما بين ال٤ أو ٥ سم طولا وقطرها ٢.٥ سم ذات شكل أسطوانى لونها أحمر وأحمر داكن عند اكتمال النضج ولينة قليلة الألياف.


البلح الزغلول


وعن طبيعة البلح الزغلول يقول "رضا" يعد الزغلول ثاني الأنواع انتشارا بعد الحيانى وتمتاز الثمرة بأنها كبيرة الحجم طولها حوالي 6 سم وقطرها 2.5 – 3 سم ويصل وزنها إلى حوالي 25 جرام، الثمرة أسطوانية الشكل مستطيلة ذات قمة مسحوبة وقاعدة مستديرة يعلوها قمع أصفر اللون ملتصق بها بشدة لونها أحمر زاهي عند اكتمال نموها، ويكون اللحم فيها متوسط السمك لين قليل الألياف وخالي من المواد القابضة، حلو الطعم جدا، وتحتوي الثمرة على بذرة ذات تعاريج واضحة يمكن بسهولة التعرف عليها، ويجمع عادة بشماريخه حتى لا يرطب بسرعة، ينضج ويسوق في منتصف شهر سبتمبر، ويبلغ متوسط إنتاج النخلة 75 كيلو جرام في العام قد يصل إلى 130 كيلو جرام في الأشجار المعتني بها.


البلح السمانى


وهو النوع الذي يحتل المكانة الثالثة في الانتشار بعد الحيانى والزغلول، وتعطى فيه النخلة الواحدة محصول عالي يصل إلى ٨٥ كيلو جرام للنخلة الواحدة تصل إلى ٣٠٠ كيلو جرام إذا ما أعتنى بها في الرعاية خلال مراحل النمو، أما الثمرة فتكون بيضاوية قصيرة ذات قمة مسحوبة وقاعدة عريضة ويبلغ طولها ٥.٥ سم وقطرها ٢.٥ إلى ٣.٥ سم ويكون لون الثمرة أصفر مشوب ببقع حمراء وعند اكتمال النمو يتحول إلى اللون الزيتى في مرحلة الرطب .


 موعد جمع البلح 


وعن التوقيت الذى يتم فيه جمع محصول البلح من كل عام  يقول "نبيل" طالع النخل، في الثلث الأخير من أغسطس في كل عام تبدأ مراحل جمع البلح بمحافظة الإسماعيلية ولكن الجمع لم يتم على مرحلة واحدة، إذ تتحكم طبيعة البلح ودرجة النضج التى وصل إليها في الحصاد، فمن الممكن أن يتم حصاد النخلة الواحدة على عدة مرات وفقا لنضج كل البلح فيها حيث لا ينضج كله في وقت واحد، فنرى أن عملية الحصاد والجمع تستمر من الثلث الأخير من أغسطس وحتى نهاية سبتمبر .


أهمية محصول البلح 


وعن أهمية محصول البلح يقول "محمد حسن" للبلح فوائد عديدة منها الفائدة الصحية والفائدة الاقتصادية، فصحيا البلح ذات أهمية كبيرة إذ يفيد الجسم بفوائد عديدة لا حصر لها ويمنح الجسم الطاقة اللازمة له، أما من الناحية الاقتصادية فالبلح له فائدة اقتصادية كبرى إذ يعد محصول البلح من أهم موارد الدخل وقد رأينا ذلك في اهتمام الدولة بإقامة مهرجانات التمور والتى حققت نجاحا كبيرا من ناحية تسويق محصول التمور في مصر فضلا عن الترويج السياحي لأماكن إقامة المهرجان .