«سِرُّ امرأة» قصيدة للشاعر سمير عبد المنعم

الشاعر سمير عبد المنعم
الشاعر سمير عبد المنعم

قلبي خجولٌ ــــ من قديمٍ ــــ يا امرأهْ

ماذا فعلتِ؟

وأيُّ سِحرٍ جَرَّأه؟!

 

عَجَباً،

 فَكَمْ أودَعْــتُهُ عند الْحِسانِ، فَعَادَ لِىْ..

وقميصُهُ قد بَرَّأَه !!

 

وَلَكَمْ شَقِيتُ بحالِهِ وَرَجَوْتُهُ!

وَلَكَمْ قَسَوْتُ عليهِ، حتّى أُبْرِئَه!!

 

ولكم تَحَيَّرَ ناصِحِىَّ بأمْرِهِ

ولكم نَذَرْتُ لهُ شموعًا بالمئه

 

ولكم وَدِدْتُ فِراقَهُ..

فَتُعيدُنى نَظراتُهُ ، ودموعُه الْمُتلألِئَه!!

فَأَضمُّهُ ، بين الضُّلوعِ ، مُواسيًا

ومُداعبًا بأناملى ، لأُهَدِّئَه

 

وأُكَــفْــكِــفُ الدَّمْعَ الْمُبَعـثَــرَ فى دمِى

وأُلَمْلِمُ العمرَ اليضيعَ ،  لأُرْجِئَه

 

والْعمرُ يجرى كالنَّهارِ ، لِلَــيْــلِهِ

وأصابعى..

 لَمْ تستطِعْ أنْ تُبطِئَه

 

سَنَواتُهُ .. مَلَّتْ برودَةَ صيفِهِ

وشتاؤهُا .. لا تحتويهِ الْمِدفأه

 

كم كان قلبى - فى الحياءِ - مُغالِيَاً!!

والشَّوقُ.. يأْبَى أن يعيشَ مبادِئَهْ

 

والآن ، قلبى ..

لا أُصَدِّقُ رقصَهُ

هذا الذى يحيا ، لِئَلا أَفجَأَه

 

ما بالُهُ - عند اللقاءِ -

 يكادُ يقـفزُ خارجى.. موجًا يعانقُ شاطئَه؟!!

 

دقَّاتُهُ.. يعلو السَّلامَ ضجــيجُها

وأنا..

 أحاولُ جاهدًا ، أن أقــرَأَه

 

لأقولَ : أهلاً..

 بالنهارِ وشمـسِهِ

أهلاً بمن غَــدَتِ الشّراعَ ومرفأَه

 

وأغوصَ فى بحرِ الحبيبةِ..

كاشفًا أعماقَهُ..

عن كلِّ كَـنزٍ خبَّأَه

 

وأَبِيْتَ فى وَهَجِ الليالى  هامسًا في أُذْنِها :

" قلبى خجولٌ .. يا امرأه "