علقت صحيفة وول ستريت جورنال على إعلان روسيا انسحاب الجزء الرئيسي من قواتها في سوريا، قائلة إن الكرملين حقق هدفه واستطاع إنعاش نظام الأسد.

ورأت الصحيفة، في افتتاحية الثلاثاء 15 مارس، أن قوات بوتين إنما انسحبت من سوريا بعد أن حققت أهدافها الاستراتيجية بتكلفة صغيرة؛ لقد استطاع بوتين إنقاذ ما وصفته بـ "عميل" روسيا في الشرق الأوسط بعد أن كان يواجه خطر السقوط، وتركه في حال أفضل بكثير.
وقالت الصحيفة " لقد ركزت روسيا في قصْفها على المعارضة السُنية المعتدلة، وليس على تنظيم داعش؛ واستطاعت الغارات الروسية -جنبا إلى جنب مع قوات برية من جماعة "حزب الله" اللبنانية- أن تكسر قبضة المعارضة على مدينة حلب، وأن تعزز منطقة آمنة أكبر في الجنوب السوري من أجل النظام العَلوي".
وتابعت الصحيفة قائلة "أما وقد تحققت تلك النتائج على الأرض، فقد بات بشار الأسد الآن في موقع يؤهله لاستغلال محادثات السلام السورية برعاية أمريكية - روسية ؛ حيث بات بإمكانه استئناف عدوانه على المعارضة من دون تقديم الكثير من التنازلات الدبلوماسية".
وأضافت "وول ستريت جورنال" قائلة " إن المستر بوتين نجح أيضا في تعزيز تحالفه مع إيران على حساب النفوذ الأمريكي" ، منوهة عن أن بوتين يرمي عبر سحْب قواته إلى الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة وأوروبا: إنه يريد من الغرب أن يخفف عقوباته المفروضة على روسيا بعد ضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
واستطردت " ويعلم بوتين أن أوباما يتطلع إلى طريق استعادة العلاقات المعتادة مع روسيا .. "إن إعلان الانسحاب قد يكون بمثابة محاولة لمنح المستر أوباما غطاءً دبلوماسيا لاستعادة هذه العلاقات قبل مغادرته البيت الأبيض."
واختتمت الصحيفة قائلة إن "تدّخل روسيا لم يُنهِ الحرب الأهلية السورية، ولا يزال تنظيم داعش يسيطر على مساحات شاسعة من البلد، لكن محاربة الإرهاب لم تكن أبدا هدف المستر بوتين ؛ إنما أراد أن يُظهر للعالم كيف تقف روسيا إلى جانب حلفائها، وأن يكتسب نفوذا جديدا في الشرق الأوسط وأوروبا."