أكد مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكورك أن قوات "البيشمركة" الكردية ستشارك في معركة استعادة الموصل مركز محافظة نينوي من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، وقال "إن البيشمركة والجيش العراقي لعبا دورا كبيرا في الحرب ضد داعش".

ولفت ماكورك - خلال مشاركته في ملتقى السليمانية الرابع الذي عقد ،الأربعاء 16 مارس، بعنوان "الشرق الأوسط بعد داعش" ويستمر لمدة يومين - إلى أن القوات العراقية استعادت 40% من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وأعرب المبعوث الأمريكي عن الأسف في ذكري القصف الكيماوي للنظام السابق الذي استهدف حلبجة عام 1988، والذي يصادف اليوم 16 مارس ذكرى مرور 28 عاما على وقوعه.
ومن جانبه، انتقد رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني ما وصفه بـ"إهمال الحكومة العراقية" لالتزاماتها تجاه الإقليم، مؤكدا الرغبة في التوصل إلى اتفاقٍ ما بين حكومتي أربيل وبغداد بخصوص القضايا والمشكلات العالقة.
وتابع "الآن وأمام المسؤولين والقيادات العراقية الحاضرة هنا، نعلن أننا نرغب في التوصل إلى اتفاقٍ مع بغداد، فقد أصبح جليا أن الصيغ السابقة للتعامل لم تحقق النجاح، ونحن على استعداد للحوار للاتفاق على صيغة جديدة أُخرى للإدارة والحكم وإقامة العلاقات، والتي من شأنها أن تكون مبعث خير وسعادة لجميع المكونات في المنطقة".
وقال بارزاني، في كلمة بملتقى السليمانية، "إن أعباء قرابة 1.8 مليون نازحٍ ولاجئ تقع على عاتق حكومة كردستان، ومع ذلك فقد استمرت حكومة بغداد في قَطع ميزانية ورواتب موظفي الإقليم كوردستان وقوات البيشمركة، بالرغم من أن قوات البيشمركة وبموجب الدستور العراقي هي جزء من المنظومة الدفاعية للعراق".
وأشار إلى أن حكومة أربيل حاولت جاهدة إبرام اتفاق مع بغداد ولم يحدث ذلك حتي الآن، وقال "إن دول التحالف والأطراف الدولية الأُخرى لم تبذل جهدا ملحوظا بالضغط على حكومة بغداد لتفي بالتزاماتها تجاه كردستان، وخاصة قوات البيشمركة، مؤكدا أن قوات البيشمركة مستمرة في قتل داعش رغم الأزمة والحاجة إلى مساعدات مادية".
ونبه بارزاني إلى أنه رغم انخفاض أسعار النفط وأعباء الأزمة الاقتصادية، لم تقدم أية دولة حتى الآن مساعدة مالية لإقليم كردستان، رغم أن كردستان هي الجبهة الأمامية في محاربة الإرهاب.
وبدأ الملتقى بكلمة للقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، أكد فيها ضرورة المحافظة على وحدة الصف والتعايش السلمي، وقال "يجب علينا المتابعة والمحاولة حتى هزيمة داعش وعدم عودته مرة أخري".
ودعا صالح، في كلمته بالملتقي، إلى ضرورة حل المشكلات السياسية والمالية من خلال الحوار بوصفه السبيل الأمثل للتوصل إلى حل للأزمات.. وقال "إن العلاقات بين أربيل وبغداد، إضافة إلى الأزمات الأخرى، خلقت الأرضية لإجراء تغييرات وإصلاحات لحل الأزمات التي يمر بها إقليم كردستان".
وانطلقت اليوم فعاليات ملتقى السليمانية الرابع بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية وأساتذة الجامعات وعدد من الإعلاميين المحليين والدوليين، بهدف التقارب بين الشخصيات والأطراف المختلفة، ويبحث الأزمة المالية والحرب ضد داعش، إضافة إلى الأزمات التي تمر بها المنطقة