فاطمة رفضت الزواج من مسجل خطر.. فمزق جسدها في الشارع

المتهم
المتهم

المنوفية‭ ‬:‭ ‬إيمان‭ ‬البلطي

إنها الجريمة الرابعة التي دارت بنفس السيناريو المرعب وذات السبب في مصر؛ في  سبتمبر 2022 أقدم شاب، على قتل فتاة تدعى أماني، بإطلاق النار عليها في الشارع بقرية طوخ طنبشا التابعة لبركة السبع بالمنوفية، لرفضها الزواج منه وفر هاربًا ثم انتحر في اليوم التالي بذات السلاح وسط الزراعات، وقبلها بثلاثة أشهر شهدت شوارع مدينة المنصورة الحادث الأشهر؛ حينما ذبح طالب بجامعة المنصورة يدعى محمد عادل زميلته نيرة أشرف بالشارع أمام حرم الجامعة لرفضها الزواج منه وقضت المحكمة بإعدامه، وتم تنفيذ الحكم فيه أخيرا، وبعدها بشهرين أيضًا شهدت مدينة الزقازيق بالشرقية مقتل الطالبة سلمى بهجت التي طعنها زميلها إسلام محمد 17 طعنة في الشارع لأنها رفضت الزواج منه، واخيرا كانت الجريمة البشعة التي كانت ضحيتها فتاة بركة السبع، والسبب رفضها الزواج من مسجل خطر

الأحداث كانت تسير بشكل دراماتيكى..

فاطمة.. السيدة البريئة التى لم تتجاوز الخامسة والعشرين ربيعًا من عمرها، أخيرًا حصلت على الطلاق بعد معاناة استمرت لأربع سنوات، من زوج كان يتفنن فى إهانتها وتعذيبها امام اطفالها.

ظنت المسكينة ان الحياة قد ابتسمت لها اخيرًا، لكنها لم تعلم أن ورقة الطلاق التى حصلت عليها كانت بمثابة البوابة أو التصريح الذى سيدفع بها الى القبر فى مساء نفس اليوم، بعد رحلة بشعة بدأت من مسرح الجريمة التى لاقت فيها مصرعها إلى مشرحة الطب الشرعى، ومن ثم الدفن فى مقابر العائلة.

كل هذا دار فى قرابة الاربعة والعشرين ساعة، كيف كانت حياتها؟، وكيف حصلت على الطلاق؟، ومن قاتلها؟، وماذا دار فى المكالمة التى تلقاها جدها قبل مصرعها ببضع ساعات؟، هذا ما سنعرفه الآن..

عادت فاطمة إلى بيت أسرتها مساء يوم الاثنين الماضي بصحبة ابنيها بعد أن تم طلاقها، وفي صباح اليوم التالي جاء اتصال إلى جدها من شاب يطلب منه الزواج منها، وأنه في حالة الرفض لن يتراجع عن قتلها شر قتلة. ظن حينها الجد أن الشاب يهذي، لكن ما أن وصل إليه خبر طعنها في نفس اليوم حتى علم أن الشاب، الذي عرف نفسه للجد بأنه مسجل خطر، قد نفذ تهديده.

كانت فاطمة سالم عبد العليم رضوان، بنت الـ25 ربيعًا، قد تزوجت منذ قرابة 5 سنوات، أنجبت فيهم من زوجها طفلين، أكبرهما يبلغ من العمر 4 سنوات، والآخر يصغره بعامين.

معاملة صعبة

طيلة هذه السنوات، عاشت فاطمة مع زوجها حياة صعبة، وحتى على الرغم من إنجابها طفلين، إلا أن زوجها كان لا يتورع عن معاملتها معاملة سيئة، وكان كثيرًا ما يضربها، ويتفنن في تعذيبها، لكنها في كل مرة كانت تتحمل تصرفاته السيئة من أجل أولادها، حتى ضاق بها الأمر، وأصبحت لا تطيق التحمل، وطلبت على إثر ذلك الطلاق أكثر من مرة، حتى رضخ الزوج إلى إتمام الطلاق، وبالفعل، تمت إجراءات الطلاق، وعادت فاطمة إلى بيت أبيها تجر في ذيلها طفلين، كتب عليهما القدر أن يعيشا معاناة طلاق أمهما، وفي اليوم التالي كتب عليهما القدر أن يكونا يتيمين.

تمت إجراءات الطلاق وظن الجميع أن الأمر انتهى إلى هنا، لكن قبل أن يمر على الطلاق بضع ساعات، حتى جاء اتصال هاتفي من شاب قلب كل الموازيين.

تهديد خطير

هذا الشاب، اتصل بجد فاطمة، وطلب منه الزواج بـ»فاطمة»، حينها استغرب الجد طلب الشاب، وأبلغه أنه من المفترض أن ينتظر حتى تنتهي شهور العدة.

لكن على الرغم من هذا الطلب الغريب في توقيته، وحتى لا يغلق الباب في وجه الشاب، طلب منه الانتظار حتى يتم السؤال عنه، وأنه بمجرد ما أن يسأل عنه ويطمئن إليه لن يقف في هذه الزيجة.

بعد أن أنهى الجد حديثه مع الشاب، وبدلا من أن ينتظر الشاب حتى يتم الرد عليه بشكل رسمي، باغت الجد برد غريب، حيث قال له بأنه مسجل خطر، وأنه إن لم يوافق على زواجه من حفيدته سوف يقتلها، وأنه دخل السجن أكثر من مرة، وأنه ليس لديه مانع في أن يدخل السجن بعد أن يقتل «فاطمة». 

بعد أن قال الشاب ما قاله، أخبره جد فاطمة بأنه مرفوض، وأنه لن يزوج حفيدته من شاب سبق له دخول السجن ومسجل خطر، ثم أغلق الهاتف، بعد ذلك أخذ يفكر في كلام الشاب مصدومًا مما قاله، لكن على صدمته لم يأخذ الأمر على محمل الجد، وظن أن الشاب يهذي، لكن ما قاله بطعن فاطمة حفيدته في الموقف، قام بتنفيذ تهديده.

إصرار غريب

في حديثه لـ»أخبار الحوادث»، يحكي جد المجنى عليها، تفاصيل تلك الواقعة التي راحت ضحيتها فاطمة، حفيدته، قائلا: «انفصلت فاطمة وفى نفس اليوم وجدت هاتف الموبايل يرن، فوجدت صوت شاب اسمه «هانى» يطلب مني يد ابنتنا فاطمة لنفسه، فسألته اسمك ايه وبتشتغل ايه وقلت له أعطينا فرصة نسأل عنك وعن أسرتك، لكنه قبل الرد أجاب بأسلوب غريب ورد أغرب، وقال لي بأسلوب التهديد: «أنا مسجل خطر ومحكوم على فى ٤ قضايا سرقة».

وأضاف الجد قائلًا: «بمجرد ما أن قال لي ما قال، حتى قلت له بأنه مرفوض، لأنني لن أزوج فاطمة لبلطجي، حينها قال لي الشاب بأنه إذا لم يتزوجها سوف يقتلها ويقتل أمها.

مكالمة موت

واستكمل قائلا: بعد المغرب وجدت هاتفي المحمول يرن، وإذا بأحد الأشخاص يقول لى بأن شخصا طعن فاطمة عند موقف الأتوبيس، والإسعاف نقلتها إلى مستشفى بركة السبع، ولما ذهبت إلى المستشفى وجدتها بحالة سيئة، وتم نقلها إلى المستشفى التعليمى بشبين الكوم، وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة قبل محاولة إسعافها.

وأنهى حديثه قائلا: «دلوقتي بنتنا راحت بسبب واحد مسجل خطر عايز يتجوزها بالعافية، ولما اترفض عمل فيها اللي عمله دا، طعنها في الشارع وقدام الناس أكتر من طعنة، والناس معرفتش تنقذها منه غير بعد ما صفى دمها، اعلم أن حق فاطمة سيرجع حينما يأخذ هذا الشاب جزاؤه، اللي القدر حكم عليها تطلق في الصباح ويتم قتلها فى المساء، ما هو مش معقول كل ما واحد يترفض يروح يقتل اللي كان عايز يخدها».

التحريات

بعد أن وقعت جريمة القتل، في موقف بإحدى قرى مركز شبين الكوم، استطاع الأهالي الإمسكاك بالجاني، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وأوضحت التحريات أن الجاني يدعى هانى. س. ا، يسكن بقرية طوخ طنبشا، التابعة لمركز بركة السبع، في محافظة المنوفية، وأنه كان يعمل في تجارة الاسماك، حيث يذهب إلى الإسكندرية وكان يجلب الأسماك ويقوم ببيعها فى بركة السبع.

وأضافت التحريات؛ بأنه يوم الواقعة قد تربص للمجني عليها فور خروجها من منزلها ببركة السبع، وسدد إليها عدة طعنات بسلاح أبيض، وامسك الشباب به وسلموه للشرطة، وتم نقل المجنى عليها بالإسعاف إلى المستشفى قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحرر محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة التي أمرت بمباشرة التحقيقات في الواقعة، كما أمرت بدفن الجثمان بعد عرضه على الطب الشرعي.

اقرأ أيضًا : أمن الجيزة يضبط مسجل خطر ذبح زوجته وأطفاله الـ5 في الهرم

;