تعد فرحة ظهور نتيجة الثانوية العامة فرحة لايضاهيها شيء آخر، الطلبة وذويهم ينتظرون تلك اللحظة الفارقة التي ستشكل كيان ومستقبل أبنائهم، بعد مشوار طويل من المذاكرة والجهد الذي تسبب في حالة من الإرهاق على السبيلين المادي والذهني.
ومع ظهور نتيجة الثانوية العامة كان هناك طالب يدعى «سامح صلاح» ابن قرية الصوفية التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، يعد الدقائق والثواني بصحبة أسرته ليجعلهم فخورين به، إلا انه تلقى مفاجأة صادمة لم تكن في الحسبان.
في تلك السطور القادمة يروي «سامح» لـ«بوابة أخبار اليوم» تفاصيل حصوله على صفر في الثانوية العامة.
النتيجة صدمتني
حاسس إن مستقبلي ضاع.. بهذه الكلمات أعرب طالب الثانوية العامة عن حجم الصدمة التي تلقاها بعد معرفة حصوله على صفر في نتيجة الثانوية العامة.. قائلا: «مش مصدق الي حصل كنت بذاكر وبشتغل وأصرف على نفسي علشان أحقق حلمي وأنجح وأفرح أبويا وأمي وأخواتي، الناس هنا كلها تشهد بأخلاقي والتزامي، وكنت بذاكر واجتهد علشان انجح وادخل الكلية الي نفسي فيها، كان نفي اكون مهندس طيران».
دافعت عن نفسي
بملامح ينتابها مشاعر الحزن والألم، استكمل «سامح» طالب الثانوية العامة حديثه: «من أول يوم امتحانات دخل معنا طالب منازل في عمر الـ 29 سنة، كنت فاكر أنه مراقب علشان سنه كبير، ومن أول لحظة هدد بأنه هيغش وعمل حالة من القلق وفي رابع يوم داخل لجنة الإمتحانات عندما طلب منه زميلي خالد الهدوء والتوقف عن حالة الفوضى التي يصطنعها، ولم يعجب ذلك الطالب تدخل زميلي وقام بمهاجمته وتعدى عليه بالضرب وحاول المراقبين التدخل لفض المشاجرة لكنهم لم يستطيعوا، وما كان مني إلا أنني تحركت للدفاع عن خالد وفض المشاجرة، إلا أن ذلك الطالب قام بالتعدي بالضرب علي أنا أيضا، ودافعت عن نفسي، وسبق أن توجهنا بشكوى لرئيس اللجنة من ذلك الطالب، وقال مشوا الدنيا لما الامتحانات تخلص.
مفيش محضر غش
أكد الطالب سامح صلاح أنه لم يحرر بشانه أي محضر غش في امتحانات الثانوية العامة، قائلا: «انا ضحية مليش ذنب إن مستقبلي يضيع وأهلي هيموتوا من القلق والخوف علشاني، أنا من لحظة ظهور النتيجة وأنا حاسس اني مش عايش كل الي حوليه زعلانين علشاني أنا عايز حقي وبوجه رسالتي لوزير التربية والتعليم يعتبرني زي ابنه، مستقبلي أصبح مجهول ومفيش أي مسؤول تواصل معايا يحل مشكلتي».
بشتغل واصرف على نفسي
لم يتمالك سامح نفسه حتى انهمرت دموعه ونحن نحادثه بشأن ماحدث معه بعد حصوله على صفر في الثانوية العامة، قائلا: «انا عايز حقي، فرحتي أنا وأهلي راحت بيتنا حزين كأن عندنا حالة وفاة، طول فترة الدراسة بشتغل وأصرف على نفسي علشان أساعد والدي الي بيشتغل سائق ويشقي علشان يوفرلي انا واخواتي كل طلباتنا، زي أي أب في الدنيا بيحرم نفسه من كل شيء علشان يفرح بأولاده وبنجاحهم لكن الي حصل كسرنا كلنا.
