قصـة اغنية

عدوية

عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر

فتاة سمراء بضفيرتين تعمل خادمة فى منزل الملحن عبد العظيم عبد الحق قدمت الشاى للشاعر عبد الرحمن الأبنودى فسألها: اسمك إيه؟.. وردت: عدوية، فوعدها الأبنودى أن يكتب لها أغنية باسمها، وانتهى من كتابتها سلمها لـ عبد الحق ليلحنها.

وعندما علم بليغ حمدى بالحكاية ثار فى وجه الأبنودي: «مش كفاية عبد العظيم عمل أغنية تحت الشجر يا وهيبة خلاص بقى». وحاول الأبنودى أن يمتص غضبه وهو يقول له: «ميصحش يا بليغ الأغنية طلعت من عنده».

أما المفاجأة فهى أن عبد العظيم فشل فى تلحين الأغنية لسبب عجيب أنه كلما نظر فى وجه خادمته لا يصدق أن الكلام مكتوب عنها ويقول للأبنودي: «بذمتك دى اللى شكلها زى ما أنت شايف كده ضحكتها نهار.. دى حد ممكن يحلف إنه ما يركب المراكب إلا وهى معاه، ده لو ركب المركب معاه تغرق، أنا مش هقدر ألحن الأغنية دى وعدوية رايحة جاية قدامى بوشها الكِشر، ده أنا مخليها فى البيت بالعافية عشان مش لاقى غيرها».

وكانت فرصة لبليغ أن يلحن الأغنية، ووقع المطرب محمد رشدى بين فكى الأسد، حيث طالبه الأبنودى بمبلغ 15 جنيهًا، وفعل بليغ الشيء نفسه، وكان هذا المبلغ كبيرًا جدًا بمقاييس ذلك الزمن ولكن لم يكن أمام رشدى إلا الرضوخ والدفع، وأعطاهما النقود وهو يقول لهما: «خربتوا بيتي».