المنزل المهجور وصراخ الليل.. هل يكشف لغز سيدة فاقوس؟!

بعد 4 جلسات من محاكمة سيدة فاقوس قاتلة طفلها| المحكمة تقرر عرضها على لجنة من الأطباء النفسيين

محاكمة قاتلة طفلها
محاكمة قاتلة طفلها

■ كتب: إسلام عبدالخالق

..على مدار 4 جلسات في مدة استغرقت أسبوعًا كاملا نظرت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية، برئاسة المستشار سلامة جاب الله، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين هيثم حسن الضوي، ويحيى عادل صادق، وشادي المهدي عبدالرحمن، وأمانة سر نبيل شكري، وقائع محاكمة سيدة فاقوس المتهمة بـ قتل ابنها الطفل وتقطيع جثمانه والأكل منه بعد طهيه، إذ ظهرت الأم المتهمة للمرة الأولى أمام الناس بعد جريمتها، لكن ظهورها حمل الكثير من الألغاز التي كان يظن الناس أنها الإجابات التي ينتظرونها.

«أنا معمول لي عمل».. عبارة نزلت كالصاعقة على رؤوس كل من كان حاضرًا أولى جلسات محاكمة المتهمة هناء محمد حسن «سيدة فاقوس» المتهمة بـ قتل ابنها الطفل «سعد محمد سعد» والأكل من جثمانه بعد تقطيعه وطهيه، إذ قالتها المتهمة بهدوء غريب أمام هيئة المحكمة، قبل أن تواصل مزاعمها: «روحت لشيخ وقال لي إني معمول لي عمل، أنا ندمانة على اللي عملته لكن ماكنتش حاسة باللي بعمله، وفضلت يوم بليلة بحالها أقطع في الجثة وطبختها وأكلت منها».

وأردفت: «أول حد دخل عليا عمي، ولما سألني عن سعد ابني قولت له بيلعب برا، لكنه دخل يدور عليه جوه وشاف اللي حصل ولقى حتت من الجثة جوه الجردل اللي كنت شايلاه في الدولاب.. أنا معمول لي عمل ومرات عمي ومرات أخويا هم اللي أذوني وأبويا قبل ما يموت كان بيجيب لي شيخ البيت والشيخ قال إني معمول لي عمل».

◄ شاهدة الاثبات
استدعت هيئة المحكمة شاهدة الإثبات الأولى في القضية، واستمعت لأقوالها خلال الجلسة الثانية من جلسات المحاكمة؛ حيث أوضحت الشاهدة أن المتهمة غير طبيعية بالمرة، قائلةً: «قبل اللي حصل بسنة ونص ندهت عليا وقالت لي إنها حفرت حفرة في الأرض وعاوزاني أردم عليها وعلى ابنها التراب في الحفرة».

حديث الشاهدة أثار حفيظة المتهمة، لترد الأخيرة وتُعقب أمام هيئة المحكمة: «أنا كويسة وزي الفل ومش فيا حاجة»، قبل أن تقرر المحكمة تأجيل المحاكمة إلى جلسة جديدة في اليوم التالي.

في محيط المحكمة، وقبل انطلاق وقائع وأحداث ثالث جلسات المحاكمة، كان الظهور الأول لوالد الطفل المحني عليه، حيث أشار الأب المكلوم «محمد سعد»، والد الطفل الضحية «سعد» إلى أنه يشعر بالتعب ولا يقوى على الحديث منذ يوم الواقعة تأثرًا بما حدث، مؤكدًا أن المتهمة قطعت ابنهما دون ذنب، قبل أن يؤكد على أنه لا يُطالب بأكثر من القصاص من المتهمة وأن يُفعل بها كما مثلت بجثة المجني عليه الطفل ابنهما: «نفسي أشوفها متقطعة زي ما قطعته».

◄ اقرأ أيضًا | في الجلسة الرابعة.. وصول قاتلة طفلها إلى محكمة جنايات الزقازيق

انطلقت وقائع ثالث جلسات المحاكمة وخلالها ظهرت المتهمة بوجهٍ جديد وتصرفات غريبة كليًا؛ إذ أخذت في الضحك بصوتٍ عالي من وقتٍ لآخر أمام المحكمة دون أسباب لذلك الضحك.

وقالت السيدة إنشراح، زوجة عم المتهمة، خلال حديثها وشهادتها أمام المحكمة؛ إن المتهمة تبدل حالها بسبب البيت المهجور الذي كانت تعيش داخله هي وطفلها المجني عليه، في إشارة إلى أن زوج المتهمة كان دائم التعدي عليها بالضرب على رأسها، وأن المتهمة كان لها ثلاثة أشقاء مصابين بمرض ضمور العضلات وتوفى اثنان منهما بالمرض ولا يزال هناك أخ لها مصاب بالمرض، قبل أن تؤكد زوجة عم المتهمة على أنها لم ترتكب أية أسحار أو أعمال للمتهمة كما تزعم: «معملتلهاش أعمال وهي بس اللي في دماغها كده، هي ملبوسة ومش عارفين اللي حصل لها دا سببه إيه بالضبط».

واصلت المتهمة غرابتها وضحكاتها عقب حديث زوجة عمها، قبل أن تتحدث: «أنا مش مجنونة، هو كل اللي بيغلط يبقى مجنون؟، دي غلطة ومش هاعمل كده تاني ومفيش حد ما ييغلطش.. أنا دبحته بسرعة وهو نايم وبنفس السرعة قطعته وما أكلتوش كله، ولما شوفت الوضع قدامي صعب عليا فضلت أعيط».

◄ القرار
صمتت المتهمة عقب حديثها لتستمع هيئة المحكمة إلى شهادة الحاج محمود عم المتهمة، الذي أكد أنه من اكتشف الجريمة، قائلًا: «ببص بالصدفة من الشباك لقيتها بتشيل حاجة في الدولاب، ولما سألتها عن ابنها سعد قالت بيلعب برا، لكن جريت على الدولاب وفتحته ولقيت كعب الولد وبلغنا الشرطة.

وأوضح عم المتهمة؛ أن المتهمة لها مبلغ لديه يقدر بـ 178 ألف جنيه ميراث لها، وحين سأله القاضي عن سبب عدم جلب طبيب للمتهمة أو السعي لعلاجها، رد عم المتهمة: «هي ما طلبتش مني أعالجها، هي عندها عزة نفس وترفض تقبل أي مساعدة من أحد»، لتأمر المحكمة بتحديد جلسة رابعة نهاية أسبوع المحاكمة.

شهدت رابع جلسات المحاكمة استدعاء هيئة المحكمة لممثلي الدفاع في اجتماع مغلق داخل غرفة المداولة، تبعه انعقاد الجلسة التي لم تستمر لأكثر من عشر دقائق؛ حيث ظهرت المتهمة صامتة للمرة الأولى أثناء مثولها أمام هيئة المحكمة، فيما طالب ممثل الدفاع عن المتهمة بعرضها على لجنة خماسية من الطب النفسي لبيان مدى سلامة قواها النفسية وقت ارتكاب جريمتها. وأصدرت هيئة المحكمة قرارًا بعرض المتهمة على لجنة خماسية لفحص المتهمة ومدى مسؤوليتها عن الجرم الذي ارتكبته والباعث وراء الجريمة، وحددت جلسة 17 يوليو المقبل للنطق بالحكم.

تعود تفاصيل القضية التي تحمل رقم 8619 جنايات مركز شرطة فاقوس لسنة 2023، إلى الأسبوع الأخير من شهر أبريل الماضي، وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق 26 أبريل الماضي، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمدرية مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بـ ضبط المتهمة هناء محمد حسن، 37 سنة، ربة منزل ومقيمة في قرية تابعة لمركز شرطة فاقوس، بتهمة قتل طفلها سعد محمد سعد، 5 سنوات، وأكل أجزاء من جثته بعد طهيها داخل منزلها بقرية أبو شلبي التابعة لمركز فاقوس.

وجاء في أمر الإحالة أن المتهمة قد عقدت العزم وبيتت النية على قتل طفلها المجني عليه لرغبتها في الاستئثار به مع خوفها من أن يبعده عنها مُطلقها، وأعدت لذلك عصا فأس كانت بمسكنها وغلقت منافذه وانفردت بالمجني عليه مستغلة اطمئنانه إليها وسكونه في وجودها، فغافلته وانهالت على رأسه بثلاث ضربات بالعصا قاصدة إزهاق روحه فأحدثت إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، وفي سبيل إخفاء أثر جريمتها وحتى لا يفتضح أمرها قطعت جثمانه إلى لأشلاء وانتزعت اللحم عن العظم وأذابت الأحشاء وبعض الأشلاء بطهيها لإخفاء معالمها وأكلت أجزاءً منها، وقبيل ضبطها من ذويها والجريمة متلبسة بها جمعت ما تبقى من الأشلاء والعظام وأخفتهم بدلو حتى اكتشفت أمر جريمتها على النحو المبين في التحقيق.


 

;