في 2002 تحسّر على «كوبري غالي».. والآن يحتفل بثلاثية تاريخية

«كاتب التاريخ» يتجول في «أصل التاريخ»!| جوارديولا يعود لأرض الحضارة بعد 21 عامًا

جوارديولا وأسرته خلال زيارتهما لمصر
جوارديولا وأسرته خلال زيارتهما لمصر

«كاتب التاريخ فى عبق التاريخ»، هكذا كان تعليق الصفحة الرسمية للدوري الإنجليزي «البريميرليج» على زيارة المدرب الإسبانى لمانشستر سيتي بيب جوارديولا لمصر لقضاء إجازته الصيفية بعد موسم كتب خلاله تاريخاً لن يُمحى بسهولة فى سجلات الكرة العالمية.

تابع الجميع زيارة بيب لمصر التى  لفتت الأنظار، ويأتي تعليق صفحة البريميرليج معبراً عن مشهد الزيارة، رجل من أبرز كاتبى التاريخ الكروي فى العصر الحديث يزور بلدًا تعد أصل التاريخ، بل كما يقال فى الجملة الشهيرة «مصر جاءت أولاً، ثم جاء التاريخ».

■ «كوبري» غالي لـ «بيب» منذ 21 عامًا

ولعل مشاهد الزيارة يجعل شريط الذكريات الخاص بالإسباني يدور، ذكرياته كلاعب، كمدرب، وزيارته لمصر وحكايته مع الأهلي.

◄ اقرأ أيضًا | جوارديولا وأسرته بمعبد فيله في أسوان لمشاهدة عرض الصوت والضوء

فيما يتعلق بزيارته لمصر وحكايته مع الأهلى، فوفقاً لما هو معروف ومسجل، أن جوارديولا زار مصر عام ٢٠٠٢ أى منذ ٢١ عاماً كان حينها لاعباً فى صفوف إى إس روما الإيطالى وجاء فريق العاصمة الإيطالية لخوض مباراة ودية مع الأهلي وشارك بها بيب، ونجح الأهلي فى تحقيق الفوز بنتيجة ١/٢.

اللقطة التى كانت تخص جوارديولا، تلك التى قام خلالها حسام غالى لاعب الأهلي آنذاك و- عضو مجلس إدارة النادى الحالى - بمراوغة بيب بطريقة فنية رائعة أو كما يسمى فى العامية الدارجة «ترقيصة»، ظهر بعدها الإسبانى حزيناً ومتحسراً على هذه المراوغة.

وفى ظل الحديث عن ذكرياته مع الأهلى فقد واجهه مجدداً ولكن بعدها بسبع سنوات، فى ٢٠٠٩ بالتحديد، ولكن كمدرب هذه المرة، حينما تولّى مسئولية تدريب برشلونة، وكانت المواجهة فى دورة ويمبلى الودية، فاز البرسا وقتها ١/٤.

وقد تستمر حكاية جوارديولا مع الأهلى، إذا التقى مانشيستر سيتى بوصفه بطل أوروبا مع الأهلى بوصفه بطل أفريقيا فى كأس العالم للأندية القادمة المقررة إقامتها فى السعودية.
وشتان الفارق بين زيارة بيب فى ٢٠٠٢، وزيارة هذه الأيام، فى الأولى كان لاعباً لا يُصنف ضمن الأبرز عالمياً، الآن لا يكتفى الكثيرون بوصفه أفضل مدرب فى العالم، بل الأفضل فى التاريخ.

جوارديولا اللاعب كان جيداً، لكنه  لم يصل لمرحلة الإبهار مثل التى حققها أندريس إنييستا أو تشافى أو مودريتش وغيرهم من أساطير خط الوسط فى العالم وهو نفس مركز بيب حينما كان لاعباً.

جوارديولا المدرب كان مختلفاً، أبهر العالم فى كل مراحله، بدايته كانت مع فريقه برشلونة، كسر كل الحواجز وضرب بالأرقام القياسية عرض الحائط، توج ببطولات محلية، والأهم حصوله على دورى أبطال أوروبا مرتين، وحينما أراد خوض مرحلة جديدة، رحل عن البرسا متجهاً إلى بايرن ميونيخ، تعلم اللغة الألمانية من أجل التواصل بشكل أفضل مع اللاعبين وهى نقطة تنم عن تفكيره وسر ما وصل إليه من إنجازات، لم يصل إلى ما كان البافريون يطمحون إليه بالتتويج الأوروبى لكنه حافظ على التتويج المحلى المعتاد للبايرن بالدورى الألمانى.

أما رحلته مع مانشيستر سيتي، فكانت الأبرز فى مشواره التدريبى، وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه قد تسلل إليه جينات العبقرية الكروية التدريبية، فمن كان يصدق أن يسيطر فريق على التتويج بالدورى الإنجليزى بهذا الشكل، حصل السيتى على اللقب تحت قيادته التدريبية خمسة مواسم من أصل سبعة تواجد خلالها بيب مدربا للفريق منذ ٢٠١٦ وحتى الآن، ووصل لقمة الهرم الكروى بحصوله فى الموسم المنقضي على الثلاثية، دورى وكأس الاتحاد ودورى الأبطال، فلم يكن قد توج بالبطولة مع فريق غير برشلونة، ووصل للنهائى مع السيتى من قبل فى ٢٠٢١ وخسره أمام تشيلسى.

جوارديولا الذى كان الهولندى الراحل يوهان كرويف ملهما له فى تطبيق الكرة الشاملة، وبايلسا مبتكرا يتعلم منه أداء بناء الهجمة وأسلوب اللعب الخاص بمدرب ليدز يونايتد السابق.

وبالطبع كان بيب منبهراً بأداء ليونيل ميسى، الظاهرة الكروية التى كانت من أهم العوامل لتتويجه كمدرب بنسختى دورى الأبطال ٢٠٠٩ و٢٠١١، بالإضافة للبطولات المحلية فى إسبانيا.
ولطالما تغنّى بيب بميسى وموهبته، مع رفض مقارنات لموهبته مع لاعب غيره.
هذه المحطات كانت بمثابة الومضات فى طريق المدرب الإسبانى، الذى تحول من لاعب «جيد»، إلى أسطورة تدريبية من الصعب أن تتكرر.