بالتحديد فى إقليم «جني» بنى مسجد «جني» ويعد أهم بناء أنشئ إبان المملكة المالية القديمة، وهو يحظى بمكانة مهمة لدى كل مسلمى القارة السوداء.
يعد «مسجد جَنِّي»، أكبر مسجد مبنى من الطوب اللبن فى العالم، ورمز جمهورية مالى بغرب أفريقيا، حيث بنى قبل نحو 1000 عام، وهو مدرج على لائحة التراث الثقافى العالمى لليونسكو عام 1988.
وتقع منطقة «جَنِّي»، فى إقليم «موبتي»، القريبة من منطقة الانفصاليين الطوارق، شمال العاصمة المالية «باماكو»، حيث تتربع على وسط حوض نهر «الباني»، الذى يشهد فيضانات، وفى موسم الأمطار تتحول «جَنِّي»، إلى شبه جزيرة تحيط بها المياه من 3 جهات.
ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ 13 مع وصول الإسلام للمنطقة، الواقعة على الطريق التجارى المؤدى إلى مدينة «تمبكتو»، والطريق القديم لقوافل الحجيج، إذ تم بناؤه من المواد المحلية، ويحمل الطراز المغربي.
وأعيد بناء المسجد عام 1907، بعد الاحتلال الفرنسى لمالى فى القرن الثامن عشر، ويتكون المسجد من 99 عمودًا نسبة إلى أسماء الله الحسنى، ويوجد فيه 114 فتحة نسبة إلى عدد سور القرآن الكريم، حيث تطلق على هذه الفتحات اسم «لاديس»، وتستخدم لتهوية المسجد خلال أغلب أشهر السنة التى تشهد جفافا.
وللمسجد 3 منارات تطلق عليها باللغة المحلية «سانتافان»، وترمز المنارة الكبيرة إلى الملك «إبراهيم»، أما المنارتان الأخيرتان فترمزان إلى زوجتيه، «الفاريماتا»، و»أم حلمص».
والطوب اللبن هو مزيج من التربة الطفلية (الطين، والرمل، والماء)، مع مادة رابطة مثل قشور الأرز، أو القش .
إعداد: محمد عبدالقيوم.. دولة بنجلاديش.. معهد البعوث الإسلامية
اقرأ أيضًا : القضاء فى إفريقيا الغربية «١» .. الأحكام الشرعية المصدر الأساسى.. ودرجات التقاضى ضمان للعدالة