عميد أصول الدين: رعاية الأبناء وحسن العشرة أساس الأسرة الناجحة

الترابط الأسرى أساس تماسك المجتمع والناس
الترابط الأسرى أساس تماسك المجتمع والناس

تحتفل الأمم المتحدة يوم 15 مايو باليوم العالمى للأسرة، والإسلام منذ أكثر من 14 قرنا أحاط الأسرة بالعناية والرعاية؛ لأنها اللبنة الأولى فى بناء المجتمع إذا كانت متماسكة ومترابطة وإن كانت الأسرة مفككة يصبح المجتمع منهارا، فكيف كانت عناية الإسلام بالأسرة.

قال د. خالد نصر عميد كلية أصول الدين بالمنوفية: عمل الإسلام على تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة فوضع لها نظاما محكما دقيقا يبين فيه لكل فرد من أفرادها ما له من حقوق وما عليه من واجبات.

تبدأ من بداية تكوين الأسرة عن طريق الزواج والنفقة وتربية الأولاد وحقوق الآباء وبرهم وجعل شعار المودة والرحمة هو الذى يجب أن يكون بين أفرادها حتى يكون المجتمع قويا مترابطا ومتماسكا كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما قال النبى  وحتى لا ينهار المجتمع حينما تواجهه عاصفة من العواصف أو مشكلة من المشاكل.

وأضاف أن عناية الإسلام بالأسرة تبدأ منذ تكوينها فقد حث الإسلام على اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة وجعل الدين هو المعيار الذى عليه الأساس الذى يكون عليه الاختيار يقول الرسول : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير)، كما حث الإسلام على اختيار الزوج الصالح أيضا حث على اختيار الزوجة يقول : (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة).

ثم يأمر الإسلام بعد الزواج بحسن العشرة بين الزوجين وأن تسود المودة والرحمة فى التعامل بينهما ومن هنا ندرك أهمية الإسلام فى حسن اختيار الزوجين لأنهما أساس الأسرة وبصلاحهما تصلح الأسرة، وبعد مرحلة الزواج تأتى المرحلة الأقوى وهى تربية النشء والاهتمام والعناية بهم بتربيتهم على الصلاة وتعوديهم عليها قال : (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع)، وقال أيضا : (ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن).

وأشار إلى أن الإسلام أكد على حسن تربية الأولاد، فقد أمر الأولاد ببر الوالدين والإحسان إليهما قال تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربيانى صغيرا» ولا يقف دور الإسلام فى اهتمامه بالأسرة عند مرحلة فقط من مراحل تكوينها إنما اهتم بها فى جميع مراحلها فوضع لها من النظم وسن لها من التشريعات ما يجعلها آمنة مستقرة لأن بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع.