منى نور تكتب: دراسة أكاديمية أفيش السينما تجسيد للأحداث الاجتماعية والسياسية

الباحث يتوسط لجنة الإشراف والمناقشة
الباحث يتوسط لجنة الإشراف والمناقشة

أفيشات السينما المصرية كمصدر من مصادر المعلومات.. دراسة تحليلية تقييمية، تم مناقشتها بكلية الآداب، جامعة عين شمس باشراف الدكتور رؤوف هلال، وقد تقدم بها الباحث مينا اشرف مقار فهيم، المعيد بقسم المكتبات والمعلومات بالكلية، وحصل عنها على درجة الماجستير بتقدير امتياز. تهدف الدراسة الى تحليل محتوى أفيشات السينما المصرية للتعرف على مدى ملاءمتها كمصدر من مصادر المعلومات، وفى سبيل هذا الهدف.

اتجه الباحث الى تأصيل مفهوم الافيشات السينمائية، والتعرف على أهداف تصميم الافيشات السينمائية، وتحديد سمات وخصائص الافيشات السينمائية، وكذلك الكشف عن أهمية محتوى الافيشات السينمائية بالاضافة الى تحديد الجهات المنوط بها الاحتفاظ بالافيشات السينمائية، وتقييم محتوى افيشات السينما المصرية.

وقد استخدم الباحث فى دراسته المنهج الوصفى التحليلى لتحقيق أهداف الدراسة، والذى يهدف الى جمع البيانات والمشكلة قيد الدراسة، من أجل التعرف على المشكلة وتحليلها وتفسيرها، وفى هذا استعان الباحث باسلوب تحليل المضمون، لتحليل مضمون افيشات السينما المصرية, قد بلغ عددها 347 أفيش، بنسبة 10٪ من المجتمع الاصلى للدراسة، والذى تألف من عدد 3532  أفيش بداية من عام 1920، حتى عام 2019.

اقرأ ايضاً| حمود الشايجى يكتب: طفل يلعب بين نقاط التفتيش

وقد جائت الدراسة فى خمسة فصول، فى الفصل الأول منها، تناول الباحث الإطار المنهجى للدراسة، استعرض فيه مشكلة الدراسة وأهميتها وأهداف وتساؤلات الدراسة، وحدودها ومصطلحاتها، ومنهج الدراسة، وأدواتها، كما تناول فيه، مجتمع الدراسة والعينة التى أجرى عليها البحث، فضلا عن أنه فى هذا الفصل ايضاً، تطرق الى الدراسات السابقة والمثيلة.

وفى الفصل الثانى، استعرض الباحث الإطار النظرى للدراسة، فتناول فيه، أفيشات السينما المصرية من حيث نشأتها وتعريفاتها، وأهدافها وخصائصها وسماتها وأنواعها، وكذلك أهمية محتوى الافيشات السينمائية، والجهات المنوط بها الاحتفاظ بالافيشات السينمائية، والتحديات التى تواجه الافيشات.

وقد خص الباحث الفصل الثالث للإطار العملى للدراسة، تناول فيه تحليل أفيشات السينما المصرية - عينة الدراسة - بناء على قائمة المراجعة، للتعرف على مدى صلاحية محتوى أفيشات السينما المصرية كمصدر من مصادر المعلومات، وقد اشتمل هذا الفصل على خصائص عينة الدراسة، الصور التى فى أفيشات السينما المصرية، المحتوى الموضوعى للافيشات، عناصر وصف العمل الفنى على الأفيش.

وفى الفصل الرابع تعرض الباحث لدراسة التصور المقترح لتصميم الافيش السينمائى، فبحث فى الهدف من التصور، الأسس التى استند إليها التصور، محاور التصور، مميزات نموذج التصور المقترح.

وفى النهاية توصل الباحث فى دراسته الى أن الافيشات السينمائية تتشابه مع مصادر المعلومات الاخرى فى أنها تحتوى على بيانات وصفية مثل اسماء القائمين على العمل الفنى وعنوان العمل الفنى، وما به من صور ورسومات وايضاحات تدل على مضمون العمل الفنى، وما يحتويه من نصوص وكتابات بأحجام مختلفة.

يمكن استنباط منها ترتيب القائمين على العمل الفنى وبطله ايضاً. وبيَّن الباحث فى نتائجه أن أفيشات السينما مليئة بالصور والشعارات والنصوص، ومع ذلك فإن كل صورة أو شعار داخل الافيش له معنى معين فى الثقافة المحلية للمجتمع، لذلك فإن العديد من جوانب الفيلم وأسماء المشاركين فى العمل يمكن استخراجها من الأفيش وتحليلها، والوصول الى نتائج يمكن الاستفادة منها.

 وأكد فى نتائجه أن السينما والأفيشات السينمائية المصرية أحد مصادر القوى الناعمة، التى يمكن من خلالها إيصال رسائل الى الافراد عن قوة الدولة، كما أنها تجسد الاحداث الاجتماعية والسياسية، وتوثيق مثل هذه الاحداث عن طريق هذا الفن البصرى الاتصالى، الذى يمكن لأى فرد فى المجتمع ان يفهمه.

وبعد أن استعرض الباحث نتائج بحثه، قدم عدة توصيات فى نهاية المناقشة، كانت أولى هذه التوصيات موجهة إلى المركز القومى للسينما، حيث طالب الباحث بتفعيل الموقع الالكترونى للمركز القومى للسينما، حيث أنه لا يعمل والمؤتمرات، التى يقوم بها المركز من خلال موقعه الالكترونى.

وأوصى الباحث بضرورة اشراف المركز القومى للسينما على انشاء أرشيف سينمائى أو متحف للافيشات السينمائية، يتم فيها تجميع أفيشات السينما المصرية، وصيانتها والاحتفاظ بها من التلف والضياع، كما يمكن -ايضاً- عرض افيشات السينما المصرية فى المتاحف مما يجذب السياح والمصريين الى مشاهدتها بمقابل مادى، مما يساهم فى تدعيم الموارد المالية ودعم الاقتصاد المصرى.

وطالب فى توصياته -ايضاً-  تفعيل قانون الايداع الخاص بإيداع نسخ من أفيش العمل الفنى مما يساعد على توضيح وتوثيق تاريخ تطور الفن السابع فى مصر، ومراجعة النصوص القانونية المنظمة للصناعة السينمائية فى مصر بما يتلائم٬ مع التطورات التكنولوجية، مع نشر إحصائية رسمية بما يمتلكه المركز من مقتنيات، وأفيشات للسينما المصرية على موقع المركز على الانترنت.

ولم يكتف الباحث بالتوصيات السابقة، فثمة توصيات أخرى وجهها إلى المسئولين عن تصميم افيشات السينما المصرية طالب فيها بضرورة الحفاظ على كتابة اسماء الممثلين على الافيش سواء كانوا ممثلى الصف الأول، أو ممثلى الصف الثانى، مما يضمن التوثيق والتأريخ لاهم أعمال كل ممثل، إذ أن أفيشات السينما المصرية فى العقد الثانى من الالفية الاولى تخلو معظمها من أسماء الممثلين،.

وكما أوصى بكتابة أكبر قدر من المشاركين فى العمل الفنى بما يتلاءم مع الناحية الجمالية من جانب ، ولاستخدام الافيش كمصدر متكامل لوصف العمل الفنى مادياً وموضوعياً من جانب آخر.

وأوصت الدراسة المسئولين عن العمل الفنى الاهتمام بإيداع نسخة من الافيش الخاص بالعمل الفنى لدى المركز القومى للسينما، لجمع وحفظ وإتاحة هذا المصدر التراثى واللوحة الفنية المصرية التى تعبر عن واقع الاحداث والمجتمع المصرى.

وأختتم توصياته بضرورة وضع الترقيم الدولى الموحد للعمل الفنى على أفيشات السينما المصرية، مما يساهم فى عملية الوصف المادى والموضوعى والحفاظ والاسترجاع.

تم مناقشة الرسالة بقسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب، جامعة عين شمس، باشراف د. رؤوف هلال، د. نجوى شكرى يمنى «مشرف مشارك»، وقام بمناقشة الباحث د. هشام عزمى «آداب، القاهرة»، الفنان، د. اشرف زكى «نقيب المهن التمثيلية».