خبير آثار | يرصد جماليات «نادي فاروق» بالمحلة الكبرى

 نادى بلدية المحلة
نادى بلدية المحلة

يعد نادى بلدية المحلة ( نادى الأمير فاروق للألعاب الرياضية سابقا ) واحدًا من أقدم الأندية التاريخية داخل مدينة المحلة الكبرى حيث وضع حجر أساسه الملك فؤاد الأول عام 1931 وافتتحه الملك فاروق رسميا يوم 16 ديسمبر 1937 .

وفى إطلالة تاريخية معمارية فنية رصدها المؤرخ الشهير مصطفى أبو شامة فى دراسة له نطل على معالم هذا النادى الهام .

إقرأ أيضا|أصل الحكاية | خبير آثار: النادي اليوناني بالمحلة تحفة فنية نادرة

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن النادى يضم العديد من القاعات والتحف والأثاث والصور واللوحات التى يرجع تاريخها إلى العصر الملكى، ورغم طرازه وقيمته التاريخية لم يتم تسجيله كأثر حتى الآن، ويرجع الفضل فى بناء نادى الأمير فاروق بالمحلة إلى البرنس إسماعيل داود سليل الأسرة العلوية حيث كان البرنس العاشق للرياضة وبصفة خاصة ألعاب القوى وكان يتردد كثيرًا على مدينة المحلة بحكم الإشراف على أراضيه الزراعية بقرية منشأة الأمراء وكان يقضى معظم وقته بالمحلة خاصة وأنها كانت ملتقى كبار رجال الأعمال وتجار القطن ويعيش بها عددًا كبيرًا من الجاليات الأجنبية .

وحرص البرنس داود على تنظيم العديد من مسابقات ألعاب القوي بين شباب المدينة والقري المجاورة لها وتقديم العديد من الجوائز العينية والمادية لهم وشرع إلي تحويل المنتزه العام بالمدينة إلي ملعب رياضي مؤقت يحوطه مضمارًا كبيرًا لألعاب القوي ودفعه ذلك للتفكير فى إنشاء ناد رياضى يكون نواة لهؤلاء الأبطال وبدأ بالاتصال بالملك أحمد فؤاد لعرض الأمر عليه حيث أصدر الملك أوامره للمجلس البلدى بالبحث عن قطعة أرض لإقامة نادى رياضى وإجتماعى عليها أسوة بالنادى الملكى بالمنصورة ونادى فؤاد الأول بطنطا .

ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة بأنه تم تكليف أحمد المحلاوى صاحب أكبر مكتب لسمسرة العقارات والأراضى فى الوجه البحرى وهو والد الصحفية الشهيرة نوال المحلاوى  بالبحث عن قطعة أرض لإقامة النادى عليها ونجح المحلاوى فى شراء ستة أفدنة و18 قيراط من ورثة المرحوم محمد البهنسى وعائلة السمره وحسين مقلد والشيخ مهران أبو شادى ليقوم جلالة الملك بنفسه بوضع حجر الأساس للنادى فى شهر إبريل عام 1931 
وكان يرافق الملك فى هذه الزيارة صاحب المعالى والعزة سعيد باشا ذو الفقار كبير الأمناء ومحمد توفيق نسيم باشا رئيس الديوان الملكى ومحمود شوقى باشا سكرتير الملك وذكى الإبراشى باشا ناظر الخاصة الملكية وحضرات أصحاب الدولة والمعالى والسعادة إسماعيل صدقى باشا رئيس مجلس الوزراء وتوفيق دوس باشا وزير الزراعة ومحمود صادق يونس باشا مدير الغربية والميرالاى السيد بك رمزى حكمدار الأمن .

كما كان فى استقبالهم بالنادى عدد من الأمراء والبرنسات يتقدمهم البرنس اسماعيل داود وشقيقه الأمير سعيد داود عضو اتحاد كرة القدم والأمير يوسف كمال والنبيل عباس حليم ورجل الأعمال عبد الحى باشا خليل وشقيقه محمود خليل وأحمد بك بيبرس ومحمود بك العرابى وعدد من المشايخ والتجار .

وظل العمل قائما على قدم وساق فى مشروعات إنشاء مبنى النادى وملاعب كرة السلة والتنس وألعاب القوى والتى استغرق العمل بها ست سنوات وتكلفت منشأته فى تلك الفترة 168 ألف جنية حتى قام الملك فاروق الذى تولى الحكم رسميًا بعد وفاة والده بافتتاح النادى رسميًا فى 16 ديسمبر سنة 1937 وقد حضر الافتتاح مع الملك دولة على ماهر باشا رئيس الوزراء وأحمد حسنين باشا رئيس الديوان وعمر فتحى بك ياور جلالته الخاص
كما سجل المؤرخ الكبير مصطفى أبو شامية فى دراسته لحظات وصول جلالة الملك فاروق إلى نادى بلدية المحلة عام 1937 لافتتاح النادى رسميًا وفى استقباله البرنس داود.

وكانت تصاحبه عددًا من السيارات الخاصة بالديوان الملكى ذات اللون الأحمر المميز حيث صمم الملك فاروق على قيادة سيارته الخاصة فترات طويلة وهو فى طريقه إلى المحلة وكانت تحمل رقم  (35 51) وكان يرافقه سائقه الخاص محمد حلمى حسين أديب أحد أبناء المحلة وقد تولى محمد حلمى تدريب جلالة الملك على فنون قيادة السيارات منذ أن كان طفلًا صغيرًا حيث تم الاستعانة به من صفوف الجيش نظرًا لمهارته وأصبح أحد المقربين للملك فاروق والذى قام بترقيته من رتبة صول إلى ميرالاى كما عينه الملك مديرًا لإدارة السيارات الملكية بقصر عابدين وأمر الرئيس السادات بتنظيم جنازة عسكرية لمحمد حلمى حسين عقب وفاته فى فترة السسبعينات.

كما سجل  الملك فاروق وبجواره البرنس داود داخل تراس نادى البلدية عام 1937 وعلى أبواب النادى كان فى استقبال الموكب الملكى بالموسيقات النحاسية والأعلام البرنس اسماعيل داود وصاحب العزة عبد الحى باشا خليل والوجيه حسين أفندى العسيلى عمدة المحلة الكبرى وعبد الرحمن البيلى والشيخ حسن عبد القادر من أعضاء مجلس الشيوخ والأستاذ أحمد كامل نائب المحلة ثم قاضى المحكمة الأهلية ومحمود بك السمره ومحمد حمزة بك وعبد المعطى الأعصر أفندى ومحب العرابى أفندى ومحمود سبلة أفندى وأحمد عبد الرحمن أفندى والدكتور شفيق اسكندر والدكتور أمين سعيد أحمد والدكتور راتب السيد وأمين حجر أفندى والمسيو رودلف بليس والخواجة جورج أفنديس والخواجة خريستو متروبولس والدكتور جورج أفتينوس والمسيو نيكليه وسعيد الأعصر أفندى .

كما احتشد عددًا كبيرًا من أعضاء الجاليات الأجنبية فى أرجاء النادى لتحية الملك متنافسين فى سبيل المثول بين يديه فقدمهم إلى جلالته سعادة مدير الغربية محمد شعير بك ، ولما زار الملك قاعات الألعاب الرياضية وساحاتها قال : أرجو أن تستخدم هذه المنشئات فيما أعدت له فقوبلت عباراته بالتأمين والدعاء له.

ويطالب الدكتور ريحان بتسجيل هذا المبنى الهام فى عداد الآثار وقد خاطب مجلس إدارة البلدية الحالى برئاسة المحاسب مصطفى الشامى وزارة السياحة والآثار من أجل تسجيل المبنى التاريخى للنادى ضمن قائمة الآثار المسجلة بالمحلة وذلك لحمايته من أى اعتداءات فى المستقبل خاصة وأن المبنى تعرض لمحاولة تغيير بعض ملامحة فى عهد مجلس الادارة السابق والذى قام بتجليد المدخل بطوب حجرى حديث، كما أنه مطمع لرجال الأعمال والمستثمرين فى المستقبل ويجب حمايته بقوة القانون.