عبدالسلام محمد: أعطيت ظهري للترعة.. فأعطتني السينما ظهرها! 

الفنان عبد السلام محمد
الفنان عبد السلام محمد

كان يزحف المرض في جسده النحيل.. حتى أصبح ضيفا ثقيلا عليه لسنوات طويلة، لكنه تحمل على مضض، ومع ذلك أضاف لنفسه مرضا جديدا وعاش معه وبه لكي ينقذ الملايين من أبناء مصر في القرى والنجوع والكفور.

 

عاش مع البلهارسيا، يتحمل سخرية المعلم رضا الذي يأمره كل يوم بعدم الاقتراب من الترعة أو التعامل معها من خلال الإعلان قائلا: طول ماندي ظهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى.

 

أي أنه اضطر لعمل هذا الإعلان ليكسب منه قروشا ينفق منها على مرضه الخطير.. إنه الفنان عبد السلام محمد الذي عشق الفن وأعطاه كل حياته، وقبل أن يموت وأثناء أحد اللقاءات به كان يتساءل في دهشة، أين الوفاء؟ أين الناس؟


وكرر أين أكثر من مرة لأنه كان وحيدا لايسأل عنه أحد إلا قلة تعد على أصابع اليد الواحدة، وتنبأ بجنازته قبل رحيله، ويقول إذا كان الأمر كذلك وأنا حي لا أرزق، فماذا سيفعلون بي عندما أقابل ربي.

 

واستطرد قائلا: بأنه لم يدخل بلاتوهات التليفزيون منذ فترة كبيرة وإن السينما تدير له ظهرها لولا بعض الزملاء الذين يتذكرونه.

 

وفي آخر أيامه لجأ لنقابة الممثلين لتضع له حدا لمشكلة البطالة التي تهدد حياته.


والطريف أنه كان يردد لكل من يقابله، يبدو أن لعنة البلهارسيا أصابتني في رزقي منذ أن أعطيت ظهري للترعة.. فأعطتني السينما ظهرها.

                                                                                                            المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم