انتهت فعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة التي جاءت بعنوان "الإعلام .... أبعاد إنسانية" ، مساء الأربعاء 11 مايو ، بعد يومين من الجلسات النقاشية وورش العمل والنشاطات الإعلامية والثقافية والإنسانية المتميزة.
وفي اليوم الختامي للمنتدى شهد العديد من الجلسات المهمة أبرزها جلسة بعنوان «مستقبل العلاقات الدبلوماسية الأمريكية العربية" وأخرى بعنوان "حوار الحضارات".
وأكد نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، أن الولايات المتحدة ملتزمة بعلاقات دبلوماسية قوية وبنّاءة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وملتزمة كذلك بالعمل مع شركائها في المنطقة لمواجهة المخاطر التي تواجههم لاسيما فيما يتعلق بالملف الأمني ومحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
وأوضح تونر خلال جلسة «مستقبل العلاقات الدبلوماسية الأمريكية العربية» ، أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المزيد تجاه الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط في سوريا واليمن والعراق.
وحول تعامل الولايات المتحدة مع الإرهاب والمسؤولية التي تتحملها بعد خروجها من العراق تاركة الساحة للتنظيمات الإرهابية للتمدد، قال تونر ان الإرهاب تمدد في العراق عقب الانسحاب الأمريكي، وتنامي خطر تنظيم داعش، الذي أصبح يمثل تهديداً حقيقياً للمنطقة والعالم، مشيراً إلى الدور الأمريكي في مساعدة الحكومة العراقية وتجهيز الجيش العراقي في الحرب ضد الإرهاب، والدور المؤثر للتحالف الدولي في مواجهة تنظيم داعش.
وعن شعور البعض في المنطقة بعدم جدية الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب، قال تونر إن أمريكا ملتزمة بتقديم مزيد من الدعم لوضع حد للنزاعات في سوريا والعراق، وأنها تدرك ما تواجهه المنطقة من أزمات، مشيرا لدعم الولايات المتحدة للتحالف الدولي في العراق، والذي تمكن خلال الفترة الماضية من توجيه ضربات قوية لتنظيم داعش وأفقده 40% من الأراضي التي أحتلها في العراق.
وبخصوص الوضع في سوريا، قال إن هناك عملية سياسية تجمع الفاعلين السياسيين من المعارضة السورية بالنظام السوري من خلال جولات تفاوض مباشرة، سعياً للوصول لحل سياسي ينهي الأزمة هناك، ومع إدراك الولايات المتحدة بهشاشة الهدنة إلا أنها تعوّل على المفاوضات التي ستُعقد في جينيف الأسبوع المقبل.
وتطرق تونر إلى نظرة الولايات المتحدة للائحة المعارضة السورية، واللغط المحيط بمن له الحق في تمثيل الشعب السوري.
وحول التعاون بين أمريكا وروسيا في الأزمة السورية، قال تونر أن الولايات المتحدة تتعامل مع إيران وروسيا على أنهما جزء من الحل في سوريا، وان الخيارات الدبلوماسية المطروحة على الساحة تحمّل روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري للتعامل بجدية وإيجابية مع مساعي الحل الدبلوماسي للازمة السورية.
فيما يخص علاقة الولايات المتحدة بدول الخليج أكد تونر أن أمريكا تتمتع بعلاقات إستراتيجية قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تجمعها بالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال علاقات تمتد إلى أكثر من 70 عاماً، وان الولايات المتحدة أكدت خلال الاجتماع الأخير الذي جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقادة دول الخليج العربية على التزام أمريكا بالتعاون والعمل مع حلفائها في المنطقة على مواجهة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن، وأنها مستمرة في مد أواصر العلاقات الدبلوماسية وتفعيل الصداقات مع الشركاء والحلفاء. وأشار تونر إلى تفهّم الولايات المتحدة لقلق الدول العربية من التدخلات الإيرانية في المنطقة، وما يسببه ذلك من إزعاج لجيرانها، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بانتهاك الاتفاق النووي الذي التزمت به، وأنها لديها خيار العقوبات الأحادية الجانب لردع إيران ودفعها على الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي.
كما تحدث عبدالرحمن الراشد الكاتب السعودي وشوباتابارتيا رئيسة تحرير هندوستان تايمز، في جلسة "حوار الحضارات" ، مؤكدين ضرورة التعايش السلمي بين شعب الدولة الواحدة والذي قد يضم بين فئاته أناس تختلف ثقافتهم ومشاربهم وأفكارهم.
وقال المتحدثان إن هذا التعايش الداخلي سينعكس بكل تأكيد على الدول وهكذا وطالبوا بإحداث منظومة قوانين تحمي هذا الاختلاف والتفاوت وأن يلتزم الجميع بمنظومة تجمع الناس جميعا.
وفي جلسة "ملهمون لخدمة الإنسانية" كشفت الأميرة أميرة الطويل التي استهلت حديثها بترديد "الله أكبر" مرارا لافتة إلى قيمة هذه العبارة لدى المسلمين إلا أنها فقدت قيمتها ومعناها بعد حوادث "داعش " الأخيرة كشفت عن دراسة حديثة أجريت خلال الفترة من 7 مايو 2015 وحتى 6 مايو 2016، حيث أظهرت الدراسة أن عدد مرات البحث عن كلمة إسلام ومسلمين بلغ 79 مليون مرة، منها 93% على "تويتر" و 3% على مواقع إخبارية و 3% على المنتديات و 1% على مواقع الانترنت.
كما أظهرت دراسة استطلاعية أجريت على نحو ألف شخص في الولايات المتحدة أن 84% منهم أجابوا بالنفي على سؤال "هل صادفت وعملت مع أي شخص مسلم"، فيما أجاب 16% بالإيجاب، ورد 23% من المستطلعين بنعم على سؤال "هل لديك أي صديق مسلم"، فيما رد 77% على نفس السؤال بالنفي، ورد 10% منهم بنعم على سؤال "هل سبق لك أن زرت مسجدا"، فيما أجاب 90% بالنفي على نفس السؤال.
وقالت أميرة الطويل إن الدراسة تناولت أيضا "الشعور العام على تويتر"، حيث أظهرت الدراسة أن 12% أبدوا مشاعر سلبية تجاه الإسلام، فيما أبدى 5% فقط مشاعر إيجابية، وأظهر 83% مشاعر محايدة.
وعلّقت أميرة الطويل على الدراسة بقولها "إن ذلك يعني أن هناك صورة سلبية في أنحاء العالم عن الإسلام والمسلمين.
وأضافت أن كثيرين في الغرب لا يدركون المعنى الحقيقي للإسلام ولا المعنى العظيم لكلمة الله أكبر، حيث لا تصل الدراسات والبحوث الأكاديمية التي تصدرها مراكز الدراسات عن الحقيقة السمحة للإسلام إلى الشخص العادي البسيط، الذي يقع ضحية لصور ومقاطع فيديو وتغريدات تتناول انطباعات سلبية عن معاني الإسلام العظيمة ورموزه الرائعة والجميلة.