أصل الحكاية.. مقصورة القائد «وني» حاكم إقليم «تاور»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تقع "أبيدوس" Abydos  AbDw "العرابة المدفونة" في مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، وعرفت في النصوص المصرية القديمة باسم "آبجو" و"آبدو" ثم أصبحت في اليونانية "أبيدوس" وهو الاسم المعروفة به حالياً، وتحوي أبيدوس الكثير من المعابد ومقابر الملوك والقبور الأخرى التي يرجع تاريخها إلى أقدم العصور.

أبيدوس مسقط رأس حاكم الإقليم وني:

ترجع أهمية أبيدوس إلى بداية التاريخ، حيث أقام فيها ملوك العصر "الثني" - أو "الطيني"، جباناتهم على الجبل الصخري الضخم الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة، وظهرت أهميتها واضحة من خلال الناحية الدينية والتاريخية والأثرية، كما أكده الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.

- مقبرة ويني الكبير بأبيدوس : 

وأضاف الحصري، أن المدافن كانت الأولية للأفراد في الدولة القديمة جزءًا من الموقع الذي أطلق عليه حديثاً اسم "الجبانة الوسطى"، كان الموقع مستهدفًا من قبل الأثريين في أوائل القرن التاسع عشر، تم فحص الموقع في عام 1860م من قبل المدير الأول لمنظمة الآثار المصرية أوجست مارييت، الذي قام بالتنقيب عن مقابر كبار عصر الدولة القديمة، ومن خلال نقوش تلك المقابر عثرنا على واحدة من أطول روايات السيرة الذاتية المعروفة حتى الآن من أواخر الدولة القديمة، وهي رواية المسئول ويني الأكبر، وقد ساعدت ترجمة السيرة الذاتية لويني في إعادة كتابة التاريخ السياسي والاجتماعي في مصر من الألف الثالث إلى أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.

اقرأ ايضا: في فصل الشتاء.. أفضل 5 أطعمة لتنشيط الدورة الدموية والحفاظ على دفء الجسم

- حياة ويني الكبير حاكم الإقليم في عصر الدولة القديمة :

وأوضح الحصري، أن عمل ويني Weni كجنرال تحت قيادة الملك بيبي الأول، وكان حاكمًا لصعيد مصر في عهد مر-إن-رع الأول، وبصفته قاضيًا حقق مع الملكة التي يُشتبه في تورطها في مؤامرة، وبينما كان جنرالا أعاد تنظيم الجيش في شكل كان لا يزال يستخدم في المملكة المصرية الحديثة، ارتقى ويني في صفوف الجيش ليصبح قائد الجيش.

اعتبره كل من معاصريه والعديد من علماء المصريات إستراتيجيا بارعًا، أكسبته انتصاراته امتياز تصويره كقائد للقوات في المعركة، وهو تقليد مخصص عادة للفراعنة، بعد وفاة بيبي تم تعيين ويني حاكما لصعيد مصر، قام بالعديد من التحسينات في البنية التحتية - بعضها كان مفيدًا للجيش- وكان مشروعه الأكثر ملاحظة هو القناة الموازية للنيل في الشلال الأول.

- عمل سيناريو عرض متحفي جديد لمقصورة القائد "وني" المكتشفة بمقبرته بأبيدوس بمتحف سوهاج القومي :

قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع البعثة الأمريكية بجامعة ميتشجن العاملة بمنطقة أبيدوس، بعمل سيناريو عرض متحفي جديد لإعادة تركيب مقصورة القائد وني حاكم إقليم تا-ور والموجودة حاليًا بمتحف سوهاج القومي، حيث تم حتى الآن تنفيذ ما يقرب من 70% من أعمال إعادة التركيب، وكانت مقصورة "وني" في الأصل ملحقة بالجدار الشرقي للمقبرة الخاصة به بالجبانة الوسطى في منطقة أبيدوس، والتي تم الكشف عنها عام 1860، ونُقل بعض أجزاءها إلى المتحف المصري بالتحرير والمخازن الأثرية بمنطقة آثار سقارة ومخزن متحف سوهاج. 

- مقصورة "ويني الكبير" بمتحف سوهاج القومي:

وأشار الحصري، ألي أن متحف سوهاج يقع على شاطئ النيل، والمتحف مقام على مساحة 5600 م مربع تقريبًا، ويتكون من طابقين و بدروم. ويعرض المتحف أهم القطع الأثرية التي استخرجت من مواقع متفرقة بالمحافظة، ويصل عددها إلى أكثر من 7000 قطعة أثرية، وينفرد المتحف بعرض عدد من المومياوات النادرة. 

ويتناول العرض المتحفي أهم ملوك مصر الفرعونية الذين خرجوا من أرض سوهاج، كما يلقي الضوء على الديانة المصرية القديمة ومنسك الحج إلى أبيدوس، بالإضافة إلى التراث الشعبي للمحافظة وأهم حرفها وصناعاتها، وقد صمم متحف سوهاج من الخارج على شكل معبد سيتى الأول بابيدوس مركز البلينا. 

وافتتح المتحف في 12 أغسطس 2018 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء، وبلغت التكلفة الإجمالية للمتحف 72 مليون جنيه.