«كنت أكثر الناس كرها لها».. جرائم قتل اتخذت من الحب ستارًا في 2022

جرائم قتل باسم الحب في 2022 - صورة أرشيفية
جرائم قتل باسم الحب في 2022 - صورة أرشيفية

«زعمت أنك كنت تحبها، وكنت أنت أكثر الناس كرها وبغضاً لها، لم يكن ذاك حباً في الحجر الذي بين أُضلعيك، ما الذي كان يجر في عروقك؟! لو كان دماً لما طعنت ونحرت إنسانة ادعيت كذباً حبك لها».. كلمات شهيرة مرت على المسامع قالها بثبات المستشار بهاء الدين المري في قضية نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة التي قتلت على يد زميلها محمد عادل على أبواب جامعة المنصورة.. وتجسد تلك الكلمات الجرائم التي قام مرتكبوها بقتل ضحاياهم لعدم الزواج منهم.


وترصد بوابة أخبار اليوم تلك الجرائم في السطور التالية:


نيرة أشرف 


بدأت سلسلة جرائم القتل باسم الحب في 20 من شهر يونيو الماضي عندما ذبح طالب يدعى محمد عادل زميلته نيرة أشرف أمام حرم جامعة المنصورة في وضح النهار، وذلك بعد ما رفضت الزواج منه أكثر من مرة، وقضت المحكمة بإعدام عادل، فيما طعن المحامي فريد الديب ضد حكم الإعدام، الذي سيفصل فيه القضاء مطلع العام القادم.


وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام أمر في 22 يونيو الماضي، بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجني عليها نيرة عمدا مع سبق الإصرار، حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها، وقد جاء قرار الإحالة بعد ثمان وأربعين ساعة من وقوع الحادث.

وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم من شهادة خمسة وعشرين شاهدا منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحلات بمحيط الواقعة، أكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابها، وفي مقدمتهم زميلات المجني عليها اللاتي كن بصحبتها حينما باغتها المتهم، وآخرون هددهم حينما حاولوا الذود عنها خلال تعديه عليها، وكذا ذوو المجني عليها، وأصدقاؤها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء لرفضها الارتباط به بعدما تقدم لخطبتها، ومحاولته أكثر من مرة إرغامها على ذلك، مما ألجأهم إلى تحرير عدة محاضر ضده، وأن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها للوقوف على توقيت استقلالها الحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، ورفضها إجابته، مؤكدين جميعا تصميم المتهم على قتل المجني عليها.

 كما أكد صاحب الشركة مالكة الحافلة علمه من العاملين بها تتبع المتهم المجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة، فضلا عما شهد به رئيس المباحث مجري التحريات من تطور الخلاف الناشئ بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها، حتى عقد العزم على قتلها، وتخير ميقات اختبارات نهاية العام الدراسي ليقينه من تواجدها بالجامعة موعدا لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت ركوبها، وقتلها لدى وصولها للجامعة.

سلمى بهجت


شهدت الشرقية في التاسع من شهر أغسطس الماضي الجريمة الثانية، عندما طعن الطالب إسلام محمد زميلته سلمى بهجت 17 طعنة، وذلك لرفضها الزواج منه.
وكانت محكمة جنايات الزقازيق قررت إحالة أوراق المتهم بقتل فتاة الشرقية سلمى بهجت إلى فضيلة المفتى، بعد ورود تقرير مستشفى الأمراض العقلية والنفسية والذى أكد سلامة قواه العقلية والنفسية ومسئوليتة وقت ارتكاب الجريمة.
تعود أحداث القضية ليوم 8 أغسطس، الماضي، حيث تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا من أهالي عمارة أبو زيدان بحى المنتزه بقسم أول الزقازيق بقيام شخص بالتعدي على فتاة بمدخل عمارة زيدان بطعنها بسلاح أبيض بسكين عدة طعنات أودت بحياتها.

انتقل على الفور ضباط البحث الجنائي والأمن العام، حيث تم ضبط المتهم بمعاونة أهالي المنطقة واتضح أنه يدعى إسلام محمد فتحى محمد مصطفى طرطور 22 عامًا طالبا بكلية الإعلام بجامعة الشروق وبحوزته سكين ملوث بدماء المجنى عليها، حيث اعترف المتهم تفصيلاً بالحادث وأنه قام بقتل زميلته سلمى بهجت محمد محمود بطعنها 17 طعنة 15 من الأمام وطعنتين من الخلف انتقاماً منها لسابقة ارتباطهما عاطفياً وقيامها بالتخلي عنه رغم معاونتها واصرارها على إنهاء العلاقة دون رغبته، مما آثار حفيظته وقرر قتلتها على غرار طالبة المنصورة، تم القبض عليه وإحالته للنيابة التى قدمتة محبوسا لمحكمة الجنايات بالزقازيق.


وتم عقد أولى جلسات محاكمته يوم 4 سبتمبر الماضي والتى تم تأجيلها بناءً على طلب دفاع المتهم لتقديم ملفه الطبى والمرافعة، وتم عقد ثانى جلسات المحاكمة  6 سبتمبر الماضى حيث استمعت هيئة المحكمة الى عدد من الأطباء النفسيين، والذىن أوضحوا أن المتهم كان يعانى من نوبة زمانية حادة، تسببت له بعض الهلاوس والعداونية، والعصبية الشديدة، وقد تنقلب النوبة فى حالة عدم تلقية العلاج إلى  الذهان العقلي.

فقررت المحكمة إيداعه مستشفى للأمراض النفسية والعصبية لمده شهر وإعداد تقرير عن حالته الصحيه، والذي ورد للمحكمه وأثبت سلامة قواه العقلية والنفسية.


طالبة المنوفية


أما الجريمة الثالثة فكانت في شهر ستمبر الماضي بعدما قام شاب يدعى أحمد فتحي بإطلاق النار على أماني عبد الكريم التي لقت مصرعها على الفور رميًا بالرصاص، ثم انتحر.


البداية عنما تلقى قسم شرطة النزهة، بلاغا من الأهالي بإطلاق شاب النار على فتاة من مسدس أثناء وقوفها فى الشارع، ثم قام بإطلاق النار على نفسه، وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين من التحريات والتحقيقات، أن المجنى عليها كانت خطيبة المتهم وفسخت ارتباطها بها بسبب خلافات بينهما، إلا أن المتهم كان يريد الرجوع لها ولكنها رفضت، وهو ما دفعه للتوجه اليها ومحاولة التحدث معها وإقناعها بالعودة له، ومع رفضها، الأمر الذى دفعه لتنفيذ جريمته، وأطلق عليها النار، ثم انتحر بإطلاق النار على نفسه.

 

فتاة بورسعيد


شهدت محافظة بورسعيد واقعة مأساوية بعدما أقدم شاب على قتل زميلته في العمل لرفضها الارتباط به، حيث قام بخنقها في مدخل العمارة التي تقطن بها.

البداية عندما تلقت مديرية أمن بورسعيد بلاغا يفيد بقيام شاب بقتل فتاة تدعى خلود في العشرين من عمرها، حيث ضربها بحديدة على رأسها ثم خنقها بمدخل العمارة التي تقطن بها وفر هاربا.

وعلى الفور، انتقلت قوة من مباحث المديرية إلى مكان البلاغ، وتبين من المعاينة الأولية قيام شاب يعمل في أحد المصانع في بورسعيد بقتل زميلته في العمل وتدعى خلود السيد درويش؛ بسبب رفضها الارتباط به.
وأثلج حكم محكمة جنايات بورسعيد الدائرة الثالثة برئاسة المستشار أحمد مندور عبد الله، صدور الحاضرين في القضية المتهم فيها «محمد.س» بقتل «خلود» المعروفة إعلاميًا بـ«فتاة بورسعيد»، لرفضها الارتباط به، بتحويل أوراقه إلى فضيلة المفتي وتحديد 2 يناير لجلسة النطق بالحكم.

لم تعرف خلود فتاة بورسعيد حسنة السمعة والطيبة كما وصفت النيابة العامة أنها ستقتل غدرًا على يد خطيبها الذي رفضت الزواج به لغيرته المفرطة وشكه الدائم فيها وحبه لتملكها وكأنها جارية بدون إحساس.

بداية حكاية خلود السيد يتيمة الأب والأم، تقيم مع زوجة عمها المطلقة وتعمل بأحد المصانع وتنفق على شقيقها الأصغر منها، جاء لخطبتها المتهم محمد وبدأ يلاحقها بغيرته وشكه وحبه للتملك في حين أن الفتاة الطيبة تتحمل مشقة الحياة لتنفق على أشقائها وليس لديها الوقت لتجادل غيرته العمياء حتى وصل الاثنان إلى طريق مسدود وقررت الانفصال، فحاول زوج عمتها الصلح بينهما لكنه عاد إلى طبعه ورفضته فقرر قتلها وذهب إلى منزلها وهي تتكلم بالتليفون مع صديقتها وخنقها وهي تستغيث به «لا يا محمد».
واستعرضت النيابة العامة بالمرافعة في الجلسة هذا الدليل مؤكدة أنه الأقوى حيث استغاثت به وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وهو يشاهدها ويصر على خنقها.

كما أشارت النيابة العامة؛ إلى أن المتهم ظل يتصل قبل يوم بالقتيلة ولم تجبه حتى يوم الوفاة 17 أكتوبر أرسل لها رسائل ولم تجبه سوى بإجابة قاطعة «أنا مش عايزة أكمل أنا خلاص قررت الانفصال»، فاستشاط المتهم غضبا كيف ترفضه وهو يملكها وقدمت فتاة بورسعيد استقالتها من العمل لتتقي شره لكنه بدأ يخطط واختار الفرصة المناسبة حتى يوم الوفاة فقد انتهز فرصة غياب زوجة عمها للعمل وتسلل إلى سطح عمارتها حيث تسكن بالدور الأخير وتسلل من الشباك مثل المجرمين لأنه يعرف تفاصيل المسكن.

مكالمتها في التليفون مع صديقتها أنها تخاف من تهديد المتهم لها بقتلها وفوجئت به أمامها وسجل القدر توسلاتها وعرضت النيابة التسجيل على المحكمة وكلها تعاطف مع الضحية فقد اعترف الخطيب أنه شدها من شعرها وضرب رأس القتيلة بعنف بالأرض وهي تقول لا يا محمد وردد «هاقتلك ضيعتيني» مما يثبت نيته في القتل حيث خنقها بذراعه من الخلف.
وحازت مرافعة النيابة على تقدير الجميع بعدم التعاطف مع القاتل خاصة أن خلود كانت طيبة وحسنة السمعة وماتت وصعدت روحها شاكية لبارئها لأنها قررت تركه كما ذكر المتهم في التحقيقات فكان جزاؤها القتل دون رحمة منه.

كما قدمت النيابة العامة رسالة إلى المجتمع المصري بضرورة العودة إلى أخلاقنا الحميدة والتصدي لجرائم القتل بنية الحب وإيجاد دواء وعلاج التي شهدها المجتمع ومنع تكرار السلوك الشاذ عنه، وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهم من اعترافه بالجريمة في التحقيقات، وأثناء إجرائه محاكاة لكيفية ارتكابها بمسرح الواقعة، فضلًا عن شهادة ثمانية عشر شاهدًا من بينهم ضابط المباحث مجري التحريات، وآخرون ممن تربطهم علاقة بالمجني عليها، والذين أكدوا تلقيَها تهديداتٍ من المتهم بالقتل من قبَلُ، وكان من بين الشهود مَن رأى المتهم يتسلل من شرفة مسكن المجني عليها قُبَيل لحظات من قتلها.

كما أقامت النيابة العامة الدليلَ مما شاهدته بتسجيلات آلات المراقبة المثبتة بعقار مقابل لمسرح الواقعة، والتي رصدت دخولَ وخروجَ المتهم من وإلى العقار محل الحادث في وقت متزامن من حدوثه، فضلًا عن تسجيل صوتي لمحادثة هاتفية بين المجني عليها وآخر من زملائها بالعمل تزامنت مع مباغتة المتهم لها، والتي سُمِعَ منها إفصاحُه بإقدامه على قتلها وترجيها له للعدول عن فعله، وأكد تقرير الصفة التشريحية الصادر من مصلحة الطب الشرعي أن وفاة المجني عليها جاءت موافقة للتصور الذي انتهت إليه التحقيقات، وأمرت بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات.

وأوضحت النيابة العامة إلى أن السبب الحقيقي في هذه الجرائم هو خلل يوجد في إدراك بعض الرجال كيفية التعامل مع المرأة رغم أننا تربينا في المنزل والمسجد والكنيسة على المودة والرحمة والصبر وحسن المعاملة والثقة فيما بينهما وأن الرجولة ليست بفرض السيطرة.

وطالبت النيابة العامة الإعلام بالبعد عن إنتاج الدراما التي تحث على العنف للفئات الأضعف وتشويه صورة المجتمع بل على الإنسانية والرحمة والأخلاق الحميدة.
ولأول مرة في تاريخها تعرض النيابة العامة تسجيلًا صوتيًا أمام محكمة لحظة وقوع الجريمة، لتكون خلود المجني عليه وشاهدة الإثبات في مقتلها، واستمعت المحكمة لصوت استغاثة الفتاة، وآخر ينادي «يا ولا يا محمد رد عليا»، وظهر خلال التسجيل هلع ورعب الفتاة منه ومحاولات استعطافه لعدم قتلها، وقالت النيابة إنه تسجيل واقعة اعتداء المتهم على المجني عليها، وسألت المحكمة المتهم عن الصوت وقت ارتكاب الواقعة، فأكد أنه صوته، وكان ذلك قبل أن تصعد روحها البريئة إلى ربها، وكان للتسجيل بالغ الأثر في سرعة إحالة أوراق القاتل للمفتي.

 

مرافعة النيابة


تحدثت النيابة العامة في بيانها عن المكالمة الصوتية التي عرضتها، وأكدت أن المجني عليها حاولت يائسة استعطاف قلب المتهم، وقد أبى إلا أن يقتلها، وقال وكيل النائب العام: توقفنا حول تلك العبارات طويلًا تأملًا وتحليلًا، واستكملت: جاء في حديث المتهم هقتلك ضيعتيني، ووصفت خلود درويش بالضعيفة صاحبة الصوت الرقيق، القتيلة بأعداء غادر، المذعورة من أفعال فاجر، البريئة الطاهرة، المقتولة علي يد محمد سمير المتولي.

ووصفت النيابة العامة الجاني بأنه قاسي القلب ومتحجر المشاعر، المغرور بقدرته عليها، ووصفت لحظات القتل بأنها لحظات مهيبة تمنت فيها خلود لو تتمكن من استنشاق الهواء، وتلتقط نفسًا وفرصة للحياة، قائلة: تلك الحياة التي أنهاها منعدم الرحمة هذا، اللحظات التي لقيت فيها ربها لتشكو جبروت قاتلها، فيجر الله كسرها ويقيم حقها، ويقتص للاعتداء عليها.

ووصفت النيابة العامة لحظات الأمل والرجاء من المجنى عليها والقسوة والشقاء من الجاني، وقالت أن خلود فتاة قد بلغت من العمر 20 توفي أبويها، وكانت لشقيقيها الأصغرين الأب والأم ترعاهما وبحنان تقوم على رعايتهما، وأكدت أنها شخصية اشتهرت بالطيب والمرح بين أوساط مخالطيها وجيرتها، علاوة على طيب سمعتها وحسن سيرتها، وأوضحت أن المجني عليها ضنت في المتهم سندًا يشاركها في مصاعب الحياة بعد أن قبلت الخطبة منه.

ووصفت النيابة المتهم بأنه عديم الانسانية والرحمة، مؤكدة في مرافعتها أن المتهم أوهمها بإسعادها وتحقيق ما سعت اليه من استقرار عائلي، وأشارت أنه بدأ في ممارسة كل صور الانانية عليها، برغبته التحكم الكامل في تصرفاتها، لاهتزاز ثقته بنفسه، وكان يشك موهما في كل تصرفاتها، وكان يعاملها معاملة الدومية، يعد عليها أنفاسها وخطواتها وحركاتها ويتتبع تصرفاتها، حتى أنه أجبرها علي إنهاء علاقتها مع من تعرفهم رجالا ونساءً.