باختصار

من‭ ‬مقاعد‭ ‬المتفرجين

عثمان سالم
عثمان سالم

سؤال‭ ‬يحيرنى.‭ .‬وربما‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭:‬ ما‭ ‬‬شعور‭ ‬الكابتن‭ ‬حسام‭ ‬البدرى‭ ‬وهو‭ ‬يجلس‭ ‬معنا‭ ‬فى‭ ‬مقاعد‭ ‬المتفرجين‭ ‬أمام‭  ‬الشاشات‭ ‬نشاهد‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬اكتفى‭ ‬منه‭ ‬بلقاء‭ ‬ودى‭ ‬مع‭ ‬بلجيكا‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬استعداد‭ ‬الأخير‭ ‬للمونديال؟‭ ‬

هل‭ ‬يعض‭ ‬البدرى‭ ‬أصابع‭ ‬الندم‭ ‬لعدم‭ ‬لعب‭ ‬وديتين‭ ‬خلال ‭»‬‮‬الأجندة‭ ‬الدولية» ‬مستجيبًا‭ ‬لطلب‭ ‬أحمد‭ ‬مجاهد‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المؤقتة‭ ‬للاتحاد‭ ‬بمنح‭ ‬الوقت‭ ‬لإنهاء‭ ‬مسابقة‭ ‬الدورى‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬اللعبة‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة.‭ ‬تجرعنا‭ ‬مرارة‭ ‬الغياب‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬السنغال‭ ‬فى‭ ‬الجولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فى‭ ‬التصفيات‭..‬

ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬الميديا‭ ‬شغلت‭ ‬الناس‭ ‬بوهم‭ ‬اسمه‭ ‬إعادة‭ ‬المباراة‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬محايد‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬استخدام‭ ‬الجماهير‭ ‬لليزر‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬صلاح‭ ‬ليهدر‭ ‬ركلة‭ ‬الجزاء‭ ‬الأولى‭ ‬وهو‭ ‬المتخصص‭ ‬فى‭ ‬التسديد‭ ‬فى‭ ‬المنتخب‭ ‬وليفربول!! ‬لم‭ ‬نتعلم‭ ‬الدرس‭ ‬وربما‭ ‬لن‭ ‬نتعلمه‭ ‬قريبًا‭

.. ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬نشاهد‭ ‬فيه‭ ‬المونديال‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬ولدينا‭ ‬خبراء‭ ‬أجانب‭ ‬كثر‭ ‬لدراسة‭ ‬جوانب‭ ‬البطولة‭ ‬المختلفة‭ ‬وكيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬وإعداد‭ ‬المنتخب‭ ‬بطريقة‭ ‬علمية‭ ‬سليمة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نغيب‭ ‬عن‭ ‬الحدث‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬ممثلى‭ ‬افريقيا‭ ‬فى‭ ‬المونديال‭ ‬ثمانية‭ ‬منتخبات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬العدد‭ ‬فى‭ ‬مونديال‭ ‬فرنسا‭ ‬إلى‭ ‬‮٤٨‬‭ ‬فريقاً‭!

‬ العبرة‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬التواجد‭ ‬فى‭ ‬الحدث‭ ‬رغم‭ ‬أهميته‭ ‬معنوياً‭ ‬فقد‭ ‬شاركنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وخرجنا‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬وبثلاث‭ ‬هزائم‭ ‬فى‭ ‬روسيا‭ ‬عام 2018 ‭‬‬لكن‭ ‬العبرة‭ ‬بالدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬الحدث‭

..‬لا‭ ‬أدرى‭ ‬أين‭ ‬اللجان‭ ‬الفنية‭ ‬فى‭ ‬الاتحاد‭ ‬لتبدأ‭ ‬مع‭ ‬الأندية‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬بطولات‭ ‬الناشئين‭ ‬وكيفية‭ ‬إعدادهم‭ ‬علميًا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنى‭ ‬الكلمة‭ ‬ولنبدأ‭ ‬أولًا‭ ‬بالانتقاء‭ ‬الجيد‭ ‬لأفضل‭ ‬العناصر‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المجاملات‭ ‬الفجة‭ ‬التى‭ ‬يستخدمها‭ ‬مدربو‭ ‬القطاع‭ ‬لدرجة‭ ‬حرمان‭ ‬براعم‭ ‬واعدة‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬والتسجيل‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬مدرب‭ ‬من‭ ‬ناشئ‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬لرئيس‭ ‬النادى‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬القيد..‭

‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬الفقير‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬إحدى مدن‭ ‬القناة‭ ‬للتدريب‭ ‬وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تسجيله‭ ‬أو‭ ‬تسريحه ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬طموحات‭ ‬ناد‭ ‬كبير!!

‬المقاييس‭ ‬والمواصفات‭ ‬شبه‭ ‬معدومة‭ ‬فى‭ ‬الاختيار‭ ‬حتى بين‭ ‬المدربين‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬الناشئين‭ ‬وأصبحت‭ ‬مدرسة‭ ‬الكرة‭ ‬بابا‭ ‬للاسترزاق‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تلهف‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬أبنائهم‭ ‬يرتدون‭ ‬طقم‭ ‬النادى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يدفعوا‭ ‬الاشتراك‭ ‬وليس‭ ‬مهمًّا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬البرعم‭ ‬جديرًا‭ ‬بارتداء‭ ‬الطقم‭ ‬والتواجد‭ ‬فى‭ ‬الملعب‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬عودة‭ ‬الطفل‭ ‬للعب‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬ليأكل‭ ‬ويزداد‭ ‬وزنه‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬شيئًا‭ ‬مفيدًا‭ ‬يستغل‭ ‬فيه‭ ‬وقت‭ ‬فراغه‭ ‬فى‭ ‬الإجازة..‭

‬لدينا‭ ‬منظومة‭ ‬إدارية‭ ‬فاشلة‭ ‬كل‭ ‬همها‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬الكراسى‭ ‬وتسيير‭ ‬دفة‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬«عديها‭ ‬المرّادى»‭ ‬فليس‭ ‬مهمًّا‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬ولا‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬والفوز‭ ‬بها‭ ‬وهو‭ ‬الأحق‭ ‬بكل‭ ‬المقومات‭ ‬التى‭ ‬نملكها‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬بشرية‭ ‬لا‭ ‬يحسن‭ ‬اختيارها‭ ‬ولا‭ ‬إعدادها‭ ‬وبالتالى‭ ‬أصبحت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬سبوبة‭ ‬هدفها‭ ‬جمع‭ ‬المال‭.