بفضلهم تحيا مصر في أمان.. رجال إنفاذ القانون

رجال إنفاذ القانون
رجال إنفاذ القانون

كتبت: أيمن فاروق

الأمن سلعة لا تقدر بثمن، بإمكانك الصبر على جميع الصعاب، لكن تخيل نفسك عدت إلى ما قبل عام 2013 أو تحديدًا مع اندلاع أحداث يناير، ومسلسل الفوضى الذي ضرب مصر والمنطقة آنذاك، وهنا يكون السؤال، هل كان بالإمكان أن نستمر في هذا الوضع المنفلت وقتها؟، فالأمن والأمان، لا يمكن لأحد أن يقدرهما إلا إذا مر بأحداث جثام، لكن بعد ثورة 2013، وتحمل الرئيس السيسي المسئولية الصعبة، وبعد أن فوضه الشعب بحمايته من الإرهاب المحتمل، نجحت الدولة المصرية في اجتياز العديد من المراحل الصعبة لإعادة الأمن والأمان لبلدنا.

لم نستيقظ بين عشية وضحاها، وشاهدنا ما تقع عليه أعيننا اليوم، من حالة أمنية مستقرة، وحياة يومية تسير بشكل منتظم، وتحقيق العديد من الإنجازات على أرض الواقع، فالملف الأمني رغم أنه يبقى من الملفات الشاهدة على النجاحات التي حققتها مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويعد من أهم الإنجازات في هذا الشأن الرئاسي هو إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وذلك لأول مرة منذ سنوات عديدة، ولكن كل ذلك لم يأت صدفة أو أننا زرعنا وثاني يوم حصدنا المحصول بسهولة ويسر، لكن على مدار أكثر من ثماني سنوات، جهد وعمل وكفاح، ليأتي قرار إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بفضل شعب مصر العظيم ورجالها الأوفياء، وذلك بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية، وهذا ما أكد عليه الرئيس السيسي، دومًا في الكثير من أحاديثه، لكن أيضا كان الثمن غاليًا، حيث لم يصل الوطن إلى حالة الاستقرار والأمن والأمان إلا نتيجة تضحية كبيرة من شهدائنا في الجيش والشرطة، هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم ليهبوا لأوطانهم الحياة.

فلا أحد يستطيع أن ينسى جرائم الجماعة الإرهابية، وارتكاب جرائم بحق الوطن من تدمير وتخريب المنشآت وحمل السلاح ضد رجال الجيش والشرطة، فمنذ أن رفض الشعب تلك العصابة الإخوانية، وخرج ضدهم في 30 يونيو، ورفض حكمهم، بدأ قادة التنظيم الإخواني، التلويح بالحرق والتخريب والتدمير وهذا ليس بغريب عليهم فتاريخهم مليء بالغدر وممارسة العنف والقتل والإرهاب، وفي مقابل ذلك تصدى رجال الجيش والشرطة للإرهاب، والقصص والملاحم التي سجلها هؤلاء الشهداء والأبطال كثيرة، إذا أردنا سردها لن تكفينا عدة صفحات وانما مجلدات، حتى نستطيع أن ندون بطولاتهم، وبفضل هؤلاء يعيش المصريون الفترة الحالية من سنوات الاستقرار والتنمية، ومن أبرز هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، حكاية الشهيد، أحمد منسي أسد العمليات الخاصة، قائد الكتيبة 103 صاعقة، ولد في عام 1977، في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، التحق بوحدات الصاعقة وخدم لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال، وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم «SEAL» عام 2001، واستشهد الشهيد منسي، مع عدد من أفراد كتيبته في كمين مربع ألبرث بمدينة رفح،في شمال سيناء في يوليو 2017، في هجوم إرهابي غادر، ولا أحد يستطيع نسيان رامي حسين، بعبع الإرهاب في سيناء، وهو أستاذ الشهيد أحمد منسي تعلم منه الكثير، ولعل أبرز الكلمات التي تصف الشهيد رامي حسنين التي قالها الشهيد منسي نفسه، حيث قال ناعيًا الشهيد: «في ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب»، من ضمن الشهداء الذين ضحوا لأجل البلد واستقرارها، الشهيد أحمد الشبراوي، شهيد ملحمة البرث، من مواليد محافظة الشرقية، التحق بالكلية الحربية، وتخرج عام 2007، الدفعة 101، ونقل للعمل برفح، حتى عام 2010، وبعدها التحق بالفرقة «777» الصاعقة المصرية، وحصل على فرقة مكافحة الإرهاب من إيطاليا، ومن عام 2010 حتى عام 2013 ظل يخدم في الصاعقة الفرقة 777 حتى انتقل مرة ثانية للعمل في رفح حتى استشهاده يوم 7 يوليو 2017، في الملحمة التي عرف صداها كل مصري وهي ملحمة البرث الشهيرة، والشهيد، عمرو القاضي، ويتذكره المصريون دائما بالتسجيل الذي لاقى رواجًا شديدًا وتعلق في أذهان المصريين، حيث لفظ الشهادة أثناء الدفاع عن تراب مصر، وبحسب آخر كلماته قبل الاستشهاد قال القاضي: «يا جدعان أنا اتصبت بـ ٣ طلقات إصابات بالغة والكمين كله استشهد ومش هتلحقوني أنا حاسس أني هموت، يا جدعان والنبي قولوا لامي ابنك مات راجل وخلي بالكوا منها، ومتنسونيش يا جدعان وادعولي ربنا يسامحني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله»، والشهيد خالد مغربي، شهيد «دبابة»، والشهيد المجند على على السيد، والشهيد محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني، والذي سجل اسمه بأحرف من نور، مثله مثل جميع شهداء الجيش والشرطة، الذين ضحوا بدمائهم للدفاع عن أمن واستقرار الوطن، وذلك بعدما استهدفته جماعة الإخوان الإرهابية فجر يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2013، بعد خروجه من مسكنه بمدينة نصر، متوجهًا إلى عمله، في عملية إرهابية نفذها 7 أشخاص ملثمين، فتحوا النيران على الضابط الشهيد من أسلحتهم الآلية وهم يستقلون سيارتي ملاكي بدون لوحات معدنية من على بعد خمسة أمتار، أمطروا جسد الشهيد بـ12 رصاصة في أنحاء مختلفة من جسده، مما أدى إلى استشهاده على الفور لينتقل إلى جوار ربه حيًا في قلوب المصريين بما قدمه من تضحيات في سبيل مصر وشعبها، والشهيد رامي الجوهري، وغيرهم من الشهداء، الذي لا يسعفنا أن نذكر بطولة كل واحد منهم على حدة، لكنهم بالتأكيد في قلوب المصريين، يعلمون جيدا حجم التضحيات الذي تم تقديمها للحفاظ على استقرار هذا البلد واستعادة أمنه وأمانه مرة اخرى.

هؤلاء الشهداء الذين تعدوا الآلاف، لم يواجهوا الموت ويتركون أسرهم وأطفالهم، إلا لإيمانهم الشديد بهذا البلد، وحبًا في الوطن، وبحثًا عن استقراره ومستقبل أفضل لمصر، لهذا دائما يجب  أن نضع نصب أعيننا صور هؤلاء الشهداء والمصابين، ويجب ايضا أن نكون على علم أن جماعة الشر الإخوانية لن تترك هذا البلد في حاله، وتسعى جاهدة في توصيل صورة للخارج بأن مصر بلد غير مستقرة، وهذا سبب دعواتهم المشبوهة والتحريض على النزول في الشارع، لكن الشعب المصري سيقدم لهم درسًا في حب الوطن واستقراره، في هذا اليوم.

ودومًا يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمام الدولة بأبناء وأسر الشهداء،حيث قال في ختام الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من اكاديمية الشرطة :»كل الاحترام والمحبة للعطاء الذي قدمه الشهداء وأسرهم من أجل بلدنا وشعبنا»، مضيفًا أن «هذه الدماء لن تضيع عند الله ونحن لن ننساها»،  مضيفا: «ما وصلنا إليه من وضع أفضل كان بسبب أرواح أبناء مصر من الجيش والشرطة من أجل حماية وأمن أكثر من 100 مليون نسمة وحماية مستقبلهم، ولن أقول لكم لا تحزنوا بل نحن معكم، والله معنا، فالشهيد عند الله شيء جميل ومن يعوضه هو الله سبحانه وتعالى».

وقال الرئيس ايضا: «إن الأمور تحسّنت في مصر كثيرًا بفضل تضحيات الشهداء رغم التحديات والإرهاب، ونحن في مكان أفضل، وهناك المزيد وفاء واحتراما لهذه الدماء، ولن ننساكم أبداً،. وأكد أن «الدماء التي قدمت والأرواح التي رحلت ليست بالثمن البسيط، لكنها في رقابنا جميعًا كمصريين وعند الله سبحانه وتعالى.. إن أسر الشهداء كانوا سببًا فيما قدمه أبناؤهم من تضحيات في القطاعات كافة».

لهذا فإن دعوات الجماعة الإرهابية، سوف تمر كما مرت غيرها من الدعوات المشبوهة، لأن الشعب وعى الدرس جيدا، كما علم أن  الجماعة الإرهابية تعتمد على الخبث والمكر والدهاء كمنهج لها، لا على المصداقية كما يزعم إعلامها  المضلل والكاذب، فهم إخوان الشيطان والأمر ليس سهلا ويجب الانتباه له جيدا، فهم يريدون انزلاق البلاد في مخطط الفوضى لأجل مصالحهم.

أقرأ أيضأ : أحمد موسى: الأذرع الإعلامية للجماعة الإرهابية «نكرات وراقصين»| فيديو