محمد الحداد يكتب: مبدعون وضحايا

محمد الحداد
محمد الحداد

بقلم: محمد الحداد

تتجسد قيم الإبداع فى صور متعددة أهمها أن يكون للابداع مناخ مناسب ومستقبل واعد يبشر بالنمو وامكانيات قوية تساعد فى تحقيق الابداع فالمبدعون بشر معرضون للضغوط النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد يتعرضون بشكل أكبر لها عندما يبدعون ومن الخطأ الربط بين العبقرية والجنون أو بين الإبداع والاضطرابات النفسية.

المبدع قلق بالفطرة ويتسم بالقدرة على تبنى فلسفة عامة فى الحياة تحقق له وضوحا فى الرؤية المستقبلية واستشرافها ووضع حلول منطقية لمشاكل الواقع مع القدرة على تعديل الأخطاء وجوانب القصور النفسى وتقبل النفس.  

المبدع دائما لديه احساس عالٍ بالتميز والكفاءة وارتفاع الهمة والذات التواقة الخلاقة مع امكانيات عالية تعينه على  التصرف باتزان دون جمود أو تحجر وتصلب ومقاومة الضغوط.

ويستطيع المبدع ان يطور فى شخصيته ويعمل على تنميتها وفقا للبيئة ومعطياتها.

فالمبدع يدرك الواقع بصورة واضحة غير مشوهة ويؤمن بفاعلية وكفاءة وقدرة المحيطين به.

ويتسم المبدعون بالنشاط الزائد والجدية المفرطة دون التخلى عن روح المرح والسعادة والانطلاق والتحمل الكامل للمسئولية بتواضع واعتزاز بالنفس.
وايضا تجد المبدع من اكثر الناس شغفا وحبا وعشقا لعمله بصورة موضوعية منطقية جادة.

ويتعرض المبدع للضغوط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بسبب آرائه التى تختلف عن آراء المجموع، وتتصادم مع السلطات الاجتماعية والسياسية، وقد ينشأ لدى المبدع صراع الأدوار، حيث يتمزق بين دوره وما يتطلبه من جهود وبين دوره كرب أسرة وغيرها، وما يتطلبه ذلك من توفير المادة وغيرها من الأمور. 

ويعد ما يحصل عليه المبدع من عمله من متعة خاصة، وتحقيق للذات، وتعبير عن المشاعر، واعتراف، وشهرة، وتقدير  من الآخرين هو اكبر حافز يجعله يشعر بالرضا والتميز الا انه لا يحقق له الاستقرار الاجتماعى والمادى والاسرى الا نادرا.. وهذه هى ملخص الحالة الدقيقة للصحفيين  واوضاعهم كمبدعين يرزحون تحت نير الابداع وضيق الحالة الاقتصادية بسبب عدم تقدير ابداعهم واسهاماتهم فى الحياة.