مشوار

«سورية» لا تحزنى

خالد رزق
خالد رزق

 ‬من‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بتدمير‭ ‬مصادر‭ ‬الخطر‭ ‬‭ ‬،‭ ‬عبارة‭ ‬أو‭ ‬جملة‭ ‬فيها‭ ‬تقرير‭ ‬ظالم‭ ‬عجيب‭ ‬فى‭ ‬منافاته‭ ‬لصحيح‭ ‬المنطق‭ ‬،‭ ‬مغرق‭ ‬فى‭ ‬زيفه‭ ‬و‭ ‬إنكاره‭ ‬لحقائق‭ ‬الأمور‭ ‬ــ‭ ‬يعطى‭  ‬الحق‭ ‬بالعدوان‭ ‬لكيان‭ ‬عنصرى‭ ‬لصوصى‭ ‬مغتصب‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬و‭ ‬تشريد‭ ‬أهلها‭ ‬،‭ ‬ا‭ ‬صرناب‭ ‬نسمعها‭ ‬كلما‭ ‬شن‭ ‬العدو‭ ‬الصهيونى‭ ‬عدوانا‭ ‬على‭ ‬سورية‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة ‬الفلسطينى‭ ‬المحاصر‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كافية‭ ‬عندنا‭ ‬لأن‭ ‬نسب‭ ‬و‭ ‬نلعن‭ ‬و‭ ‬نجهر‭ ‬بكرهنا‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬و‭ ‬العدوان‭ ‬و‭ ‬إمبراطوريات‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد‭ ‬و‭ ‬القديم‭ ‬،‭ ‬التى‭ ‬تقول‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬تناصر‭ ‬عصابات‭ ‬احتلال‭ ‬وعدوان‭ ‬قائم‭ ‬ضد‭ ‬شعوبنا‭ ‬و‭ ‬بلادنا‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬تجاوز‭ ‬70‭ ‬عاماً‭ .. ‬هكذا‭ ‬و‭ ‬منذ‭ ‬نمت‭ ‬مداركى‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬اقتربت‭ ‬عمرى‭ ‬من‭ ‬الستين‭ .‬

كان‭ ‬ليكون‭ ‬موقفى‭ ‬و‭ ‬طالما‭ ‬تصورت‭ ‬تطابقه‭ ‬و‭ ‬موقف‭ ‬كل‭ ‬عربى‭ ‬مسلم‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬مسيحى‭ ‬و‭ ‬ربما‭ ‬مسلمى‭ ‬العالم‭ ‬كلهم‭ ‬و‭ ‬مسيحيى‭ ‬الشرق‭ ‬كله‭.. ‬كنت‭ ‬أتصور‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬معدودة‭ ‬او‭ ‬يا‭ ‬لسذاجة‭ ‬تصوراتى‭ ‬ا‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬التورط‭ ‬القائم‭ ‬للبعض‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬جلدتنا‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬ميليشيات‭ ‬و‭ ‬جماعات‭ ‬التكفير‭ ‬و‭ ‬القتل‭ ‬،‭ ‬وضلوع‭ ‬اخرين‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬و‭ ‬تدمير‭ ‬جيشها‭ ‬لتقسيم‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العزيز‭ ‬القوى‭ ‬الصامد‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الصهيونية‭ ‬و‭ ‬النائى‭ ‬بقراره‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬تبعية‭ ‬لغرب‭ ‬لم‭ ‬نعرف‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬العداء‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬لم‭ ‬يزل‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬يحتفظ‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬وفطرة‭ ‬الانحياز‭ ‬الإنسانى‭ ‬المنطقى‭ ‬للعدل‭ ‬قبل‭ ‬الانحياز‭ ‬الأممى‭ ‬للعروبة‭ ‬و‭ ‬للإسلام‭ ‬و‭ ‬لمسيحية‭ ‬مشرقنا‭ ‬البائس‭.‬

تصورات‭ ‬كانت‭ ‬تقول‭ ‬بأن‭ ‬اختلافا‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أسبابه‭ ‬بين‭ ‬حكومات‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬لن‭ ‬تنتزع‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬كرهها‭ ‬للمحتل‭ ‬الصهيونى‭ ‬ومن‭ ‬ورائه‭ .. ‬و‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬الجهر‭ ‬بغير‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬سيما‭ ‬فى‭ ‬هكذا‭ ‬قضية‭ ‬مبدئية‭ ‬عشنا‭ ‬أعمارنا‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بعدالتها‭ ‬و‭ ‬اعتبرناها‭ ‬ـ‭ ‬أقصد‭ ‬شعوبنا‭ ‬العربية‭ ‬ـ‭ ‬قضية‭ ‬مصير‭ ..!!‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬أغار‭ ‬الطيران‭ ‬الصهيونى‭ ‬على‭ ‬ميناء‭ ‬و‭ ‬محافظة‭ ‬طرطوس‭ ‬السورية‭ ‬،‭ ‬فى‭ ‬تكرار‭ ‬لسلسلة‭ ‬باتت‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬ويلات‭ ‬حرب‭ ‬كونية‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وينشغل‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬بيننا‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬بحق‭ ‬الكيان‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ .. ‬سورية‭ ‬لا‭ ‬تحزنى‭ ‬فليسوا‭ ‬منا‭.‬