المخرجه هالة جلال: معنديش مثل أعلى !

المخرجة هالة جلال
المخرجة هالة جلال

أمل صبحى

مع كل عمل جديد تقدمه، تجدها دائما في قوائم الترشيحات بالمهرجانات المحلية والعالمية، أفلامها تهتم بالإنسان، وحكاياته، خاصة القصص النسائية التي لا تجد من يعبر عنها فنيا، وهو ما يتضح جيدا في فيلمها الوثائقي الأخير من القاهرة الذي يتحدث عن 3 حكايات نسائية، والذي حصد عشرات الجوائز في مهرجانات عربية ودولية.. في السطور التالية تتحدث هالة جلال عن تجربتها في الإخراج.. وعن عودة المرأة للظهور كمخرجة بشكل واسع بعد سنوات من الابتعاد والاستبعاد.

 

 فى البداية.. هل أصبح للمخرجات تواجد كبير الآن على الساحة الفنية بعد سنوات من الغياب أو التواجد نادرا؟

المرأة كانت رائدة في صناعة السينما المصرية، لكن في عصور لاحقة غابت تماما عن التواجد خلف الكاميرا، لدرجة أن تواجد مخرجة أو كاتبة أو مديرة تصوير كان أمر نادر الحدوث، لكن في الفترة الأخيرة حدث تطور كبير في التعامل مع هذه الرؤية، وأصبحنا نجد الكثير من المخرجات في السينما والدراما التليفزيونية، وهذا يدل على أن الفتيات أصبحن أكثر إصرارا على تحقيق الأحلام وكسر التقاليد.

 تحترفين العمل كمخرجة وكاتبة ومؤلفة.. أين تجدين فيه نفسك أكثر من تلك المهن؟

الفيلم صناعة متكاملة، وأنا أستمتع بتجربة الإخراج والتأليف والإنتاج، فالإخراج والكتابة عمليات إبداعية تجعلين أعيش في متعة، والإنتاج يمنح الفرصة لي لتقديم أعمال تستحق ولا تجد فرص في أماكن أخرى.

 هل المرأة هي الأصلح للتعبير عن قضاياها.. أم الرجال قادرين أيضا على ذلك خاصة أن أغلب أفلام المرأة من تأليف وإخراج رجال؟

ليس هناك تنافس ذكوري نسائي في أي مجال، حتى ولو كانت الحقيقة التاريخية تقول أن المرأة ظلُمت في كل العصور، البعض بالتأكيد ينكر تلك الحقيقة، والبعض يعتبرها أمر طبيعي، لذلك فالأصح للتعبير عن المراة ومشاكلها، هو شخص منصف، سواء رجل أو امرأة.

 لكن الكتاب الرجال كانت أعمالهم عن المرأة أكثر تأثيرا في حل مشاكلها.. بماذا تعلقين على ذلك؟

الرجال ليسوا أكثر تأثيرا، لكنهم الأكثر حصولا على فرص، فالكثير من الرجال كتبوا عن المرأة مقارنة بقلة نسائية عبرت عن نفسها، لذلك من الطبيعي أن يكون تأثير الرجال أكبر.

 من مثلك الأعلى في الإخراج؟

لا أؤمن بالمثل الأعلى، ولا أعرف لماذا نحتاج لها، هناك بالتأكيد من تأثرت بحياتهم قصص كفاحهم على المستوى الشخصي، لكنني في النهاية أعمل بمعزل عن تجارب الآخرين، فأنا لدي رؤية خاصة بي. 

 في بداية مشوارك الإخراجي عملت في التليفزيون المصري.. كيف أثرت تلك البداية عليك مهنيا؟

العمل في التليفزيون مثل العمل بالصحافة، غير مرتبط – بشكل مباشر – بالعمل الفني، والسينمائي تحديدا، لكنني أكتسبت منه خبرات، منها كيفية قيادة مجموعة العمل، والإلتزام بالمواعيد، وضبط إيقاع العمل بداية من الكتابة ونهاية بالمونتاج.

 ما أكثر القضايا التي تلفت انتباهك الآن لتقديمها في عمل سينمائي؟

لا أفكر في القضايا لكي أقوم بتحويلها لعمل سينمائي، لأن الارتباط بقضايا قد يورط الشخص في تقديم عمل دعائي لجهة أو فئة معينة، ويخرج الفيلم عن نطاق العمل الفني، البداية عندي دائما من الإنسان، وحكاياته في الحياة، ولكل إنسان قصته التي تستحق أن تروى على الشاشة، وهذه وجهة نظري.

 متى كان أول وقوف لك خلف الكاميرا، وآخر وقوف لك؟ 

أول مرة وقفت فيها خلف كاميرا السينما كانت حين عملت كمساعد للمخرج الكبير الراحل سعيد مرزوق في فيلم “المرأة والساطور”، وآخر وقوف لي كان في الفيلم الوثائقي “من القاهرة”، وهو آخر أعمالي الإخراجية، والذي فاز بـ3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الأخيرة، وأيضا بمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، ومهرجان القدس للسينما العربية، وعرض تجاريا في القاهرة بسينما “زاوية”، كما عرض على منصة “نتفليكس”.

 لماذا يتم تصنيفك بأنك مخرجة مستقلة ولا تهتمين بالعمل التجاري؟

أي مكان يوفر لي حرية التعبير وتقديم عملي بإستقلالية كاملة هو المكان المناسب لي، سواء كان العمل مستقل أو تجاري، لكنني أيضا لا يمكنني تقديم أعمال “على مزاج المنتجين”، فأنا أقدم أعمالا يجب أن يشاهدها الجمهور، لا أعمالا يجبرني أنا على تقديمها لكي يرضا عني، فالسينما هي إنعكاس لأفكار من يقدمها. 

 هل هناك محاذير في تناول قضايا المرأة، أم أصبحت الأمور أكثر إنفتاحا؟  

المحاذير لدى مجتمعنا كثيرة، ولا تخص المراة وحدها، بل تطول كل الفئات والطبقات، لأن البعض يعتقد أن إنكار المشكلة يحلها. 

 ما أكبر المكاسب التي تخرجين بها من المشاركة في المهرجانات السينمائية؟

المهرجانات صنعت لتطوير صناعة السينما، وفتح أسواق جديدة،  ولتبادل الخبرات الإنتاجية، والتعرف على أفكار جديدة وثقافات مختلفة، بالإضافة لطبيعة المنافسة والدعم المعنوي – وأحيانا المادي - في حالة الفوز. 

 ما أكثر ما يميز تلك الأسماء في عالم الإخراج كاملة أبو ذكري، إنعام محمد علي، إيناس الدغيدي، ساندرا نشأت، هالة خليل؟

لكل واحدة منهن طبيعة تميزها، حتى القضايا التي تتناولها كل مخرجة تختلف عن الأخرى، لكن يتفقن جميعا أنهن واجهن المجتمع، ونظرته القديمة والتقليدية للمرأة، وقررن أن يمارسن مهنة كان من الصعب أن تقف فيها المرأة لسنوات طويلة.