هواء نقى.. أشجار عملاقة.. زهور نادرة.. كنوز طبيعية خلابة لا توجد إلا فى حديقة الأورمان التى تعد من أكبر وأقدم الحدائق النباتية على مستوى العالم، والتى تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنخيل التى تجاوز عمرها أكثر من 100 عام، الأمر الذى جعلها من أهم المعالم الزراعية الأثرية العريقة على مر السنين، كما تشهد إقامة العديد من المعارض والمهرجانات لعل أهمها معرض زهور الربيع الذى يقام بها فى شهر مارس من كل عام.
تحظى حديقة الأورمان باهتمام كبير من جانب الحكومة من أجل تطويرها، وفى هذا الإطار أشار السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى إلى أنه بعد الانتهاء من بحث دراسة التطوير المقدمة من الشركة المختصة سيتم عرضها على اللجنة المشكلة من رئيس مجلس الوزراء لتطوير حديقة الأورمان، مضيفا أنه سيتم تطوير الحدائق التابعة للوزارة لتكون بمستوى راقٍ وعصرى إلى جانب رفع كفاءة الخدمات بها.
بدوره أشاد برنارد هاريسون، استشارى المشروع بما تبذله الحكومة المصرية من جهود خلال السنوات الأخيرة لتطوير كافة قطاعات الدولة ومنها تطوير القطاع الزراعى، مؤكداً أن تنفيذ هذا المشروع سيحقق طفرة فى الخدمات الترفيهية المقدمة للمواطنين ويعيد مكانة حديقة الأورمان لتكون نموذجا للحدائق الرائدة من نوعها فى المنطقة من خلال إعادة تطويرها وتحديثها بشكل كلى.
المهندس عماد عبد المنعم، نائب مدير حديقة الأورمان، تحدث عن الوضع الحالى لحديقة الأورمان، وحجم التطوير المتوقع لها، مُشيرًا إلى أن حديقة الأورمان أو كما كان يطلق عليها قديما اسراى الجيزةب، أنشئت فى عهد الخديو إسماعيل عام 1875 وذلك لحبه وشغفه الشديد بنباتات الزينة، وهذا ما جعله يجلب جميع الأشجار والنباتات النادرة من مختلف أنحاء العالم، وقد أمر بتصميمها على الطراز الطبيعى وأشرف على تنفيذها مهندسون فرنسيون وكان على رأسهم المهندس دليشفاليرى ومعه كبير البستانيين إبراهيم حمودة، وكانت الأورمان آنذاك جزءا من حديقة الحيوان حتى انفصلت عنها عام 1890 وأصبحت مستقلة على مساحة 28 فدانا حتى وقتنا هذا وأصبحت تضم ما يقرب من 100 فصيلة من النباتات المختلفة.
وتتميز الحديقة أيضا بوجود قسم لتبادل البذور مع جميع الحدائق والمراكز البحثية على مستوى العالم، بالإضافة إلى االمعشبةب التى تعتبر متحفا مصغرا لجميع النباتات الموجودة بالحديقة.
خطة التطوير
وعن خطة التطوير، قال نائب مدير حديقة الأورمان، إنه سيشمل كل مُقتنيات الحديقة على أكمل وجه ليناسب ذلك الزائر المصرى لكن دون المساس بالنباتات التاريخية والنادرة، وسيتم إعادة البنية التحتية بما فيها تغيير مواسير المياه والصرف.
واصطحب الدكتور عماد وديع شفيق، مدير معشبة حديقة الأورمان، عدسة اآخرساعةب فى جولة داخل الحديقة لنرصد بالصور الكنوز الطبيعية التى تحتويها، حيث أوضح لنا أن الحديقة تنقسم إلى عدة أقسام أو أرباع كما يطلق عليها وهى ربع المخروطيات وينقسم للجزء الأوسط والشرقى والبحرى، حديقة الورد، ربع الرسم، ربع العصفور، ربع النخيل البحرى والقبلي، ربع الفيكس، ربع الحديقة المائية.
أشجار نادرة
وعن أهم الأشجار النادرة الموجودة بالحديقة، قال إن أشهرها شجرة المسافر، وورقها يشبه ورق شجر الموز لكنها لا تنتمى لعائلتها، وموطنها الأصلى مدغشقر، ويطلق عليها ذلك الاسم لاحتفاظها بماء قطرات الندى بين أوراقها.
أما شجرة التاكسوديوم فهى من المعمرات التى يتعدى عمرها 140 عاما ويُصنع من خشبها أجود أنواع الباركيه، كما يوجد أيضا شجرة الأباتشى المائية صاحبة الخمسين عاما، أما الجينكو أو كما يُطلق عليها شجرة الحياة فهى توجد فى حديقة الأورمان فقط، ولُقبت بشجرة الحياة لأنها الشجرة الوحيدة التى بقيت على قيد الحياة بعد قنبلة هيروشيما فى اليابان.
وتمتاز الحديقة أيضا بوجود شجرة السيكويا العملاقة نادرة الوجود التى تعتبر من أطول النباتات على مستوى العالم حيث يصل ارتفاعها إلى 110 أمتار وقطرها 9 أمتار، وأيضا توجد شجرة الأجاسس الذى يبلغ ارتفاعها 50 مترا، وكانت تستخدم قديما فى صنع أعمدة الهواتف والكهرباء، ومن النخيل يوجد نخل السعادة الذى يعتقد أنه يمنح حالة من السعادة والفرحة لكل من يقترب منه، كما يوجد أيضا نخل ذيل السمكة وسُمى بذلك لتشابه أوراقه بذيل السمكة.
البحيرة المائية
تخصص حديقة الأورمان مساحة 2 فدان لحديقة الورد التى تم تصميمها بشكل هندسى محدد لزراعة أنواع مختلفة ومهجنة من الورود، بالإضافة لجزء لزراعة عصفور الجنة بألوانه الخلابة.، وداخل الحديقة تجد االكوبرى الخشبب الذى يعتبر من النوادر أيضا وقد تم تصوير العديد من الأفلام السينمائية قديما عليه، منها فيلم اخلى بالك من زوزوب للفنانة الراحلة سعاد حسنى، ويؤكد الدكتور عماد، أن الكوبرى ظل على هيئته منذ القدم ويتم الاعتناء به وترميمه من حين لآخر ليظل محتفظا بشكله وتصميمه، ويمكن أن تشاهد من أعلى الكوبرى الحديقة المائية وما تحتويه من نباتات خالدة نادرة الوجود وأشهرها نبات اللوتس المصرى.