كتبت: هبة عبد الرحمن
تتبادل الفصول ما بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء، والسيارات تختلف اشكالها وكثافتها عند اشارات المرور المختلفة، وفى وسط هذا الزحام والحياة السريعة تقع عيناك بين الحين والآخر على مشهد مؤلم ومؤسف، لولد صغير مهلهل الملابس يمد يده لك بأسى يطلب مساعدته بالقليل من الجنيهات، أو تجد فتاة صغيرة تجلس امام «فرشة» صغيره تتستر على تسولها ببيع المناديل، وبمجرد الاقتراب منها تجد كلمات التوسل والإذلال، لانهم ببساطة تعلموا أن «الشحاتة» مهنة لكسب المال وبالتالي كسرت كبريائهم وعزة أنفسهم مقابل التوسل للغير لكسب قوت يومهم بعدما اوقعهم قدرهم تحت أيدي أفراد عصابة أو عائلة مات ضميرهم وانعدمت إنسانيتهم لاستغلال طفل بريء في أعمال الشحاتة، لكن ماذا عن الجهود الحكومية لوقف استغلال الأطفال في مثل هذه الأعمال المجرمة؟
ذلك السؤال وغيره توجهنا به للمجلس المعنى بالطفولة والامومة لمعرفة الخطوات التى يتخذها لحماية هؤلاء الاطفال الابرياء وبالتحديد د.صبرى عثمان مدير خط نجدة 
الطفل بالمجلس القومى للطفولة والأمومة والذي أجاب قائلا:بالتأكيد يتلقى خط نجدة الطفل الكثير من البلاغات عن حالات تسول سواء تسول عادية والتى تقوم فيها الاسرة بدفع الطفل للتسول بإدعاء وتحجج بعدم المقدرة المادية، وهناك بلاغات فيها استغلال من عصابات سواء تقوم أسرة الطفل بتسليمه إلى عصابة تتسول به مقابل مبلغ مادى تتقاضاه الاسرة في اليوم، أو طفل تم خطفه من أسرته وتستغله عصابة ما فيتم استغلاله في حالات التسول وكل هذه الحالات هي شكل من اشكال الإتجار فى البشر ويتم التعامل مع كل حالة على الفور لإغاثة الاطفال ونجدتهم والمحافظة عليهم.
ويضيف؛ إنه بعد تلقى البلاغ عن حالة تسول يتم بحث الحالة، فاذا كانت حالة تسول عادية يتم تحويل الأسرة إلى وزارة الداخلية ومنها يتم عرضها على النيابة العامة التى تأخذ تعهدًا على أسرة الطفل بعدم تكرار الأمر مرة اخرى، وإذا تكررت الواقعة أو عادت الاسرة لاستغلال الطفل بأى شكل من الاشكال يتم تسليمه إما لشخص آخر موثوق فيه من نفس العائلة أو يتم تسليمه لدور رعاية، مع متابعة الحالة.
أما اذا كان التسول يتم من خلال عصابة فيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال أجهزة وزارة الداخلية والنيابة العامة، بينما نقوم ببحث حالة الطفل وجمع البيانات عنه اذا كان تم الابلاغ عن اختفائه من قبل اسرته أو إذا كان لدينا أى قاعدة بيانات عنه، أما إذا لم يتم العثور على ذويه يتم تسليمه ايضا إلى دور رعاية، وفى جميع الحالات تتم متابعة حالة الطفل مع اسرته أو فى دور الرعاية.
صفحة للأطفال المفقودة
وأشار مدير خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومى للطفولة والامومة، إلى أن المجلس قام بتدشين صفحة على موقع «فيسبوك» لنشر صور وبيانات الاطفال المفقودين او الذين تم العثور عليهم من خلال البلاغات التى يستقبلها خط نجدة الطفل، وتأتى هذه الصفحة نتاجا للتعاون بين المجلس ومكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام وتحمل الصفحة اسم «الصفحة الرسمية للأطفال المفقودين والمعثور عليهم بالمجلس القومى للطفولة»، ويتم استقبال الحالات من خلالها وتسجيل بلاغ بكل حالة على خط نجدة الطفل 16000 والاعلان عن الحالات التى يتم استقبالها.
وعن نموذج لحالات التسول التي تم التعامل معها قال صبرى عثمان: إن المجلس نجح فى إنقاذ ثلاثة اطفال من اعمال التسول بعد استغلال أحد الاشخاص لهم بمنطقة المرج وقدم لهم الدعم ووضعهم بإحدى دور الرعاية بعد صدور قرار النيابة العامة، كما أن مثل هذه الحالات تشكل جريمة إتجار بالبشر طبقا للقانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الإتجار بالبشر والمادة 291 من قانون العقوبات.
وأكد مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، أنه قد تم إنشاء وحدة خاصة بالمجلس عام 2007 استجابة لالتزامات مصر الوطنية والدولية لمكافحة ومنع الإتجار بالبشر خاصة الاطفال كأكثر الفئات ضعفًا فى المجتمع والاكثر عرضه لمخاطر البيع والاستغلال فى التسول أو ترويج المخدرات أو السرقة وغيرها من المخاطر، وقد تم اعداد وتنفيذ خطة وطنية لمكافحة الإتجار بالأطفال تم إدراجها بالخطة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر فى ديسمبر 2010، ومتابعة تنفيذها بالتنسيق مع الشركاء الفاعلين وهم اللجنة الوطنية ووزارة الخارجية ووزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة والمجتمع المدنى والمنظمة الدولية للهجرة.
وعن ضرورة الإبلاغ عن أى حالة من حالات التسول انهى صبرى عثمان كلامه قائلا :يجب ضرورة السرعة فى الابلاغ عن أى حالة من حالات تعرض الاطفال للخطر أو العنف أو الإهمال ويمكنكم الابلاغ والتواصل مع منظومة نجدة الطفل بالمجلس القومى للطفولة والامومة المخصصة لتلقى الشكاوى، وذلك من خلال الخط الساخن 16000 الذي يعمل على مدار 24 ساعة او تطبيق الواتس اب على الارقام 01102121600 او 01016609579 ، او من خلال الصفحة الرسمية للمجلس على الفيس بوك، او الموقع الرسمى للمجلس.
أو من خلال تطبيق «نبتة مصر» ويمكن تحميله من جوجل بلاى او آبل ستور، وهو وسيلة جديدة من وسائل التواصل حتى لا يشتكي احد من أن التليفون مشغول، فقدمنا تلك الخدمة لزيادة القدرة الاستيعابية للبلاغات واضافة قنوات ابلاغ جديدة تسهم في التدخل السريع واتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها الحد من المخاطر التى يتعرض لها الاطفال.
