رمضان 2022: حكاية مدفع رمضان في القاهرة القديمة

مدفع الإفطار في القاهرة القديمة
مدفع الإفطار في القاهرة القديمة

سيظل الشهر العظيم.. شهر رمضان بطقوسه وروحانياته ملهمًا وجاذبًا للفنانين التشكيليين، ذكريات وعادات وأجواء كثيرة نرتبط بها خلاله، شعائر ومظاهر نعيشها منذ طفولتنا ونستعيدها كل عام على مدار ثلاثين ليلية هى الأقرب إلى قلوبنا جميعًا، صلاة التراويح والمسحراتى ومدفع الإفطار، والفانوس وبائع الفول وعمل الكنافة والزينة الورقية وزحام الأطفال وأصواتها التى تملأ الجنبات.

 تجمع الأسر والعائلات على موائد الإفطار مع آذان المغرب،  لحظات أحببناها وأحبها وعبر عنها الفنان التشكيلى بريشته وسجلها في كثير من الأعمال على مر الأزمنة.

"مدفع الإفطار اضرب" ، من أكثر الجمل ارتباطاً بشهر رمضان ، وهي جملة نسمعها مع حلول أذان صلاة المغرب في كل يوم من أيام الشهر الكريم ليكون إيذاناً بانتهاء فترة الصوم لهذا اليوم، فيبدأ المسلمون برفع أيديهم بالدعاء مع تناول تمور الإفطار سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لذلك نروي قصص وحكايات عن تاريخ مدفع الإفطار ومتى بدأ استخدامه ولماذا نستخدمه حتى الآن رغم كثرة وتنوع وسائل الإعلان عن مواعيد الإفطار والسحور؟

 يشير التاريخ إلى أن المسلمين في شهر رمضان كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر "بلال " و"ابن أم مكتوم" بأدائهما.

وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.

القاهرة أول مدينة تستخدم المدافع في رمضان

وفي هذا الإطار تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدامه في هذا الشأن، وإن كانت كافة القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار.

وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي "إسماعيل" يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت "فاطمة" ابنة الخديوي "إسماعيل" بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.

- انتشار فكرة مدفع رمضان :

وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولاً (القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى) ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ "مبارك الصباح"، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطارعمله في إندونيسيا سنة 1944.


اقر أ أيضا | بالصدفة.. أول طلقة مدفع إفطار في عصر «خوشقدم»