قول لين

طاولة المفاوضات 

محمد سعيد
محمد سعيد

كالعادة قبل كل تغير ضخم فى العالم تندلع الحروب وتفتعل الأزمات الكبرى.. وكما أخبرتنا كتب التاريخ أن كل حرب أو أزمة حتما ستنتهى بجلوس أطرافها على طاولة المفاوضات.. ولم يعد خافيا أن التغير الضخم الذى بصدده العالم هو تشكل النظام العالمى الجديد والذى لن يكون أحادى أو ثنائى القطب، وإنما بين معسكرين.. الأول «غربى» بقيادة أمريكا وبريطانيا.. والثانى «شرقى» بقيادة الصين وروسيا.

إرهاصات دخول النظام العالمى الجديد حيز التنفيذ بدأت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وما تبعها من أزمة جائحة «كورونا».. ومروراً بالعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، والتى لا نعلم إن كانت ستكون الأخيرة أم أن السيناريو سيضم عروضاً أخرى قبل فصل النهاية؟!


ومن الطبيعى أن يسعى أطراف المعادلة فى المعسكرين لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة وضم أكبر عدد من الحلفاء تمنحهم الأفضلية وتضعهم فى موقف القوة لفرض الشروط قبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات.. ومن أجل ذلك لا تتوقف اتصالات وزيارات وعروض أطراف المعادلة شرقا وغربا على مختلف دول العالم.

والسؤال.. ماذا لو لم تنه الأمة المصرية فى الثلاثين من يوليو 2013 سيناريو ما أطلق عليه الغرب «الربيع العربى» ورسخت مفهوم الدولة الوطنية؟


الإجابة.. كان المعسكر الغربى سيجلس على طاولة المفاوضات وفى يده كروت الطاقة والممر المائى الأهم فى العالم.