الأيدى الناعمة .. « تقلها دهب »

الأيدى الناعمة .. « تقلها دهب »
الأيدى الناعمة .. « تقلها دهب »

رضوى خليل

اقتحمت المرأة المصرية بقوة الملاعب الرياضية ولم تعد تكتفى بالتمثيل المشرف أو مجرد المشاركة، بل أصبح طموحها حصد البطولات ورفع علم مصر فى البطولات القارية والعالمية والأولمبية وحققت نجاحات كثيرة وكسرت قاعدة تفوق الرجال فى عدد الميداليات والألقاب بجميع البطولات خاصة فى الرياضيات القتالية أو التى يطلق عليها ألعاب للرجال فقط.

بطلة حقيقية تمكنت من وضع المصارعة النسائية المصرية في مصاف الكبار، بعد أن فرضت اسمها ضمن أفضل اللاعبات حول العالم، لتصبح بطلة فى الملاعب ترفع اسم بلدها مصر وبطلة على الشاشات بعد ما قدمها مسلسل «إلا أنا» فى حكاية «دهب» إنها  سمر حمزة بطلة العالم فى المصارعة.

بدأت رحلتها مع اللعبة من البداية فى عام  2013 وكان عمرها 18 عاما، لتحقق انجازات كثيرة طوال مشوارها الرياضي وعن هذا تقول سمر: «بدأت ممارسة لعبة الكاراتيه، ثم اتجهت للمصارعة، بعد الإعجاب باللعبة فى التليفزيون، وفى البداية كان المبدأ لدى الناس من حيث المصارعة مرفوض.. وكل الناس قالت لي بلاش.. متلعبيش، دى لعبة ولاد لكني أصريت على هدفي خاصة أن أسرتي لم تمانع فى اختيار اللعبة، لأنهم دائما يثقون فى اختياراتي  ويدعموني، وكان هدفي الأول والأخير أثبت للناس إنى قادرة أفصل بين المصارعة وبين شخصيتى بعيدا عن الرياضة وأن لا عليها أي تأثير سلبي على الحياة الشخصية، بل جعلتني أعتمد على نفسي، وأصبحت أقوى وأكثر صحة، وجعلتني أتطور في جوانب كثيرة».

وتضيف: «بالاصرار والعزيمة قدرت أحقق هدفي وأسعي للذهب، وأن أكون الرابع عالميا فى التصنيف الدولى للمصارعة وأن يتم تكريمي مرتين من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الدفاع أيضا، وقد كنت في قمة سعادتي بالتكريم ورفعت علم بلدي في الخارج».

سمر أعلنت اعتزال اللعب نهائيًا عقب وداعها المبكر لأولمبياد طوكيو، ولكنها عادت و حققت بعد الاعتزال إنجاز تاريخى في بطولة العالم للمصارعة بالفوز ببرونزية العالم، بعد غياب مصر 16 عامًا عن منصات التتويج العالمية، وعن هذه المرحلة في مشوارها تقول: «وجدت نفسى أمام طريقين، إما العودة تدريجيًا من خلال المشاركة في بطولات صغيرة، أو الدخول في تحدٍ كبير بالمشاركة في بطولة العالم، وهو كان تحديًا صعبًا، خاصة أنه كان هناك احتمال لإخفاقى، وهو ما كان يصعب معه أن أستمر بعد إخفاقين في أكبر محفلين للمصارعة، وقررت خوض التحدى، ورغم ما قابلته من عراقيل وتحديات أصررت على المشاركة في بطولة العالم، رغم أن الكثير لم يكن يعتقد بقدرتى على تحقيق إنجاز، خاصة أنها تعد الأقوى في ظل مشاركة بطلات العالم بأعلى فورمة بعد المشاركة في الأوليمبياد، وخضت المنافسات ونجحت في تحقيق الميدالية البرونزية التي بالفعل أعتبرها بداية الطريق لتحقيق المزيد من الإنجازات».

وعن مواهبها الأخرى بجانب الرياضية تكشف سمر أنها تعشق تربية العصافير وتفضل الوقوف في المطبخ بشكل كبير، وتفضل أكلة البامية وهي بارعة في عملها، وعن نجومها في السينما العالمية تفضل فان ديزل أو جوسون، والسينما المصرية تفضل ياسمين عبد العزيز.
البطلة الثانية هداية ملاك، حقتت إنجازًا تاريخيًا، بحصدها الميدالية البرونزية بمنافسات التايكوندو بدورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020»، التي كتبت التاريخ في أولمبياد طوكيو.

بدأت لعب التايكوندو في سن 10 سنوات وبدأت تحصد الميداليات، وانضمت بعد ذلك إلى منتخب الناشئين ثم منتخب الكبار وحصدت أول مركز في بطولة الجيزة، وتأهلت إلى بطولة الجمهورية وحصدت أول بطولة جمهورية وهي 14 عاما.
وبعد مشوار رياضي طويل وميداليات عديدة أصبحت صاحبة الـ28 عاما، ثاني سيدة مصرية تحقق ميداليتين أولمبيتين، بعد الرباعة عبير عبد الرحمن التي حققت ميداليتين (برونزية في دورة بكين 2008 و فضية في لندن 2012)  كما باتت هداية خامس اللاعبين المصريين -بشكل عام- في تحقيق ميداليتين أولمبيتين. كما انها أول لاعبة عربية وإفريقية تتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو وحققت ميداليتها البرونزية الأولى.


ولم تكتف هداية بكل هذا النجاح، فهى تراهن على حصول الفريق المصري للتايكوندو ميداليات كثيرة فى المستقبل وتقول: «نملك جيلًا مميزًا من اللاعبين الشباب، وتحقيق ميداليات أولمبية باسم مصر على مستوى اللعبة بآخر دورتين، سيزيد من رغبتهم في تكرار الإنجاز خلال الدورات الأولمبية المقبلة». 
أما هايدى عادل بطلة الخماسي، سطرت اسمها في تاريخ الرياضة النسائية المصرية وحققت حلمها ووصلت الى لقب أول لاعبة مصرية تتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية، حصلت على وسام الرياضة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.


عشقت هايدى الرياضة في سن مبكرة، فحاولت تشبع هذا العشق الدفين بممارسة عدد من الألعاب الرياضية المختلفة منها السباحة والجري والفروسية، حتى أكملت اللعبات الخمس، لديها  ٢٢  عاما، وعلى الرغم من اختلاف دراستها عن هوايتها، إلا أنها برعت في الاثنين معا حيث إنها درست التسويق والإعلام في الجامعة الأمريكية وحققت حلم ظلت تحارب وتسعى نحوه كثيرًا، وذلك على مدار السنوات الماضية، وعلى الرغم من العراقيل التي اعترضت طريقها إلا أنها أصرت على استكمال الطريق بكل قوة ومرونة لتصل إلى الحلم الذي ظل يراودها في أحلامها.


وصلت هايدي إلى لقب أول لاعبة مصرية تتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية، وذلك بعد حصولها على ذهبية بطولة إفريقيا المؤهلة، والتي استضافتها مصر في فبراير عام 2019؛ لتحجز مقعدها في منافسات الخماسي في دورة الألعاب الأولمبية التي أقامت بطوكيو العام الماضي 2021.


وحصدت عدة بطولات وألقاب مختلفة على مدار رحلتها مع الرياضة، منها الميدالية الفضية في بطولة العالم للشباب 2016، والميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا.. وتربعت على عرش المركز السادس في أولمبياد الشباب بالصين، كما شاركت فى أولمبياد ريو دى جانيرو 2016، وكانت أصغر لاعبة في البعثة المصرية كرقم استثنائي، كما توجت بفضية بطولة بيلاروسيا المفتوحة، بخلاف التتويج بالبطولة الإفريقية.

تعرضت هايدي لصعوبات كثيرة منها إصابة بالغة عام 2018، كادت أن تنهي علاقتها بالرياضة، لتظل ملتزمة فراشها لمدة 5 أشهر، إلا أن تلك المدة كانت قادرة على إعطائها أملًا جديدًا لتعود أقوى، وتتمكن من حصد المركز الثاني ببطولة بيلاروسيا ثم التتويج بإفريقيا.


تمر الأوقات وتصل اللاعبة الشهيرة هايدي عادل إلى منتدى الشباب لتتسلم وسام الرياضة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي لتكون تلك الجائزة حافزًا لها على مدار رحلتها، ولن تتوقف طموحات اللاعبة هايدي عادل عند هذا الحد، لكنها وضعت نصب أعينها خطة جديدة تحمل فكر خاص بها، وهو دمج لعبتها المفضلة وهي الخماسي مع مجال دراستها لتؤسس شركة للتسويق الرياضي.


استطاعت البطلة نعمة سعيد لاعبة منتخب رفع الأثقال من تحقيق رقم جديد في منافسات 64 كجم، خلال بطولة الجمهورية لرفع الأثقال الأخيرة والتي شهدتها مدينة بورسعيد محققة 100 كجم في لعبة «الخطف و120 في «النتر». 


حققت نجاحات غير معتادة في رياضة رفع الأثقال التي يرى البعض أنها لا تتناسب مع الفتيات نظرًا لاعتمادها على القوة البدنية بشكل كبير، لكنها بدأت هوايتها في سن مبكرة وكانت تسعى للإلتحاق بكلية الشرطة، وكان حلمها الكبير لكنها اختارت رياضتها المفضلة، والتي تعتمد على رفع الأوزان الثقيلة، وحققت نجاحات كبيرة فيها حيث حققت إنجازا تاريخيا عام 2019 بخطف 3 ميداليات ذهبية في بطولة العالم لرفع الأثقال، واستطاعت نعمة أن تحصد ميداليات ذهبية في «الخطف والنتر» بمنافسات وزن 59 كيلو جرام وهي فى سن صغيرة لم تتعد 17 عامًا.


وتقول المهندسة يارا شلبي سفيرة مصر للرياضة في الإتحاد الدولي للسيارات وعضو لجنة المرأة لرياضة السيارات التابعة للاتحاد، إنها فازت بالمركز الثاني في بطولة الرالي الدولية المقامة في الإمارات السبع بدولة الإمارات العربية المتحدة، موضحة أن الجولة الأولى كانت في الشارقة والحالية في ولاية أم القيوين والجولات المقبلة ستجوب باقي الإمارات.


وأضافت يارا أنه لا يوجد رالي للسيدات فقط ولكن المنافسة مختلطة وتشارك فيها أغلب الفئات، مضيفة سفيرة مصر للرياضة في الاتحاد الدولي للسيارات وعضو لجنة المرأة لرياضة السيارات التابعة للاتحاد أن المساعد الخاص بها في السيارة كان مصريا ويعيش من فترة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أنها في العادة تختار مساعد لها بنت، ولكنها فضلت أن تغير هذه المرة، ولكن توجد مساعدة أخرى تشارك معها في سباقات مختلفة متابعة: «يفضل لو في حد في نفس البلد عشان ميكونش في تكلفة عالية على الفريق».