إذا ما صح التوقع الأمريكى الأوروبى المشترك، بأن اليوم الأربعاء هو الموعد المرجح أو المتوقع من وجهة نظرهم، لبدء الاجتياح الروسى لأوكرانيا، فإننا والعالم سنكون شهودا اليوم على أول عملية غزو تتم وفقا لمواعيد متوقعة ومعلنة مسبقا،..، فهل يحدث ذلك؟!،..،
الإجابة هى بالقطع.. أشك كثيرا فى ذلك.
واللافت للإنتباه فى هذا الأمر، أنه على الرغم من الضجة الشديدة المثارة من جانب أمريكا والغرب طوال الأسابيع والأيام الماضية وحتى هذه اللحظة، حول الغزو الروسى المتوقع أو المرتقب لأوكرانيا والمقرر حدوثه اليوم وفقا لرؤيتهم،..، إلا أن هناك نفيا روسيا لهذه التوقعات، وتلك الهواجس.
وفى ظل هذه التأكيدات وذلك النفى نستطيع القول بأن العالم يقف الآن فى المنطقة المتأرجحة ما بين التصديق وعدم التصديق لأى من الطرفين، فلكل منهما رؤية ووجهة نظر يراها صائبة ويصر عليها.
حيث الولايات المتحدة والغرب يرون أن ما قامت وتقوم به روسيا، من حشود عسكرية ضخمة وكثيفة على الحدود مع أوكرانيا، والكميات الكبيرة من العتاد الحربى وجميع أنواع الأسلحة والمعدات الثقيلة والمتوسطة التى بحوزتها ليس لها غير تفسير واحد،..، وهو أنها تستعد بل استعدت بالفعل، لاجتياح وغزو أوكرانيا كلها أو بعض أجزاء منها على الأقل، مثلما فعلت من قبل واحتلت شبه جزيرة القرم.
ويؤكدون أن روسيا قد حشدت بالفعل، ما يزيد عن «١٣٠» ألف جندى روسى على الحدود الأوكرانية، بكل ما يلزمهم من تعزيزات من الآلات والمعدات ومصادر النيران، وهو ما يؤكد نيتهم فى الاجتياح والغزو، ويقولون إن ذلك يعنى أن الغزو أصبح وشيكا والمرجح أنه سيتم الأربعاء.
وعلى الجانب الآخر.. فإن موسكو تنفى كل ذلك، وتقول إن كل هذا هو هيستيريا أمريكية غربية، تهدف إلى استفزاز روسيا،..، وتؤكد أن روسيا لها مطالب تصر على الاستجابة لها، وعلى رأسها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ووقف مدها بالسلاح الثقيل والمتطور من الدول الغربية والولايات المتحدة.
«وللحديث بقية»
