في إطار برنامج تعدد الثقافات الذي عقد في باريس الشهر الماضي، وكانت مصر ضيف الشرف فيه. تضمن البرنامج احتفالا بصدور كتاب عنوانه «أمصار» أي جمع اسم «مصر»، الكتاب صدر في سلسلة شهيرة ذائعة الانتشار، الفكرة الأساسية فيها اختيار موضوع والتركيز عليه من خلال متخصصين، شارك في الكتاب خمسون عالما متخصصا في علم المصريات من مختلف أقطار العالم منهم العالمان الألمانيان المتخصصان في الدين المصري القديم. جان اسمان، وايريك هورننج. عندما طلب مني الناشر «دار روبير لافون» تقديم الكتاب، اخترت موضوع «الاستمرارية المصرية» للمقدمة التي ترجمها الأستاذ خالد عثمان. هذا موضوع انشغل به منذ زمن طويل وأرصد الملاحظات الخاصة به في أقاليم مصر المختلفة، أول من كتب فيه الأثري محرم كمال. صدر كتاب «آثار الفراعنة في حياتنا المعاصرة» عام ١٩٥٤، في سلسلة الألف كتاب الأولي. ثم ألقي الدكتور محمد شفيق  غربال آحدأعظم المؤرخين المصريين سلسلة محاضرات في الإذاعة عن «تكوين مصر» وقد ألقيت عام ١٩٥٩ في ذروة الدعوة إلي عروبة مصر والتي كان أحد أعراضها السلبية تقليص دراسة المرحلة الفرعونية في مراحل التعليم وتجاهل أساس الحضارة الإنسانية، كأن عروبة مصر تجب ما قبلها وهذا خطأ ثقافي فادح. ونلاحظ أن الفكر القومي يلتقي مع الفكر الذي يستخدم الإسلام للوصول إلي السلطة إذ يتجاهل أيضا مصر القديمة وهذا أفدح، تاريخ مصر يجب أن يدرس بمراحله المختلفة، خاصة أن الشعب المصري بقي في مكانه واستمر مع الزمن تماما مثل نهر النيل، صحيح أن العقيدة تغيرت مرتين، واللغة أيضا، لكن في تقديري ان الجوهر كما هو وان اختلفت الرموز. الدكتورة فايزة هيكل أستاذة علم المصريات في الجامعة الأمريكية كتبت مختتم الكتاب، أورد في اليوميات الجزء الأول من رؤيتي التي ألقيتها في القاعة الرئيسية بمقر بلدية باريس.
النيل يسمع
منذ سنوات وقفت علي شاطئ النيل قرب مدينة أخميم العتيقة، المشهورة بنسيج خاص ذي أشكال متوازنة منذ اعتناق مصر المسيحية، كانت أخميم مقرا لعبادة الإله «ميم» رمز الخصوبة وتجدد الحياة. الزمن في المدينة التي تتراكم فيها طبقات التاريخ له حضور مغاير. كثافة الوقت نتيجة تراكم وتعاقب البشر الذين خاضوا المغامرة الروحية الكبري علي ضفتي النيل في مرحلة سريانه الأخيرة قبل أن يصب في البحر الأبيض كنت أمضي إلي سريان الماء وتدفقه، إلي هديره، كان الوقت أغسطس. أي في ذروة الفيضان، الجو هادئ والليل مزدحم بالنجوم وتلك الخصوصية التي تميز الصعيد، مصر العليا التي ولدت في أحد أقاليمها، سوهاج، انتبهنا إلي صوت نسائي يتحدث، التفت. فوجئت بسيدة تتخذ وضعا مائلا في اتجاه النيل، تشير بيديها، ظننت أنها تخاطب شخصا ما يسبح في اللجة، غير أنني تأكدت أنها تتحدث إلي النهر، إلي النيل. كانت تقول بالنص «والله يا كبير. مظلومة.. مظلومة..».
طقس قديم. منذ العصور المصرية المندثرة، كان النيل أحدتجليات الحضور الإلهي في حياة المصريين. أطلقوا عليه اسم «حابي» وصوروه مزدوج الجنس. له صدر أنثي وجسد رجل. وقد لاحظت في جميع المعابد انه يصور في الشريط الأقرب إلي الأرض. وفوقه تقوم وتظهر بقية المشاهد التي تمثل أوجه الحياة. فهو الاساس ، وهو مصدر الحياة، كان النهر مصدرا للحياة، شريانها الرئيسي، ما سمعت من السيدة استدعي إلي الذهن تفاصيل عديدة مماثلة تتعلق بالحياة والموت، هذه التفاصيل انشغلت بجمعها ورصدها. في مجموعها تجيب علي سؤال يتردد كثيراً علي مسمعي، ليس من الاجانب. انما من المصريين انفسهم. السؤال محوره: ما العلاقة بين المصريين القدماء الذين شيدوا هذه الحضارة التي تشكل مع حضارة بين النهرين (العراق). الاساس الروحي للمغامرة الانسانية الكبري في محاولة فهم واستيعاب الوجود، لقد تغير لسان المصريين مرتين، كذلك معتقداتهم الدينية. المسيحية. ثم الاسلام، اما اليهودية فهو دين نشأ من رحم المعتقد المصري القديم، ما من دليل يجسد مثل التفاصيل الدقيقة في الحياة اليومية التي قدر لي أن اعايشها منذ ان تفتح وعيي سواء في القاهرة القديمة التي نشأت بها او الصعيد الذي لم تنقطع علاقتي به منذ أن ولدت في احدي قراه القائمة علي الحدود، قرية جهينة الغربية، التي تقف علي الحافة، حافة الصحراء وبدايتها، ونهاية حد الارض المزروعة الخضراء، ما من بلد في العالم يلوح فيه الحد الفاصل بين الحياة والموت مثل مصر. يمكن ان يقف الانسان في الصعيد بين الاخضر والاصفر، قدم فوق الارض المزروعة. وقدم فوق رمال الصحراء، حدود صارمة، واضحة، من هنا كانت قدسية الحد الفاصل، وحرص الفراعنة علي وضع العلامات التي تحدد المدن والأقاليم ومجمل ارض مصر ذاتها. الحياة والموت يتجاوران، الماء والجدب يتعاقبان، الليل والنهار، تلك الثنائية اساس هام في الفكر المصري القديم، ولا تزال عند المصريين، الثنائية جالبة للتوازن الدقيق، للاستقرار، للثبات، للتوازن، من هنا ظهرت فكرة الميزان، أي العدل. في مصر انبثقت فكرة (ماعت). ما عت مفهوم للنظام الكوني والانساني، وكانت تصور علي هيئة سيدة جالسة ويعلو رأسها ريشة نعام حتي الآن اذا رأي أحد المصريين شخصا معتدا بنفسه يقول له (هو انت علي راسك ريشة)، المعني المستتر هنا ينبع من مفهوم ماعت المؤصل، المنظم لهذا العالم الذي يفيض بالفوضي المنظمة، والتي تضبطها قوة خفية، قوة لا تدرك. لا يمكن الالمام بها. وازائها لا يسعنا الا محاولة الفهم، طرح الاسئلة ومحاولة الوصول الي اجوبة، طرح الاسئلة فاتحة الوصول الي الجواب، وإذا استحال ذلك يظل السؤال معلقاً في انتظار الجواب، السؤال في مواجهة ظواهر الكون هو بداية المحاولة المصرية للفهم التي اسست للاديان الثلاثة في العالم، اليهودية، المسيحية، الاسلام، اعتدت النزول في بيت قديم بالبر الغربي للاقصر، اشد اماكن العالم كثافة بالنسبة لي، حيث حضور  الزمن قوي، والصراع ضد الفناء، ضد العدم، ضد هذه القوة الخفية التي لا تقهر. ولا يمكن التأثير فيها بالابطاء او الاسراع، فقط نري اعراضها من حضور وفقد، من شباب وشيب، من تعاقب الليل والنهار، من توالي الفصول، خرجت من البيت القريب من وادي الملكات، متجها الي النيل. فجأة رأيت قرص الشمس يتسلق الفراغ، دائرة مكتملة واضحة حركاتها مدركة بالبصر أشعتها القوية تصهر الوجدان كافة فيتحول الحجر والشجر والنهر إلي ضوء أي يصبح  الوجود كله أبديا غير مدرك بالحواس فالبصر لابد عند نقطة محددة لابد أن  يحيد  توقفت مبهورا بالشروق الذي لم نعد نعرفه في المدن المكتظة المزدحمة، حاولت أن أري بعيني ومعرفة الانسان الذي عاش هنا منذ سبعة، ستة، خمسة آلاف عام.
الكون الشاسع بظواهره مصدر الرؤية المصرية للكون، ثمة محوران اساسيان لها يرتبطان بحركة الفلك، بميقات الكون. الاول شرقي/ غربي ومركزه الشمس، الثاني، جنوبي/ شمالي ، ومركزه النيل، للشمس وقت، وللنهر وقت، كلا التوقيتان مستمر، متكرر، منتظم. من هنا جاءت فكرة القوة المحركة التي لا تدركها الابصار، اول مرة رأيت رمزها في الاوزيريون الملحق بمعبد سيتي الأول بابيدوس، واعتبر عمارته، ولوحاته الجصية الجدارية، خاصة تلك المنحوتة في عهد سيتي الاول، والد رمسيس الثاني من ذري الفن المصري في جميع مراحله. دائرة، في جميع المعابد والنقوش المصرية لابد من دائرة. والاغلب الاعم يكون لونها أحمر من الجرانيت. الدائرة تعتبر الشكل الكامل. لابداية لها ولا نهاية، كل نقطة فيها بداية، وكل نقطة نهاية. انها رمز الكون الموجود، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بدائرة فقط. فهذا يعني السكون، العدم. لكي يكتمل حضور الدائرة لابد ان تدور، لذلك يحف الدائرة يدان. كل منهما بادية حتي المعصم ثم يغيب الباقي في الفراغ. البداية يلمسان الدائرة، انهما رمز القوة المحركة الخفية. إن هذا الوجود لم يأت عبثاً، ثمة خالق. منظم، محرك، لكنه لا يري، لا تدركه الابصار، لذلك اطلق عليه (امون) أي الخفي، ونلاحظ أن الصلاة في الاديان الثلاثة تختتم بلفظ «امين» اي الخفي، عرف المصريون ذروة التجريد اما التصاوير التي ترمز الي الالهة، فبمثابة اشارات يمكن للمفاهيم الانسانية استيعابها، للدائرة شأن عظيم في الرموز المصرية القديمة، وخلال تجوالي الطويل في العمارة الاسلامية والقبطية، رأيت الدائرة عنصراً اساسياً في الزخرفة، قد يبدو هذا عادياً في فنون اخري، ولكنني اعني علاقة الدائرة بما يحيطها، بالفراغ، اضافة الي المادة المصاغة منها، الجرانيت الاحمر الوردي، العمارة المصرية ادق ذاكرة مرئية للاستمرارية في الثقافة المصرية رغم تغير المعتقد واللغة.
>>>
ما من فن يوضح الرؤية المصرية للكون، واستمراريتها رغم تغير الدين واللسان مرتين (المسيحية ثم الاسلام) مثل العمارة، تقوم العمارة المصرية علي رؤية ملخصها، ضرورة ارتباط المبني بالكون، مداخل المعابد المطلة علي النهر. او القائمة عند حدود الغرب، قرب الخط الفاصل بين الزرع والجدب، بين الاخضر والاصفر، تتجه جميعها الي الشمال، الي حيث الدب القطبي، او النجم سويشي، الاهرام ليس الا معراج  روحي إلي السماء من الحجر. لكن تأملته في جميع الاوقات، وأمضيت ليلة كاملة بمفردي متمدداً في تابوت الملك خوفو. بغرفة الدفن. محاولاً رؤية ذلك الشعاع الذي ينفذ عبر نفق يصل التابوت بضوء النجوم الذي يظهر فجأة في اللحظات الأخيرة من الليل. لابد من الاتصال بالكون، التوجه إلي اللا نهائي من خلال المحدود. حتي وإن كان في عمق الارض، في مقبرة حور محب بوادي  الملوك توقفت طويلاً امام علامات رسمها الكهنة في غرفة الدفن علي عمق مائة وعشرين متراً، عند هذا الحد الذي تختفي فيه الجهات نفاجأ بالجهات، لابد للراقد في ابديته أن يتجه الي مطلع الشمس، الي الكون الفسيح، كان ذلك في مصر القديمة، والآن عندما يدفن المصريون موتاهم. يتجه المسلمون الي جهة الكعبة.
العنصر الثاني في العمارة المصرية التدرج. يبدو ذلك في المعابد بكل انواعها. الفكرة اساسها النهر. الفيضان لا يجييء مرة واحدة. انما يبدأ بنقطة مياه، والنقطة يتبعها نقاط. في الاسطورة الاساسية التي قدست فيها مصر رمز الامومة (ايزيس) نقرأ ان الفيضان يجني  من دموع الزوجة الوفية التي راحت ترثي زوجها أوزير سيد العالم الآخر، وراحت تلملم اشلاءه الاثنين واربعين التي نثرت علي ارض مصر، كل جزء كانت تقيم له نصباً، ومن هذه الاقسام تكونت اقاليم الدولة، وعندما عثرت علي عضو الذكورة حملت ما تبقي فيه من «مني». أي حملت بابنها حور من زوج غائب. وحتي تخفي طفلها من بطش عمه ست رمز الشر، أخفت حور في أحراش الدلتا، في المعبد المخصص لعبادة اوزير توقفت طويلا أمام الجداريات الدقيقة، التي تقف فيها ايزيس خلف زوجها المتوفي اوزير الذي لا يظهر إلا في كفنه الأبيض، ويداه أمام صدره فيما يُعرف بالوضع الاوزيري، وهو تقريبا الوضع الذي يتخذه المؤمنون من الديانات الثلاثة عند التوجه إلي الصلاة، تقف ايزيس كالحارسة خلف زوجها الشهيد، لكم تأملت لمسة أناملها لكتفه، ذلك الحنو والرقة، هذه اللمسة الايزيسية سوف نجدها في جميع المشاهد التي تمثل الأسرة المصرية سواء كانت رسما أو نحتا، المرأة في نفس حجم الرجل وبينهما الطفل. هذا الإحساس العميق بالأسرة أحد المداخل الرئيسية لفهم الشخصية المصرية، أمام كل تمثال أو رسم يجسد هذا الثالوث، أتوقف طويلا، غير ان ما اثار دهشتي في معبد ابيدوس الذي وصل الينا سالما تقريبا بمعجزة، بالنظر إلي ما تعرض له من تدمير، خاصة في حقبة اعتناق مصر للمسيحية، اللوحة التي أثارت حيرتي في مقصورة اوزير، وتمثل الحيوانات المنوية، هذا يعني وجود منظار مكبر، تمكنوا به، من خلال رؤية هذه الكائنات الدقيقة، للأسف لم تصل الينا الوسيلة التي استطاعوا بها مشاهدة بذور الحياة. كما استلهم المصريون فكرة التدرج من فيضان النيل، عرفوها من الحياة، فالحياة لا تكتمل فجأة، إنما تتدرج، لذلك يجل الصغير الكبير، يمكن اعتبار العمارة المصرية فعلا مضادا للعدم، ولهذا تحتوي الرمزية، أقدم المصري علي البناء ليظل اسمه موجودا باقيا بعد رحيله، بعد فنائه. فعل البناء هدفه واحد، البقاء، رغم اختلاف المستويات بدءا من المصري البسيط الذي يبني مقبرة متواضعة، ويتوسل إلي المادة عبر الكتابة إلي الأحياء أن يذكروه، كان ذلك في الزمن القديم ومازال قائما أيا كان ديانة المصري، المصري مشغول بالبناء ليبقي اسمه، يبني معبدا، أو سبيل مياه ليروي ظمأ الغرباء، أو مستشفي، أو بيتا يؤوي أسرته، ومنذ اتساع ظاهرة هجرة المصريين منذ سبعينات القرن الماضي بحثا عن الرزق، وتلك الظاهرة تحدث بهذا العجم لأول مرة في التاريخ المصري، وماتزال في بدايتها رغم مرور حوالي أربعة عقود علي بدايتها، إلا انني لاحظت أن الهدف الأساسي للمصريين هو العودة بمدخر يمكنهم من البناء، لاتزال فكرة البناء أساسية في وجدان المصريين، والاهتمام ببناء مقبرة يتوازي ان لم يتجاوز الاهتمام ببناء بيت للحياة الدنيا، المثوي الأبدي أولي بالرعاية والعناية، لأنه سيستمر أبدا، ولكن بيوت الدنيا عابرة، مؤقتة، تماما مثل الحياة، قصيرة، جميلة لكن الإنسان لا يدرك ما فيها من جمال لما يلحق من ظلم، من بطش، البناء هو فعل أساسي في موقف المصريين القديم. رفضهم للعدم، للنهاية، لذلك لجأوا إلي وسائل عديدة لقهر العدم، منها بل اهمها البناء، الرسم، النحت، تحنيط الجسد نفسه، رفض العدم قاد المصريين إلي تخيل امتداد الحياة القائمة في حياة اخروية جميع عناصرها مستمدة من الحياة اليومية، في مقبرة سنجم رع فنان دير المدينة نراه في حقول يارو «الاسم المصري للجنة» بصحبة زوجته وهما يحصدان حقول الكتان والقمح في مشهد يعد من أرق ما عرفت في تاريخ الفن الإنساني، وتحت المشهد جملة «أرض لا يوجد فيها أعداء». إنه السلام الأبدي في الجنة، لكن الوصول إلي الجنة، إلي النعيم لا يتم إلا بعد محاكمة دقيقة، القاضي فيها هو اوزير سيد العالم الآخر، الشهير، أمامه الميزان، وهناك من يتلقون اقرارات المتوفي التي يذكر فيها ما يمكن اعتباره بحق «فجر الضمير» كما اطلق عليه عالم المصريات الأمريكي جيمس هنري بريستد في كتابه الشهير، رفض العدم، وايجاد العالم الآخر القائم علي الثواب والعقاب، هو الموقف الأعظم في تاريخ الإنسانية الرافض للعدم، للفناء النهائي، ليست الحياة إلا جسرا، هذا المفهوم انتقل إلي الأديان التالية، وعلي مستوي التفاصيل ستدركنا الدهشة، خاصة في مقبرتي سيتي الأول، ورمسيس السادس، حيث نري تفاصيل النعيم والجحيم أيضا، كثير من التفاصيل الدقيقة التي ذكرت في الكتب المقدسة، خاصة القرآن ووصفه للعذاب الذي سيلحق بالكفار، مثل عبور السراط، وسلخ الجلد، وتقطيع الأطراف من خلاف، هذه التفاصيل نراها مجسدة علي الجدران التي تحيط بمراقد الأبدية لملوك مصر الأقدمين.
وللحديث بقية