< «.. ولو وجدت كبسولة واحدة تتناولها يوميا تقوم مقام الطعام الضروري للجسم دونما يضاف جراما واحدا لوزنك.. فهل تقبل أن تستعيض بها عن وجبات الطعام ؟؟؟» <لنبدأ أولا من شر ما خلق الله، فلا نكف عن التساؤل عن طينة تلك المخلوقات البشرية وهل يمكن ان تكون حقا من نبت هذه الأرض ؟ هؤلاء الذين يقضون أوقاتهم في تدبير ما يضمرون لأهليهم : ادمار يكون بالغد أم سفك دماء ؟ ومن يثكلون المرة التالية وكم من الأبناء ييتمون ومن الزوجات يرملن ؟ لأي ملة هؤلاء القتلة ينتمون ؟؟ هل مر علي مصر في تاريخها جيل من الكائنات البشرية مغيبة العقول بهذا النحو ممسوحة الضمير عديمة الايمان بهذا القدر من جهالة ؟ تم العبث بأدمغتم بنحو مهين وبأصابع يحركونهم كما آليات بشرية تباع وتشتري لتؤدي عنهم ما حرم عنه الله ونهت عنه الأديان.. وأين؟ بين أهليهم وفي وطنهم.. ابدا لم يسبق أن حدث لذلك مثيل علي مدي تاريخ مصر... ألا من يتفرغ لدراسة نفسية لأحدهم ويقوم بتشريح عقليته لنعرف منه كيف يفكر أمثال هؤلاء وكيف يتعايش الواحد منهم مع نفسه ويتراضي مع ذاته.. من أي طينة هؤلاء ؟!
سواء طالت هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها أو عدت سريعا فستعرف أجيال المستقبل أي أبطال سقطوا علي الطريق ليحيا هذا الوطن حفاظا علي روح مصر بلحمتها وطبيعتها السمحة حفظ الله مصرنا من شر ما خلق. آمين.
..................................................
المغزي المستتر والمعني الأعمق للاحتفاليات الدينية والقومية المشتركة تكمن في كونها مناسبات تحشد الشعوب وتحولها إلي موجة واحدة، وبالخصوص نحن يا مصريين كأبناء شعب من عنصر واحد مشدود إلي وتر احساس مشترك بدون افتعال.. شعور يستدعي فينا معاني ــ البنيان المرصوص ــ من أبرز الاحتفاليات طقوس شهر رمضان وروحه وأجواؤه المصرية التي يضفيها عليه المصريون بكل أطيافهم وبمذاقهم الخاص..
وبمناسبة قرب انتهاء شهر رمضان، ودخول مرحلة الكعك والغريبات وباقي عائلة المعجنات، ثم ما يتبع من الوقوف فوق ميزان الأبدان وانكسار الكام كيلو زيادة، هذا النكد المعاصر الذي تعرفه نصف البشرية علي الأقل، مقابل الربع فقط حققوا المعادلة الصعبة بين الطعام والقوام.. فأما الربع الاخير من البشرية فهو الذي اختصر المعادلة من حيث مجبر أخاك هذا لا بطل ففي هذا الكون ناس تموت من التخمة، وناس تموت من الجوع و.. عجبي !
هل التخمة حالة ذهنية ؟
لم يقل لنا أحد بعد كيف أن الاستطعام والطعام وكل ما يتصل ودائرة ما لذ وحلا وطاب قد حول طقوس احتفالياتنا كلها إلي مأكولات ؟ ولا تقل لي ورمضان تحول لمسلسلات فقد خاصمت التليفزيون بالجملة نكاية في الاعلانات، وقلت للدراما نصيب عندي علي الهادي فيما بعد رمضان... الآن لنقتصر علي توابع احتفالياتنا بأطايب الطعام وزيادة الوزن وتورم الاجساد وفركشة القوام، ولندفع فاتورة النكد الأزلي الذي ينغص الحياة علي ربما نصف البشرية ! أليست ظاهرة عامة أننا لم نجد رسما ولا نحتا لأحد اجدادنا المصريين وهو مفركش القوام ؟؟؟ الشعوب في عمومها يسري عليها ما يسري علي الأفراد فتجد شعوبا أكولة مثل الامريكيين والفرنسيين، انما شتان بين هؤلاء وأولئك فلا يحسد الفرنسيين في اقبالهم علي الطعام والاستطعام غير الامريكيين، فلا أقل من ثلث الشعب الامريكي في عداد من يسمونهم obese بمعني ذوي السمنة المفرطة وفي قاموسنا نحن نقول أشجار الجميز، بمعني السمنة المفرطة التي تهدد الصحة وقد تقصف العمر.. لكن الفرنسيين وبالخصوص نساؤهم تجدهن غالبا في خفة ورشاقة الغزلان كيف ورغم أطايب الطعام والشراب ودسم ــ الفواجرا ــ كبد الاوز وأنواع الجبن والخبز وأطايب المطبخ الفرنسي العامر بأصناف الطعام ألوانا يجفل منها الامريكي ويتخيل أنه سيقع صريعا فيما لو تعاطاها ! يقال إنها مسألة جينات ويقال ايضا إن السر في النبيذ الاحمر الذي تعوم فيه أمعاء الفرنسيين، يسيح دهونهم وشحومهم ويحفظ عليهم الشرايين ويحميها من سموم الكولسترول ! لكن ما يرد في المجلات العلمية والمتخصصة فهو دوما ما يلفت انتباهي ويستوقفني بل ويدفعني دفعا إلي نقل بعض منها اليكم في مثل هذا الهم العام... وهذا رأي علمي عجيب لطبيب وخبير في التغذية ورأيه المنشور يستحق أن يطرح عليكم فهو يؤكد ان الموضوع أولا واخيرا يكمن في الحالة الذهنية للشخص.. يعني مسألة سيكولوجية.. بالذمة ده كلام ؟ تعالوا نعرف ما عنده... أولا صاحب هذا الرأي أستاذ متخصص في التغذية ومعروف في الاوساط الأكاديمية العلمية بين امريكا وكندا واسمه بروفسور بول روزن Paul Rozin أستاذ فخري بجامعة بنسلفانيا في هذا التخصص المستجد علميا الذي يعرف بسيكولوجي الطعام... في تفسيره يقدم النموذج التالي : شخص ما يجلس مصوبا عينيه إلي تل أبيض من الآيس كريم رابض مطعم بالشوكولاتة والموز وقليلا من النقل وصاحبنا ينظر إلي هذا التل الرابض بشبق، فما يكاد يهم به الا ويداهمه شعور بقلق ممزوج بالندم وكأنه علي وشك ارتكاب خطية أو معصية ! مثل هذا الشخص مصيره التنغيص علي نفسه بلا طائل بينما هو قد قرر فعلا ان يقدم ويلتهم... اذن لم لا تستمتع يا صاح بدون كل هذا الغم ؟! ثم يقدم لنا مثالا مناقضا لشخص ينظر لمثل تلك الكأس بلهفة وشغف ويقدم علي التهام كأس الآيس كريم العامرة وهو مبتهج ومستمتع ! يقول بروفسور روزن أن الفكرة اصبحت مغروسة معممة في المجتمع الأمريكي بأن أطايب الطعام هي من قبيل السموم او حسب التعبير الشائع ــ حشو مصران ــ junk مضاره أكثر من فوائده حتي كادت أطايب الطعام أن تدخل الثقافة الاجتماعية بتوقع البلا قبل وقوعه.. فيقع ! ثم تجدهم لا استطاعوا أن يعافوا أشهي الطعام ولا هم بقادرين علي التمتع به ! مساعدو بروفسور روزن قاموا كفريق بحث باستطلاعات للرأي شملت ألف شخص في كل من فرنسا وأمريكا وطالت البلجيك واليابانيين كذلك... سألوا اناسا من شرائح شتي واستطلعوا آراءهم فتوصلوا لما يأتي :
نسبة من الفرنسيين لا تزيد عن 4 % فقط هي التي تفكر في حسابات السعرات وتقرن العلاقة بين أطايب الطعام وذلك اللعين الكولسترول وهلط الشحم واللحم مع أمراض القلب والشرايين والسكر في الدم الخ الخ... فأما الطعام لدي الـ 96 % الباقي من الشعب الفرنسي فهو مرتبط فقط بمتعة الأكل والشراب ولا مكان لحسابات الهم والغم لا تخطر لهم علي بال، فلا أمراض ولا جميز ولا مضاعفات انما المثل السائد عندهم : كلوا تصحوا ! أما البحث والاستقصاء عند الأمريكيين ونسائهم علي وجه الخصوص فقد اتخذ منحي آخر ودخل في دهاليز الوزن والقوام والرشاقة المفقودة واتساع الثياب وــ اكسترا لارج ــ في ملابس قفزت لمقاسات عليا من 18 و20 فما فوق.. ناهيك وقياس السعرات وكم جراما يضيفه هذا الصنف اللذيذ أو ذاك، غير نوبات القلق والتردد والبصبصة علي الاصناف الشهية من بعيد لبعيد، ثم بعد كل ذلك تجد الواحد منهم أو منهن يلتهم صحنا في حجم «السرفيس « وهو الطبق الكبير الذي يحمل نصيب أسرة من الشعوب الأخري... أما البلجيك واليابانيون فوجدوا انهم وفق الاستطلاع يقفون تقريبا في منتصف المسافة ما بين استمتاع الفرنسيين، والشهية المفتوحة عن آخرها عند الامريكيين !
بناء علي ما تقدم يقرر بروفسور روزن أن توجهات الحياة الاساسية كالطعام عندما تتحول لتكون مدعاة تنغيص ومصدر قلق بدلا من كونها متعة ونعمة من النعم.. عندئذ تأتي الطامة الكبري ويحل ذلك التأثير السيئ علي القلب وجهاز المناعة وهذا الاخير هو أخطر ما في الموضوع ! باختصار تنتهي الدراسة بالدليل أن القلق الزائد حول الطعام ونوعياته وكمياته هو الأخطر علي الصحة والتردد والقلق والهم ازاء ما يؤكل هو أضر من التهام الصنف ذاته.. اذن فلتقدم يا صاح وهم يا جمل واطعم بشهية ما تريده غير هياب وبدون وجل ولتنس التردد والشعور بالذنب فالذهن وأقدم بشجاعة وسيبك من الجبن (الجبن من جبان وليس الجبنة !)
عندما تهزم فرنسا أمريكا..!
لا تخلو هذه الدراسة من جوانب طريفة عن الفارق بين معدة الفرنسيين وأمعاء الامريكيين لأن الاستطلاعات تناولت بضعة عشر سؤالا وجهتها لكل منهم مثلا لو وجدت كبسولة واحدة تتناولها يوميا تقوم مقام الطعام الضروري المطلوب للجسم دونما تضيف جراما واحدا لوزنك.. فهل تقبل أن تستعيض بها عن وجبات الطعام ؟!
وجدوا 40% من الامريكيين ممن تناولهم الاستطلاع قالوا نعم، بينما نسبة الفرنسيين ممن وافقوا لم تزد علي 4% فقط.. اذن الرسالة التي يقدمها بروفسور روزن تنحصر في الآتي : كلوا واستمتعوا بما تأكلونه فهذا أصح من الذي يأكل ويشعر بالذنب و...
تتوالي نظريات شتي في اللياقة البدنية والرشاقة والتخسيس وثبت أن ما من مفعول مؤكد لإنقاص الوزن غير أن تأكل أقل وتتحرك أكثر انما هذا مالا يريد أحد أن يسمعه فمعظم الناس تريد ان تاكل أي كميات من طعام وشراب ثم تتعاطي حبة سحرية تؤدي المفعول المامول : لا زيادة وزن ولا يحزنون، بدون رياضة ولا حركة انما ــ حباية ــ وشربة ماء تؤدي المطلوب... من هنا ظهرت عقاقير ومنتجات ومصنعات شتي تبيع الوهم وربما المرض ايضا و.. لم تعرف بلاد في الدنيا استثمارات ومنتجات فيما يعرف ــ بالتخسيس ــ كما في امريكا تلك التي كلما طرحنا شيئا أو عرضنا لأمر ما الا وطلعت لنا وتصدرت بنت الايه..! لديهم هناك استثمارات في ميدان التخسيس بالمليارات، حتي انه بيزنس قائم بذاته ويدور في فلك لا يقل عن 15 مليارا.. يعني ألف مليون مضروبة في 15 مرة.. وبالدولار !َ! واحسبها انت كم تساوي بالمصري أقصد بالجنيه اليومين دول بعدما انخفض مؤخرا عشرة قروش مرة أخري بعد اخري أمام الدولار !
في حقبة التسعينيات التي عشتها بأمريكا، ما زلت أذكر يوما  أسود حل علي ميدان بيزنس التخسيس الاستثماري المهول عندما زعق النفير بالنذير في ذات يوم ( غالبا عام 1997 ) يومها خرجت جميع شبكات التليفزيون تنذر وتحذرمن عقار ذاع وقتها واشتهر وعرف باسم تان ــ تان أو فان ــ فان وبالصياح والنواح تطالب بسحبه من الاسواق وإياكم أيها الناس وهذا العقار الذي هو سفير للموت الزؤام.. ذكرت الانباء خطورته المباشرة علي القلب فهذا العقار يهري الصمامات ويفريها فحذار.. حدث ذعر وساد الهلع وبالخصوص بين النساء، وهب فورا محامو التعويضات وطفوا علي سطح الحدث ونفخوا في النار وأخذوا يصولون ويجولون فالساحة امامهم والمعركة معدة لهم وبعد أن كانت الاعلانات في كل مكان تغازل أصحاب الاوزان الثقيلة وتبشرهم بالعقار الفلتة وأجسام البان فإذا بالتان تان أو الفان فان بين يوم وليلة ينقلب من تسويقه كمعجزة إلي نذير شؤم يحذر ان كنت تتعاطي التان تان فأنت يحق لك التعويض ولو حتي للقلق الذي يحتويك الآن.. !
مواجهة ضرورية :
دعونا نتقدم بسؤال في صميم : لماذا يزداد الوزن ؟ الاجابة العلمية تتلخص في أسباب ثلاثة : 1) التهام كميات كبيرة من الطعام.. 2) الكم في تركيز الدهون في الطعام، وتنوع السكريات بالخصوص في المشروبات الغازية.. 3) افتقاد الحركة الرياضية بمعني الحركة المتكررة بانتظام لبعض الوقت... أما أن يقول أحد أنه لا يأكل بأكثر من هؤلاء ممن لا يبدو عليهم زيادة في الوزن ؟ يرد خبراء التغذية بأن هذا رأي سطحي، لأن الفارق لا يأتي من الكمية انما من النوعية... لأ المسألة تحتاج لتفسير أكثر... لنفترض أن اثنين ــ هذا وذاك ــ يجلسان معا يتناولان الغداء، هذا يتناول ربع فرخة مع ارز، وذاك يتناول همبورجر مع بطاطس محمر.. فارق كبير في السعرات.. ومع مرور الوقت لابد ويفرق في وزن هذا عن ذاك.. فأما من حيث الحركة فهنا مربط الفرس ! فارق وأي فارق بين أن تأكل ثم تبقي ساكنا في مكانك وربما تتمدد أو تنام، وبين أن تأكل وتتحرك أو تصعد درجات سلالم مثلا أو تأتي بأي حركة وتقوم بمجهود ما ولو بسيطا.. في هذه الحالة لا تعتبر الحركة بركة ـ فقط ــ بل من هنا فارق بين قوام و.. قوام ! الجسم الانساني مبني علي تخزين الشحوم وهذا ما يحدث تماما عند تعاطي دهون ولا يعقبها حركة.. خلال بضع سنوات تتراكم علي الجسم شحوم من عدة كيلوجرامات كان الأحري أن تفتقد لو حرص صاحبها علي روتين من صعود وهبوط لدرجات سلم مثلا علي قدميه ! من هنا جاء المثل القائل : طولك من جينات أبويك ووزنك يعود اليك ! وبالهنا والشفا وكل كعك وانتم بخير...!
من إلكترونيات الحياة العصرية
اذا نسيت يوما مفاتيح السيارة بداخلها وأغلقت الأبواب فاتبع الآتي : اتصل بمن لديه المفتاح الاحتياطي الملحق بالريموت كونترول واطلب منه الضغط علي زر فتح الباب فيظل يضغط بينما موبايلك مفتوح مع اقترابك من باب السيارة وتقف علي بعد نحو قدم واحد وموبايلك مفتوح.. هنا هنا ستجد باب سيارتك انفتح ولا تسألني ازاي ؟؟؟؟