أرجو ألا أكون بكلماتي القادمة، قد تدخلت في عمل القضاء ورجاله، الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام والثقة في نزاهتهم وحيادهم وعلمهم وعملهم. لم يكن المستشار الجليل محمود الرشيدي رئيس محكمة الجنايات مضطرا لاستعراض أوراق قضية القرن - المتهم فيها الرئيس الاسبق مبارك ووزير  داخليته حبيب العادلي بقتل المتظاهرين، وكان المستشار الجليل استهل  الجلسة بمشهد معد سلفا من مقر اقامته لحجم أوراق القضية - وهي في الحقيقة رقم لم يسبق في أي قضية عاصرناها - مؤكداً علي أن القضية قضية وطن، وأن اسباب الحكم ستحتمل ألفي  ورقة علي الاقل، كل ذلك لم يكن المواطن المصري يحتاجه فثقته في رجال القضاء كبيرة،وأنه ليس هناك مبرر يسوقه لمد أجل الحكم، وليس لنا أن نشاهد أوراق القضية ولا طريقة ترتيبها، ولا المذيعة أو المراسلة التي تجولت بين أوراق القضية - حتي لو كان تحت حراسه أمنية شديدة. أري - ولن تنتقص كلماتي من قيمة وقامة رجال القضاء - ان هذا الاستعراض نال من المتابعين للقضية، وهم الشعب المصري كله، فطوال عمرنا لم نر أوراق قضية يتم تداولها في المحاكم، حتي لو كانت قضية وطن كما وصفها المستشار الجليل. وفي تحليل لأكثر من استاذ بالقانون في الصحف والفضائيات اشاروا الي ان ما تم من استعراض للقضية وأوراقها علي شاشات الفضائيات يمكن ان يكون سببا للطعن علي الحكم عند صدوره. مستشارنا الجليل.. نعلم ان القضية ينتظر الحكم فيها الملايين في العالم ،  نعلم أن الجهد المبذول فيها فاق كل تصور، ونعلم ايضاً قدرك وقامتك التي لم ينلها أحد من زملائك وتلاميذك.. لكنني لم أكن أود هذا المشهد الذيكانت بطلته مراسلة قناة فضائية ومعها أوراق قضية القرن - قضية الوطن. >>> >> الحياة قصيرة مهما طالت.. وعندما يأخذ الموت صغيراً. تكون صدمتنا فيه كبيرة، الا أن الحياة القصيرة للبعض -  عادة - تكون زاخرة وثرية بشكل يعوض الأحياء صدمة الفراق.. هكذا كانت حياة الفنان خالد صالح - رحمه الله - بالرغم من  قصرها الا أنها مليئة { بالعطاء ، مثل خالد وعاطف الطيب وأحمد زكي، وغيرهم، لن تجد وقتا لتنساهم.