في إطار سلسلة المقالات عن دول حوض النيل تأتي أوغندا كأحد دول المنابع من الهضبة الإستوائية وتعود علاقة التعاون الثنائي بين مصر واوغندا في مجال الموارد المائية إلي تعاون البلدين في بناء خزان اوين عام 1954لأغراض الري في مصر وتوليد الكهرباء لأوغندا. وتأتي اوغندا علي رأس قائمة دول البحيرات العظمي من حيث الاهمية من المنظور المائي، حيث يقع داخل حدودها الجزء الاكبر من بحيرة فيكتوريا.
وقد ترسخ التعاون الثنائي بين مصر واوغندا في مجال الموارد المائية من خلال الوجود الدائم للبعثة المصرية لوزارة الموارد المائية والري هناك بغرض التنسيق مع المسئولين الاوغنديين للاشراف علي تنفيذ المشروعات التي تنفذها مصر في اوغندا منذ عام 1999 مثل المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمي بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والاسماك، ومشروع التعاون الفني مع وزارة المياه والبيئة والذي بدأ تنفيذه في يناير 2010.
بدأ المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمي في مارس 1999 بقيمة اجمالية تقدر بنحو 21مليون دولار مقسمة علي اربع مراحل، حيث هدفت المرحلة الاولي إلي تطهير مخرج بحيرات كيوجا والبرت، وازالة الحشائش المائية وفتح مسارات ملاحية امام شواطئ القري المطلة علي ضفاف البحيرات الاستوائية، كما تم تطهير مصب نهر كاجيرا لمقاومة الحشائش المائية، بالإضافة إلي تدريب 100 من الفنيين والمهندسين الأوغنديين، وعدد 1200 من اعضاء التجمعات المحلية في مجال ادارة والتحكم في الحشائش المائية.
اما المرحلة الثانية فقد بدأت في 2007 وحتي 2010 بميزانية قدرها 4.5 مليون دولار فقد اشتملت علي تطوير 25 قرية لتسهيل الحركة المتزايدة لأهالي القري، وتطوير شاطئ جابا بكمبالا علي شاطئ بحيرة فيكتوريا، وانشاء 20 سدا لحصاد مياه الأمطار لتوفير الإحتياجات المائية، وانشاء العديد من المزارع السمكية الامر الذي ساعد علي اعادة توطين الأهالي في هذه المناطق.
وبدأت المرحلة الثالثة في مايو 2010 حتي مايو 2011 بميزانية قدرها 2 مليون دولار، وتضمنت العديد من المشروعات الخدمية مثل انشاءعدد من سدود حصاد مياه الامطار، والمزارع السمكية، وتطوير شواطئ القري المحيطة بالبحيرات العظمي -  كيوجا وفيكتوريا - بالإضافة إلي استمرار اعمال مقاومة الحشائش وإنشاء أرصفة نهرية.
اما المرحلة الرابعة والتي بدأت في يناير 2013 وتنتهي العام القادم وبتكلفة اجمالية قدرها 2 مليون دولار، فقد هدفت إلي انشاء 12 سدا لحصاد مياه الأمطار، وانشاء عدد 4 احواض مزارع سمكية، وانشاء عدد 2 ميناء نهري، ومقاومة الحشائش المائية في البحيرات الاستوائية ومصب نهر كاجيرا، فضلاً عن تنفيذ دورات تدريبية في مجالات الموارد المائية والري.
أما المشروع الثاني من مشروعات التعاون الثنائي بين مصر واوغندا في مجال الموارد المائية تمثل في مشروع التعاون الفني مع وزارة المياه والبيئة الاوغندية، حيث تم التوقيع علي بروتوكول للتعاون في يناير 2010 بقيمة اجمالية 4.5 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية تشمل انشاء سدود لحصاد مياه الامطار، وحفر الآبار، وتدريب الكوادر الفنية الاوغندية. وقد تم حفر 45 بئرا جوفيا حتي الآن لتوفير مياه شرب آمنه لعدد كبير من الأسر الأوغندية، وتم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية في مجالات ادارة المياه الجوفية والموارد المائية.
وترسيخاً لإستمرارعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين، قمنا بالتوجيه بقيام بعثة من خبراء وزارة الري لدراسة مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كاسيسي بغرب اوغندا والتي تعرضت في السنوات العشرين الماضية لموجات من الفيضانات العارمة كانت سبباً في تشريد آلاف الاسر وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكنت قد ارسلت إلي وزير المياه والبيئة الأوغندي خطاباً اعربت فيه عن استعداد مصر تقديم المساعدات الفنية لدرء مخاطر الفيضانات التي حدثت في هذه المقاطعة،وتم تجهيز مستندات تنفيذ المشروع وطرحه للتنفيذ، مما كان له أكبر الأثر والتقدير لموقف مصر.
إن توجه القيادة السياسية المستمر لتعزيز التعاون مع جميع دول حوض النيل في جميع المجالات هو رؤية ثاقبة لقائد يتوجه بخطوات واثقة لتعويض غياب مصر عن الساحة الأفريقية وبزوغ شمس مصر مرة أخري في سماء القارة السمراء.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء.