عندما  وقع حادث مجلة »‬شارلي إيبدو الساخرة » وما تبعها من حوادث ارهابية ضربت قلب باريس انتفض اوباما وزعماء أوربا والعالم لمساندة فرنسا والمشاركة في اكبر مظاهرة عالمية ضد الارهاب وتقديم الدعم اللوجستي والمادي لفرنسا في جهودها لمواجهة الارهاب... وعندما وقعت تفجيرات رفح الارهابية بعد ايام من حادث باريس والتي استشهد خلالها عشرات الجنود المصريين لم يهتز ضمير العالم كما اهتز في حادث باريس ولم يخرج علينا اوباما ليلقي بيانا ولم يتصل زعماء اوربا بالرئيس السيسي للعزاء وتقديم الدعم اللوجستي كما فعلوا مع الرئيس الفرنسي وكل ما فعلوه بيانات ادانة للارهاب بشكل عام مؤكدين أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أية أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية غير مبررة بغض النظر عن دوافعها، أينما ومتي وأيا كان مرتكبوها.. ورغم إن الاتحاد الأوربي اصدر بيانا اعلن فيه انه يقف إلي جانب مصر في جهودها لمواجهة التحديات وإن مكافحة الإرهاب ستبقي أولوية بالنسبة للاتحاد الأوربي، وان العالم بحاجة إلي مواجهة هذا التهديد المشترك الا ان دول اوربا لم تتخذ خطوة ايجابية لتسليم الارهابيين الذين يرتعون علي اراضيها ويخططون ويمولون كل الاعمال الارهابية التي تقع في مصر بل منحتهم حق اللجوء السياسي للعيش بحرية علي اراضيها ..لم يشفع لدي امريكا واوربا دماء اكثر من 600 ضابط ومجند من رجال الشرطة وأعداد كبيرة من رجال القوات المسلحة سقطوا شهداء نتيجة عمليات ارهاب قذرة شعارها الخسة والخيانة.. لم تحرك مشاهد الدمار وصراخ الامهات الثكالي وحسرة زوجات حملن لقب ارملة في سن الشباب ومشاهد اطفال رضع فقدوا اباءهم في عمر الزهور..هذه المشاهد لم تحرك ساكنا لدي امريكا ومنظمات حقوق الانسان التي تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا تم القبض علي ناشط سياسي في مصر اوحبس عميل لهم.. منذ ساعات تجاهل الإعلام الامريكي والغربي حادث مقتل أسرة مسلمة بأمريكا علي يد امريكي متطرف بدوافع »‬كره الإسلام»‬ حيث اعترف بأنه »‬ملحد» عبر عن كرهه للاسلام من خلال مواقع التواصل الإجتماعي.. مر الحادث مرور الكرام واكتفي الإعلام الأمريكي بالقول انه تم القبض علي القاتل ، الاعلام تجاهل هذه الجريمة لان مرتكبها أمريكي ملحد عكس تركيزهم علي الأحداث التي يتورط فيها مسلمون واتهامهم بالإرهاب.. يجب ان نفيق نحن المصريين ويستفيق العرب والمسلمون ويتأكدوا بما لا يدع مجالا للشك إن الغرب يكيل بمكيالين وأنهم ينظرون الينا نظرة عنصرية علي اننا »‬ كمالة عدد »‬ نعيش في عالم متخلف لا حقوق لنا وان بلادنا يجب ان ان تكون امتدادا لأطماعهم الاستعمارية. علينا ان نعلم أننا نعيش في عالم منحاز، وأن الدم العربي والدم المسلم رخيص عندهم فهل نتعلم من تلك الدروس ؟