كتبنا في الحلقة السابقة عن النفاق وكيف يدمر الاخلاق ونستكمله اليوم: يبدو ان المدنية وعن غير قصد غيرت سلوكيات بعض الناس إلي الاسوأ حيث اصبح ذلك ظاهرة يئن منها المجتمع... في حين كانت القرية المصرية زمان بمثابة اسرة واحدة يفرح الجميع لفرح واحد منهاويحزن الجميع لحزنه. فعلي سبيل المثال لا الحصر إذا حدثت حالة وفاة في القرية أو القرية المجاورة فجأة وهناك افراح زفاف ستقام في هذا اليوم تؤجل هذه الافراح فورا وإلي أجل غير مسمي مشاركة لاهل المتوفي وبعد 20 يوما او اكثر يأتي اهل المتوفي لاصحاب الافراح المؤجلة ويصرون علي اقامة تلك الافراح ردا للجميل وصونا للمعروف بين الناس قائلين: الميت ميتنا والفرح فرحنا وكلنا اسرة واحدة... فأين نحن الآن من هؤلاء الناس ومن هذه الاخلاقيات الجميلة التي تبني ولا تهدم، وتعمر ولا تخرب.بينما نحن الان في المدينة نري في العمارة الواحدة بل في شقتين متقابلتين احداهما فيها مأتم وتقبل عزاء، وفي الاخري فرح وتقبل التهاني واصوات الزغاريد والموسيقي الصاخبة تغطي علي قاريء القرآن.. ولله الأمر من قبل ومن بعد، فأين الحفاظ علي مشاعر الآخرين، فدوام الحال من المحال.. فاليوم فرح عندك وحزن عند الاخرين، وغدا حزن عندك وفرح عند الاخرين واعمل ما شئت فكما تدين تدان... فأين نحن الان مما سنه معلم البشرية ورسول الانسانية محمد صلي الله عليه وسلم من انك اذا طهيت طعاما في بيتك فأنت امام احد خيارين: اما ان تعطي جارك منه واما ان تحكم غطاء قدرك حتي لاتتسرب رائحة الطعام وتؤذي مشاعر جارك الذي ربما لايكون عنده امكانية فعل ماتفعل  فهل من واع.. وهل من مجيب؟!!!