سيطر عليه شيطان الطموح رغم حداثة سنه،لم ير من زملائه في الجامعة سوي أبناء الاثرياء فقرر ان يكون واحدا منهم، نسي ان اسرته فقيرة وان والده يعاني مرارة الغربة منذ عشرين عاما قضاها في وطن غير وطنه وبلد ليس له فيه قريب ولا نسيب ولا حتي صديق يخفف عنه احزانه اذا ضيقت مشقة العمل عليه صدره، بدأت مأساته بشراء سيارة بقرض بنكي فسرقت منه، نسي دراسته وعجز عن سداد الاقساط ومرت الايام سريعة ولم يجرؤ علي اخبار والده بالمصيبة التي حلت به واضطرته للكذب في كل مرة يسأله فيها والده عن أحواله وأفاق علي صدور حكم عليه بالسجن في اول شيك حرره للبنك. أصابه الجنون فخرج يبحث عن سيارته التي انتهت مدة رخصة تسييرها حتي عثر عليها أمام منزل في قرية تتبع مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، توجه مسرعا إلي مركز الشرطة وحرر محضرا أبلغ فيه عن مكان سيارته المسروقة، قال له رئيس المباحث دعنا نتأكد اولا من صدق معلوماتك، نصحه بعض من كان في مركز الشرطة بضرورة الاستعانة بمحام حددوه له بالاسم ففعل،جاءت النتائج سريعة فرئيس المباحث ارسل مخبريه للتحري فعادوا واكدوا وجود السيارة، قال الضابط لابد أولا من استصدار إذن من النيابة وهذا سيتم غدا، بات ليلته يقظا أمام باب المركز وقبل الظهر بقليل نجح مع محاميه في مقابلة رئيس المباحث الذي طلب منهما العودة إلي مكان السيارة وفي حالة التأكد من وجودها يبلغانه بالمحمول،ذهبا وتأكدا من وجود السيارة لكنهما وجدا محمول الضابط مغلقا.  عادا للمركز في المساء فأخبروهما ان الضابط في راحته الاسبوعية، في اليوم التالي اختفت السيارة، توجه إلي مدير مباحث المحافظة شاكيا فأعاده إلي رئيس المباحث الذي طالبه بعمل محضر جديد يتهم فيه صاحب المنزل الذي وجدت السيارة امامه بسرقتها، استغرق عمل المحضر وقتا طويلا علي غير العادة وعند خروجه وجد المشكو في حقه والذي تستغرق رحلته من منزله إلي مركز الشرطة اكثر من ساعتين أمامه يطبق علي رقبته ويعيده بالقوة إلي القسم ويحرر ضده محضرا بالبلاغ الكاذب وتم احتجاز كل منهما في حجرة منفردة حتي عاد رئيس المباحث من فترة الظهيرة ولم يجد المتمرد الصغير أمامه الا الصلح والتنازل عن المحضر مقابل تنازل خصمه أو العرض علي النيابة ومواجهة قرار اخلاء سبيل الطرفين بضمان محل سكنهما وعندها سيتم ترحيله مع المشبوهين وأرباب السوابق إلي القسم التابع له محل اقامته في القاهرة فاختار الصلح مرغما وما زال صاحبنا في ورطة.