مصر مستهدفة، عبارة تقليدية مفروغ منها حفظناها صم ولا أحد يختلف علي صحتها، ولكن لا يجب أيضا أن تكون مصر »‬ملطشة» من اللي يسوي واللي ما يسواش وتساء سمعتها في الصحف العبرية، والصحف المعادية المناوئة لكل ما هو مصري وطني وكلها صحف ممولة من دول ومنظمات وجماعات معروفة بالاسم، تستطيع مصر الدولة بنظامها وإعلامها ومفكريها ومثقفيها وفنانيها وكل طوائف المجتمع المتفقة علي خط وطني واضح أن تضرب هذا الاستهداف كل فيما هو مطلوب منه من أدوار يؤديها بضمير وطني خالص. والأدوار ما لم تتم تأديتها بشفافية مطلقة فلن تؤتي ثمارها في زمن السموات المفتوحة التي لا تحدها أي رقابة يمكن أن تفرضها الدولة علي أي معلومة أو واقعة أو حقيقة، انعدام الشفافية وتعمد الغموض وعدم الإفصاح عن المعلومة الصحيحة ما لم تكن تمس الأمن القومي يفسح المجال أمام البلبلة وتصديق الشائعات التي تؤدي في نهاية الأمر لفقدان الثقة في الدولة والنظام.  ولهذا توقعت أن تكون مؤسسات الدولة المعنية هي المبادرة بكشف حقيقة ما تدعيه باحثة الذرة النووية نهي حشاد التي هربت من مصر وتقيم في اسرائيل منذ 2012، فقد نشرت صحيفة »‬يسرائيل هيوم» الإسرائيلية علي لسانها أنها تعرضت للتعذيب في مصر علي يد أجهزة الأمن بعد أن تم منعها من السفر لحضور أكثر من مؤتمر علمي في اسرائيل، علي السلطات الأمنية في مصر أن تبادر بإصدار بيان رسمي تستجلي فيه حقيقة تلك السيدة، وهل فعلا تم منعها من السفروتم تعذيبها كما تدعي. غير معقول أن تتحدث تلك الباحثة النووية للصحف الاسرائيلية لتدعي ما تشاء ولا أحد يرد عليها أو يفند أكاذيبها أو يكشف للصحافة العالمية التي تنقل عن الصحف العبرية من هي تلك السيدة وما هو دورها المشبوه وعلاقتها المرصودة بالمنظمات الصهيونية، وقصة تجنيدها الاكاديمية علي يد البروفيسور الاسرائيلي شالوم هوريتز الذي يعمل بجامعة بن جورين.  ولابد أن يكشف البيان المعلومات الصحيحة من واقع ملفها بكلية العلوم جامعة بني سويف، وتفاصيل قصة فصلها من تلك الجامعة وانقطاعها عن العمل، وسفرها قبل الفصل بعدة أسابيع إلي اسرائيل عبر الأردن للمشاركة في مؤتمر نظمته حركة »‬أبناء الوطن».  وهي إحدي الحركات اليمينية المتطرفة، قدمت خلاله بحثا تزعم فيه أحقية اسرائيل في إقامة دولتها من النيل للفرات، ودعت لضم الضفة والجليل لاسرائيل. غير مبرر أن يظهر علينا أحد ليقول إنها »‬ مخلولة »‬ أو »‬ دماغها طقة »‬ ويجب ألا يلتفت لما تقول لأن مصر المستهدف تشويهها بأي صورة موضوعة دائما تحت عدسة التشويه الجاهزة لاستثمار أي شيء وكل شيء، خاصة ما يشاع عنها بأنها دكتورة في علم الذرة النووية وهي ليست كذلك وحصلت فقط علي الماجستير في »استخدام تكنيك أشعة الليزر في تحديد أعمار المخطوطات».  وأكد موقع القناة السابعة بالتليفزيون الاسرائيلي أنها قدمت الأدلة من داخل جامعة الأزهر لتثبت حق اليهود في كل أرض فلسطين استنادا علي بعض النصوص القرآنية، ومطلوب من الأزهر الشريف الرد علي تلك المزاعم.