الصحفي الإيراني هوشانج أسدي كان يبلغ من العمر ٢٦ عاماً، عندما كان علي خامنئي يبلغ من العمر ٣٧ عاماً، حين التقي الاثنان في زنزانة واحدة، كان ذلك قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، لم يكن هوشانج يعرف أن زميله في الزنزانة سيكون يوماً ما المرشد الأعلي في إيران، وصاحب الأمر والنهي، لكنهما حسب ما جاء في مذكراته، كان الاثنان يحلمان بالعدل والحرية والكرامة وسط سياسات التعذيب والتنكيل التي تعرضا لهما في عهد شاه ايران. كان هوشانج شيوعيا وعلي خامنئي إسلاميا، لكن هما الاثنان جمع بينهما التطلع إلي حرية تحمي كرامة الإنسان، والمعارضة للقمع والاستبداد، تشارك الاثنان في الزنزانة والتعذيب ايضا، تصادقا وتبادلا الحكايات، وعندما حان موعد الفراق، تم ترحيل هوشانج من سجنه، تعانقا في لحظات الوداع وادمعت اعينهما، وقال له خامنئي : في ظل حكومة إسلامية، لن يذرف بريء دمعة !! قامت الثورة الإسلامية في إيران، وتشكلت الحكومة التي كان يحلم بها خامنئي، وبعد سنوات قليلة كان خامنئي يصعد في سلم السلطة الجديدة، وكان في نفس الوقت هوشانج يعود إلي زنزانته التي كان فيها ايام حكم شاه ايران، فلم يتغير منها سوي أنها صارت انفرادية، وتغير السجان من حكم الشاه إلي حكم المرشد. فجأة وجد هوشانج نفسه امام الذي ظن أنه يمثل الله علي الأرض، ورأي في الصحفي الايراني جاسوساً وخائناً للثورة. ثقافة الحريات فيها شعارات أكثر من افعال، فلا تصدق من يدعو للديمقراطية إلا بعد أن تشاهد تجربته في السلطة، لأن هذه السلطة غيرت الشيخ التقي، وجعلته جلادا في نظام لم يجد امامه الا استخدام كل أساليب القمع والتعذيب.